'الشؤون' تفتقد المعايير الدولية للعمل الخيري!.. برأي خالد الطراح

زاوية الكتاب

كتب 922 مشاهدات 0


القبس

من الذاكرة  /  ثقوب في ثوب 'الشؤون'

خالد أحمد الطراح

 

في 2014/8/24 كتبت هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز افتتاحية، وليس خبرا، «اتهمت» فيه الكويت ودولاً أخرى بتمويل «داعش»، بينما مدير إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات في وزارة الشؤون نفى في تصريح صحافي نشر في 2014/8/28، اي بعد حوالي أسبوع، ما ذكرته الصحيفة الأميركية المرموقة!

من المعروف أن القانون في أميركا بخصوص ما ينشر صحافياً صارم، وليس لديهم قانون للمطبوعات ووزارة اعلام كما لدينا. لذا، تحرص الصحيفة على دقة ما ينشر، خصوصاً في ما يتعلق بموضوعات حساسة، فغالباً ما تكون هناك مراجعة قانونية وتدقيق على المعلومات حفاظاً على مصداقية الصحيفة، وتفادياً من الوقوع في المساءلة القانونية وهي ممارسة مهنية عالمية.

تصريح مسؤول الشؤون، الذي اتسم بالتحدي واستهانة بما نشر والتقليل من أهمية الرد على افتتاحية «نيويورك تايمز»، لأنها فقط لم «تحدد أسماء الأفراد أو الجهات ذات العلاقة بداعش»، هذا الموقف ربما يعبر عن غياب الحس السياسي والإعلامي!

ربما تناسى السيد المدير بيانات رسمية للخزانة الأميركية حددت فيها أسماء مواطنين وبياناتهم، إضافة إلى تحفظات الاتحاد الدولي لمكافحة الإرهاب وتمويله ومكافحة غسل الأموال التابع للأمم المتحدة FATF على عمل الشؤون في المجال الخيري.

علاوة على ذلك، لو كان ثوب الشؤون ابيض بلا شوائب لما تدنى التقييم الدولي للسنوات الماضية، وما استنفرت الوزارة منذ شهور استعداداً للمراجعة الدولية خلال شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين!

إلى جانب كل هذا، لو ان وزارة الشؤون لم تقصر منذ عشرات السنين في رقابتها وفي تطبيق القوانين ذات الصلة بالعمل الخيري لما انتفضت منذ أسابيع في مراجعة قانون العمل الخيري وجمع التبرعات وتطبيق «رقابة» مشددة على المبرات واللجان الخيرية!

إن عمليات استغلال العمل الخيري ظاهرة عالمية، ولعل كارثة تسونامي في 2004 وما توصل إليه مكتب التدقيق الفدرالي للاتحاد الأوروبي INTOSAI من نتائج بشأن شبهات في أوجه صرف ما يزيد على 14 مليار دولار تؤكد احتمالات الانحراف في بعض عمليات الصرف.

هناك العديد من المعايير الدولية في ميدان العمل الخيري، ومنها مجموعة SPHERE وهو ما تفتقده وزارة الشؤون، أما اذا كانت تملكها وعلى ثقة بمعلوماتها وعملها، فمن الواجب التعاون مع وزارة الخارجية من اجل تفنيد معلومات الإدارة الأميركية واتهامات «نيويورك تايمز» من اجل سمعة الكويت!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك