'مراجعة في دائرة حكومية '!!..بقلم أماني العدواني

يبلغ المواطن عن مشكلة لديه في إحدى الأوراق الرسمية ... وضرورة المراجعة لإجراء بعض التعديلات القانونية... فيخرج للمراجعة في إحدى الجهات الحكومية ... وتبدأ عملية المرمطة والمماطلة الروتينية ... واتباع اللوائح والقوانين المزعجة و المزاجية ... والامتثال للروتين الممل والبيروقراطية ... كأنها قد وضعت لبهدلة المراجع وتعكير حالته النفسية ... فيدخل في دوامة طويلة و ليس لها نهاية مؤكدة وحتمية ... أيحسبون المسكين لا عمل لديه الا الامتثال لأوامرهم التعجيزية ؟.....فيذهب المسكين للموظف واذا به مغلقا للباب يقضي وقتا مقدسا في الاسترخاء والحكايات الشخصية ... ويسمع النكات وأصوات الضحكات العالية والاستفزازية... ويشتم رائحة الأكل الشهي والبوفيهات الفندقية ... وأخيرا تنتهي جلسة الاسترخاء الطويلة والأحاديث الجانبية... فيخرج الموظف لاستقبال المراجعين والمراجعات بكل كبر وعنجهية ... وقد ضيع الملف في زحمة الأوراق الادارية... فيرسل المراجع المسكين الى الإدارة المركزية... وعندما يصل إلى الإدارة المقصودة والمرجوة للأهمية... يسألونه عن فلان وفلان ان كانت تربطه بهم علاقة شخصية ... فيجيب المسكين بكل صراحة وشفافية ... مجرد تشابه في الأسماء والألقاب العائلية ... فلا الوزير الفلاني يقربه ولا ذاك من أصحاب الوظائف القيادية ... ولم يدر المسكين بأنه قد جنى على نفسه بكل بساطة وعفوية ... ويهمل طلبه في زحمة الطلبات والاستفسارات اليومية ... فيصبح المسكين كالكرة يتحاذفها الموظفون من كل جهة وزاوية بعشوائية ... فالمدير في اجازة رسمية ... ورئيس القسم ليس مفوض لتوقيع الأوراق القانونية ... وأخيرا توقع الأوراق والتي كان يظن بأنها تعديل وضع وعلاوة اجتماعية ....فيكتشف بأنها خصومات على المعاش وبعض الغرامات المالية...
أماني علي العدواني