عن الوجه الآخر لغزوة غزة!.. يكتب سامي النصف

زاوية الكتاب

كتب 827 مشاهدات 0


الأنباء

محطات  /  الوجه الآخر لغزوة غزة!

سامي النصف

 

تنقل وكالة الفتح نيوز قصة أمير حمد (11 عاما) الذي قتل والداه في حرب غزة الأخيرة تاركين له 5 أشقاء هو أكبرهم، وقد التقته الوكالة وهو يحمل شقيقته لميـس ذات الأربعة شهور قائــلا إنه ســيعلمها أن تسميه ماما وبابا ويستدرك أمير قائلا: ببراءة إنه خائف ولا يعلم كيف سيواجه الحياة القاسية دون والديه؟ ومثل أمير هناك 1500 قصة مماثلة، فهذا عدد الأيتام الذي خلفته غزوة غزة الأخيرة يضافون بالطبع إلى من قبلهم.

****

وعلينا ونحن بصدد تقييم نتائج تلك الحرب التفريق بين الضرر «الدائم» والضرر «المؤقت»، فقد يكون هناك إسرائيليون قد تركوا منازلهم لفترة قصيرة «مؤقتة» ثم عادوا إليها دون أن يصيبها ضرر، بعكس ما حدث لـ 17 ألف منزل فلسطيني دمر بشكل «دائم» وقتل قاطنوه، بينما ثبت أن عشرين ألف صاروخ أطلقت من القطاع لم تستطع قتل إسرائيلي واحد تماما كحال صواريخ صدام، وقد أغلق مطار بن غوريون بشكل «مؤقت» كحال أي مطار يتعرض إلى ضباب كثيف، إلا أنه عاد لعملية التشغيل كاملة دون أن يستطيع الجانب المنتصر أن يفرض على الجانب الإسرائيلي المهزوم الالتزام بفتح مطار غزة بشكل «دائم» أو إنشاء ميناء أو إطلاق الأسرى وغيرها من مطالبات كان يمكن الحصول عليها ولربما أفضل منها دون حرب ومن خلال المفاوضات السلمية.

****

ويشهد القطاع عملية تذمر واسعة بسبب الاحتفالات وإطلاق النار وتوزيع الحلوى دون مراعاة مشاعر أهالي 2100 شهيد و10 آلاف جريح و17 ألف منزل مدمر، ويقول البعض من هؤلاء: لقد شهدنا منذ تسلمت حماس القطاع 3 حروب لم تحرر من خلالها أي أرض أو يُستجاب لأي مطلب، بل استمر الحصار وتحول القطاع إلى سجن بائس كبير على يد حماس وإسرائيل وحروبهما.

****

ويعتقد بأن الإعدام العلني لـ 18 شابا فلسطينيا يقصد منه إرعاب شعب القطاع كي لا يتذمر أو يثور، فتهمة العمالة البشعة تلصق دون محاكمة، وعمليات الإعدام العلني الجماعي جاهزة لمنع أي تساؤل عن ماهية وفحوى الانتصار في غزوة غزة، وقتلى الإسرائيليين 50 وقتلى الفلسطينيين 2100 شهيد، بدأت الاحتفالات ودماؤهم لم تجف بعد، وكأن أرواح الفلسطينيين لا بواكي لها، وأين الفرح وثلث سكان القطاع باتوا دون مأوى وآلاف الأيتام الجدد تم رميهم في الشوارع؟!

****

آخر محطة: هناك بالقطع انتصار كبير تحقق في غزوة غزة، والسؤال إن كان على إسرائيل أم على.. أهل غزة المنكوبين؟!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك