'داعش' وراء اتخاذ دول الخليج خطوات جادة لمحاربة الارهاب!.. بنظر شملان العيسى

زاوية الكتاب

كتب 591 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  شكراً داعش

د. شملان يوسف العيسى

 

علينا كعرب الخليج شكر الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش» على فتح ابواب مغلقة كنا نحن الليبراليين وأنصار الدولة المدنية الديموقراطية نطالب ونحذر منها لكن لا أحد من الانظمة او الشعوب الخليجية استمع الى نصائحنا وتحذيراتنا.
لقد حذرنا حكوماتنا من مغبة وخطورة زج الدين بالسياسة وطالبناهم بعدم التحالف مع جماعات الاسلام السياسي سواء كانوا حركة الاخوان المسلمين أو الحركة السلفية أو متطرفي الشيعة من حزب الله أو حزب الدعوة الاسلامي.
الآن وبعد ان طاح الفاس بالراس وبرزت «داعش» على السطح باستيلائها على مناطق واسعة في العراق وسورية وبدأت عملياتها الاجرامية الوحشية بقتل جميع طوائف المجتمع العراقي السوري، سواء كانوا سنة أو شيعة أو اكراد أو مسيحيين أو الايزيديين، وكل الاقليات الآمنة المسالمة بدون شعور بأي مسؤولية تجاه البشر جميعا والانسانية وتراثها بشكل عام.
شكرا «داعش» لانك أيقظتي الولايات المتحدة بقتلك الصحافي الامريكي وقطع رأسه ونشرها على البشرية.. مما خلق رد فعل عالمية قوية ضد حركتكم ودفع بالولايات المتحدة للتحرك لضرب قواعدكم في العراق.
شكراً «داعش» على دفع مجلس الامن الدولي لاتخاذ قرار تاريخي بإدانة 6 مواطنين عرب منهم 4 من دول الخليج اثنان من الكويت واثنان من السعودية.. حيث تم اتهامهم بتمويل الارهاب وتجنيد الجهاديين الخليجيين للعمل الجهادي في سورية والعراق.
شكراً «داعش» على تهديدك لامن واستقرار دول الخليج العربية ولاول مرة نرى دول الخليج تتحرك وتتخذ خطوات عملية وفعالة على الارض باعلان كل من السعودية ودولة الامارات على تشريعات وقوانين رادعة وقوية تحد من الارهاب وتحارب وتلاحق من يدعو له ويموله وينتمي اليه.
شكراً «داعش» على تهديدك لأمن المنطقة فقد دفعت حتى الحكومة الكويتية التي كانت دائما مترددة وحذرة في اتخاذ أي خطوات ضد حلفائها من تيارات الاسلام السياسي بالتحرك أخيرا واغلاق العشرات من الجمعيات الخيرية الاسلامية.. وابعاد المسؤول الأول عن لجنة الوسطية في وزارة الاوقاف.. لتحويل الاوقاف بؤرا لنفوذ الاسلام السياسي من اخوان مسلمين وسلف.
شكراً «داعش» لان تصرفاتك الحمقاء ضد الاكراد الآمنين دفعهم بالاستعانة بدولة ايران الاسلامية والولايات المتحدة.. وقد بادرت الدولتان بتقديم كل المعونات العسكرية المطلوبة من سلاح وخبراء واعادة تدريب قوات البشمركة في العراق.
شكراً «داعش» لاستمرار حماقتك في خلق الفتنة الطائفية في العراق، مما دفع بالرئيس العراقي الجديد فؤاد معصوم للاعتراف بأن بلده لا تملك القدرة وحدها على هزيمة الارهاب الذي تمثله حركتكم.. مما دفع بالولايات المتحدة والدول الغربية التحرك واعلان دعمهم للاكراد.
شكراً «داعش» لدفعك رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للاقرار والاعتراف واعلان حالة الطوارئ في لندن بسبب تهديداتك الارهابية.. حيث تفكر بريطانيا باتخاذ خطوات بسحب الجنسية من كل بريطاني يذهب للجهاد في صفوف حركتكم.
شكراً «داعش» على دفعك للولايات المتحدة بارسال وزير خارجيتها للمنطقة لدراسة التحالف الجديد ضد حركتكم والذي سيشمل كل الدول العربية التي تطمح لوضع حد للارهاب في المنطقة.
من يصدق ان دول الخليج تتخذ خطوات جادة لمحاربة الارهاب لولا ظهور «داعش»؟!

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك