الثورة الكويتية!!.. برأي خالد الجري

زاوية الكتاب

كتب 1874 مشاهدات 0

خالد الجري

ثورات الشعوب لها تاريخ قديم، منها ما هو مدوَّن في كتب التاريخ والعديد منها لم يكتب. فإذا رجعنا الى ملفات بعض هذه الثورات للتعرف على أهم أسبابها، سنجد أن الثورة الأمريكية مثلاً قامت بسبب قانون الملاحة آنذاك، وزيادة الضرائب، وتشريع بعض القوانين الجائرة وأخيراً وليس آخراً قمع المتمردين الذين لم يعجبهم تعسف المستعمر، ما أدى إلى تلك الثورة التي كانت نتيجتها استقلال الولايات المتحدة الأمريكية من قبضة الاستعمار البريطاني.

وفي أوروبا، نشبت الثورة الفرنسية بسبب الإضطرابات الاجتماعية والسياسية والتباين الواضح بين طبقات المجتمع، وهو ما ولـّد الحقد والكراهية من جانب الشعب إزاء أصحاب الامتيازات والطبقات الأرستقراطية.

ومن أسباب الثورة الجزائرية انقلاب الشعب على المستعمر الفرنسي نتيجة محاولاته إيقاف النمو الحضاري والمجتمعي، وطمس الهوية الوطنية، وتصفية الأسس المادية والمعنوية التي يقوم عليها هذا المجتمع، بضرب وحدته القبلية والأسرية.

أما الثورة الإيرانية، فقد تمثلت بانقلاب الشعب على الشاه بسبب أخطائه العديدة، ومنها: سياسة التغريب القوية والإسراف والفساد والنخبوية، وتركيز الحكومة على مراقبة وقمع عناصر التيارات السياسية، وانتهاك الدستور الإيراني، بما في ذلك قمع المعارضة وعدم مواكبة البرنامج الاقتصادي للطموحات المطلوبة.

يضاف إلى ذلك كله سوء تقدير قوة المعارضة وطبيعة حكومة الشاه التي منعت بروز أي منافس ذي كفاءة يمكن أن يقود الحكومة، واعتماد الشاه على دعم الدول الأجنبية ومنها الولايات المتحدة الأمريكية لحماية مصالحه، الأمر الذي أدى إلى ضعف الأداء الحكومي وتدنـّي مستوى الإنتاج.

ولقد أسفرت هذه العوامل مجتمعة عن زرع الخلافات والانقسامات داخل الجيش وبين النخب السياسية، ومن ثم غياب الدعم عن النظام وعدم توفر حلفاء... وكيف يجد حلفاء مَن كانت هذه سياسته والمتمثلة بتقريب البعيد وإقصاء القريب وهو الذي تسبب في مغادرتهم البلاد ومعهم أموالهم وثرواتهم؟!

نستخلص من قراءة التاريخ أن هذه الثورات وغيرها الكثير إنما قامت لأسباب لا حصر لها، ومن أهمها: القوانين الجائرة، والقمع، والاستبداد، والتفرقة العنصرية بين طبقات المجتمع، وضرب الوحدة الوطنية، والإسراف من قبل القيادات، والفساد، وتوقـُّف عجلة النمو الاقتصادي وطمس أصحاب الكفاءات.

فإذا قارنـّا كل ذلك مع ما نشاهده اليوم على أرض الواقع في الكويت، نجد ما ينبيء بقرب اندلاع ثورة، وذلك نظراً للتشابه الكبير بين مُجريات الأحداث الحالية وبين ما حدث إبـّان الثورة الإيرانية، مما يفتح مجالا كبيرا للشك بأننا متجهون الى ثورة حقيقية مكتملة العناصر ربما تكون أقرب مما نتوقع ما لم يتم -وعلى وجه السرعة- التدخل الإصلاحي من قبل القيادات السياسية من أجل تعديل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد.

فأسلوب القيادات في قمع كل من يخالفها الرأي لم يكن يوما هو الحل للمشاكل السياسية وإنما هو تسريع لعملية قيام ثورة، والأَولى من ذلك هو إفساح المجال للحوار وتقديم بعض التنازلات من جانب كافة الأطراف حتى يتم الوصول الى النتائج المرجوة بهدف واحد ووحيد هو مصلحة الوطن بعيدا عن المصالح الشخصية.

الآن - رأي: خالد الجري

تعليقات

اكتب تعليقك