يكتب تركي العازمي عن القضية الفلسطينية وسماسرة الابتزاز!

زاوية الكتاب

كتب 616 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  لا صوت يعلو فوق صوت البندقية!

د. وائل الحساوي

 

ان لم يكن من فائدة قد تحققت من العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة، فيكفي ان نفتخر بأنها المرة الوحيدة خلال تاريخ القضية الفلسطينية التي لم يتسابق فيها اي طرف من «سماسرة الابتزاز» للقفز على مقعد القيادة وادعاء الدفاع عن القضية الفلسطينية والركوب على موجتها!!

لقد بدأت المؤامرة على فلسطين في عام 1919 عندما وقع الامير فيصل بن الشريف حسين اتفاقية مع (حاييم وايزمان) رئيس المنظمة الصهيونية العالمية، يعطي بموجبها لليهود تسهيلات في فلسطين والاقرار بوعد بلفور.

وبعد اعلان قيام دولة اسرائيل في 15/ 5/ 1948 قامت خمس دول عربية بدخول فلسطين لمنع قيام الدولة العبرية، ولكن استطاعت اسرائيل احتلال ما نص عليه قرار التقسيم واكثر منه في حروب هزلية تكشفت فصولها فيما بعد!!

واستمرت مسرحيات تحرير فلسطين بعدها الى ان جاءت النكسة عام 1967، ونشأت العديد من المنظمات الفلسطينية علمانية وشيوعية وقومية وكلها ترفع شعار تحرير فلسطين، واستطاعت الانظمة الثورية في الدول العربية شراء تلك المنظمات وتسخيرها في ضرب شعوبها وخداعها، وعلى رأسها جمال عبدالناصر الذي تكسب من هذه القضية، ثم اشتعلت الحرب الأهلية في لبنان عندما هاجمت قوات الكتائب المنظمات الفلسطينية، ثم هاجمتها لاحقاً الميلشيات المرتبطة بإيران، فتدخلت الحركة الوطنية اللبنانية وتعاونت مع منظمة التحرير الفلسطينية وسيطرا على 70 في المئة من لبنان قبل ان يتدخل حافظ الاسد في عام 1978 بقوات الردع العربية ليهيمن على لبنان ويحتلها بغطاء شرعي من الجامعة العربية، وحدثت مجازر رهيبة للفلسطينيين على يد القوات السورية بالتعاون مع الميليشيات اللبنانية مثل معركة تل الزعتر ومعركة صبرا وشاتيلا، ثم اجتاح الجيش الاسرائيلي لبنان وحاصر القيادات الفلسطينية وطردها الى تونس عام 1982، ثم لاحقها هناك باغتيال العديد من قياداتها.

بعد ان يئس الفلسطينيون من اوضاعهم المخزية لجأوا الى ما سمي بالانتفاضات التي كانت الحجارة هي وقودها عام 1987 وما بعدها الى ان تم توقيع اتفاق اوسلو عام 1993 الذي نص على اقامة حكومة انتقالية فلسطينية تنتهي باقامة دولتين في فلسطين الاولى لليهود والثانية للفلسطينيين على اراضي فلسطين. في الضفة الغربية وغزة، واقامة سلطة فلسطينية منتخبة، وتأجيل بقية القضايا الاساسية خمس سنوات (طالت الى 21 سنة)!!

وقد دخل صدام حسين على الخط مهدداً بتدمير اسرائيل ثم اتجه شرقاً نحو الكويت.

ثم دخلت ايران بثقلها الكبير لتسترزق من هذه القضية، وهدد الرئيس الايراني أحمدي نجاد بتدمير اسرائيل مراراً، لكن ابنها المدلل حسن نصر الله جعل شعار محاربة اسرائيل هو الطريق للهيمنة على لبنان، وخاض حرباً خاسرة عام 2006 ضد اسرائيل تكبد فيها الشعب اللبناني خسائر فادحة، وخرج منها بطلاً، وطبل له الاعلام العربي وجعله (النصر الإلهي) الذي تنتظره الجماهير العربية لتحرير فلسطين قبل ان يتحول الى غنيمته في سورية وينسى فلسطين وهكذا استرزق الجميع من مسرحية تدمير اسرائيل!!

لماذا صمت الجميع اليوم ولم يتحركوا للتصدي للعدوان الصهيوني على غزة، ولماذا وقف البعض موقفا معادياً للفلسطينيين في التصدي للعدوان الصهيوني؟!!

وهل هو من صالح القضية الفلسطينية ان ينفض عنها سماسرة الابتزاز ورافعو شعارات (لا صوت يعلو فوق صوت البندقية) و(ثورة حتى النصر)؟!

وللحديث بقية بإذن الله

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك