صباح الأحمد 'القدوة الحسنة في مناهجنا' .. بقلم علي حسن

زاوية الكتاب

كتب 1001 مشاهدات 0



في التاريخ البشري وعلى مر العصور جاء الكثير من الرؤساء والحكام والقادة، بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم وأهدافهم، ولكن ما يهمنا هنا هو ما تركه هذا القائد من أثر تربوي وتنموي وأخلاقي في نفوس المحكومين، أكتب هذا بعد إعلان الأمم المتحدة عن منح حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد لقب قائد إنساني، وتسمية الكويت مركزا إنسانيا عالميا، وأثناء ترأس محافظ الأحمدي الشيخ فواز الخالد اجتماعا مع أعضاء لجنة احتفالات محافظة الأحمدي للإعداد والتنسيق لتنظيم احتفالية بهذه المناسبة، وجريا على عادة معاليه بالاهتمام بالطفل والناشئة طلب من اللجنة عدم إغفال ارتباط وأثر هذه المناسبة على الطفل تربويا واجتماعيا.

وعلينا أن لا نكتفي بالاحتفال بهذه المناسبة فقط، ولكن أرجو من المسؤولين بوزارة التربية بتضمين سيرة صاحب السمو الحافلة بالمواقف الإنسانية والحكمة السياسية في المناهج الدراسية ولأخذ العبر التربوية وغرسها في نفوس أبناءنا، ففي عالمنا المعاصر ومن الناحية التربوية يعيش الناشئة في صراع مخفي وظاهر بمواجهة متغيرات العصر من وسائل اتصال عديدة والتكنولوجيا والإعلام بمختلف وسائله، وعالم الانترنت الفسيح والمفتوح مما يسبب تحدي في اختيار الأبناء للقدوة الحسنة في ظل هذه المتناقضات في حياتهم وكيف يكونون صالحين في المجتمع.

ضرورة القدوة في تربية الطفل

كتب عدنان باحارث 'تعتبر القدوة من أهم وسائل التربية إن لم تكن هي أهمها على الإطلاق، وذلك لوجود تلك الغريزة الفطرية الملحة في كيان الإنسان التي تدفعه نحو التقليد والمحاكاة، خاصة الأطفال الصغار.

والأطفال يتعلمون بالقدوة والمثل أكثر بكثير مما نظن ونتصور، وبهذا يكون التعود على فعل الخير بالقدوة الصالحة في أول الأمر هو المنهج الصحيح للتربية الإسلامية، إذ أن العقيدة الإسلامية لا يكفي أن تكون في قلب المسلم دون أن يكون لها واقعها العملي المترجم في السلوك الإسلامي الصحيح في جميع مجالات الحياة، فالتلقين لا يثمر مع الولد وإن استعملت معه جميع أنواع ووسائل التربية إن لم توجد القدوة الصالحة التي تكون بمثابة ترجمة عملية للمعاني المجردة فالأبناء لن يحملوا في داخل أنفسهم سوى الصورة التي يرونها أمامهم من أنواع وأنماط السلوك إن خيراً فخير وإن شراً فشر. وبهذا يظهر أنه لا مجال للتربية الإسلامية الصحيحة بدون القدوة الصالحة، التي تمتثل الأوامر، وتستجيب لها، وتنزجر عن النواهي، وتمتنع عنها'.

ربط الطفل بالقدوة الحسنة

   كما ذكر السيد شهاب في كتابه تربية الطفل في الإسلام أن الطفل في الأعوام المتأخرة من هذه المرحلة يحاول التشبه بالأشخاص الاَكثر حيوية والأشد فاعلية في المجتمع ، ويطلق علماء النفس مفهوم المحاكاة للتعبير عن التشبه الفجائي السريع الذي ينتهي بانتهاء المؤثر ، فهو تشبه آني ويطلقون عبارة الاقتباس علىٰ التشبه البطيء الذي يستحكم في العقل والعاطفة ومن مصاديقه التقليد والاقتداء، والنماذج العالية من الشخصية هي المؤثرة في التشبه، فأهل الكرامة وأهل القدوة يكرمهم الشعب ويبجلهم وهم الذين يقتدي بهم عامة الشعب.

والطفل غالباً ما يتشبه بمن لهم سلطان روحي ونفسي علىٰ الناس ومنهم الملوك والحكام، والفائزون والناجحون في الحياة، وكلّ من له تأثير علىٰ الناس.

والمثل العلياٰ ضرورية جداً لكلِّ انسان وخصوصاً الطفل في الاعوام المتأخرة من هذه المرحلة ، ولكنّ المثل العليا إن لم تتحول من المفهوم إلىٰ المصداق وإلىٰ من تتجسد فيه قيم هذه المثل العليا تبقىٰ محدودة في حدود التصورات ، فالطفل بحاجة إلىٰ التشبه والاقتداء بما هو ملموس في الواقع الموضوعي، وخير من يتجسد به المثل العليا هو النموذج الأعلىٰ للشخصية الإنسانية. والقدوة الصالحة لها تأثير ومواقف مشرّفة في كلِّ زاوية من زوايا الحياة ، والاقتداء بها تنعكس آثاره علىٰ جميع جوانب شخصيّة الطفل العاطفية والعقلية والسلوكية.

   ومن هنا أتمنى تضمين سيرة الوالد القائد الإنساني في المقررات والمناهج الدراسية لما يحمله سموه من قيم تربوية وإنسانية كقدوة صالحة يقتدى به بدليل أعماله وقراراته المحلية والدولية بشهادة المجتمعين المحلي والعالمي.

فالأمم المتحدة ستكرم دولة الكويت ممثلة بسمو أمير البلاد في ايلول (سبتمبر) المقبل في مقر الأمم المتحدة بنيويورك تقديراً للدور الانساني الكبير لدولة الكويت'، وهذا التكريم ترسيخ لدور صاحب السمو أمير البلاد والكويت في ارساء السلام العالمي.

وهو تكريم مستحق لسموه، فهو المبادر دائما لمساندة كل شعوب العالم في أوقات الكوارث والملمات، كما قدم سموه العديد من مبادرات التصالح بين الدول، ومساعداته وأياديه البيضاء شملت أوطان كثيرة على امتداد الدول العربية والاسلامية والدول الصديقة والعالم كافة. ويحمل سموه على عاتقه المهام والمسؤوليات الجسام، فهو دائم التواجد في المناسبات الوطنية والخليجية والعربية والعالمية، ودعم المبادرات التي تخدم الشعوب.

ويصعب على الشخص أن يحصي عطاءات سموه، ولكن من باب ذكر الفضل لأهل الفضل، تبرعت الكويت مؤخرا بخمسة ملايين دولار للمنظمات الدولية، لمواجهة وباء (ايبولا)، ودعم سموه السريع والكبير للشعب اللبناني بعد حرب يوليو عام 2006 فسموه حرص على دعم التنمية ومساعدة الدول المنكوبة وأبرزها الاستشعار لمأساة الشعب السوري، إذ سارعت الى تلبية دعوة الأمم المتحدة من اجل احتضان مؤتمر المانحين الأول والثاني لمساعدة الشعب السوري، كما كانت الكويت في مقدمة الدول التي ساندت الشعب الفلسطيني الشقيق بشكل عام دائما وفي غزة بشكل خاص مؤخراً.

كما أشادت منظمة الهجرة العالمية أمس بالدور الانساني المتميز الذي يقوم به القائد الإنساني سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لتحسين أداء برامج المنظمة في التعامل مع الازمات الانسانية الملحة.

منها إغاثة المشردون في العراق. وهذا يعكس حرص سموه على معالجة الأزمات والكوارث الإنسانية، والتي شملت إنسانيته كل بقاع العالم خصوصاً في المناطق المنكوبة ويشعر الشعب الكويتي بالفخر والاعتزاز أنه دائما ما يرتبط العمل الإنساني والخيري والإغاثي والتنموي باسم سموه واسم الكويت بكل تبجيل وتقدير في أي موقع.

ويهتم سمو الأمير بكل شعوب العالم بغض النظر عن العرق والجنس والدين، وهذا يترك أثراً طيباً في تعزيز مكانة الكويت واستحقاقها لقب مركزا انسانيا عالميا، وأكسبها مكانة مرموقة واحتراما كبيرا على الساحة العالمية بفضل حكمة وحنكة سموه.

ومنح سموه بمصداقيته وحكمته ودبلوماسيته وعلاقاته الطيبة مع جميع الدول أعطى الكويت الصغيرة بمساحتها الجغرافية زخما كبيرا وثقلا في دورها بترسيخ السلام الاقليمي والدولي. وله حفظه الله مقولته المشهورة «العمل الخيري تاج على الرؤوس.

وأخيرا يحق للجميع من مواطنين ومقيمين على هذه الأرض الطيبة المعطاءة الفخر بهذا التكريم وهذه المكانة التي وصلت لها الكويت بفضل قيادة صاحب السمو أمير البلاد، وهذه المناسبة وهذا التكريم العالمي يعتبر نجاح ومثال يحتذى به يستحق أن يدرج وأن يتم تضمينه بمناهجنا الدراسية لمعرفة وتحليل وتفسير أسبابه وأهدافه ونتائجه، وحتى يكون حافزا للجميع بالمحافظة على هذه السمعة الطيبة والمكانة المرموقة التي وصلنا لها ودافعا للمساهمة في رفع اسم الوطن عاليا فلنا في هذا قدوة حسنة.

الباحث التربوي
أ / علي حسن
ماجستير أصول التربية

الآن - رأي: أ علي حسن

تعليقات

اكتب تعليقك