'حب الخشوم' ليس من مبادئ الإدارة!.. هذا ما يراه خالد الطراح

زاوية الكتاب

كتب 550 مشاهدات 0


القبس

من الذاكرة  /  العمل الاستراتيجي

خالد أحمد الطراح

 

يعتبر العمل الاستراتيجي مسار الدولة بشكل عام، والإدارة الحكومية بشكل خاص، والذي يفترض أن يترجم التوجهات والأهداف الاستراتيجية إلى رؤية وخطة عمل ترميان إلى تنفيذ أعمال وأنشطة ومشاريع الدولة ووضعها في حيز التنفيذ.

مسار التنفيذ الاستراتيجي يقتضي المراجعة الدقيقة، ورصد مسار العمل، وقياس حجم التنفيذ والتحديات، وتحليل المعوقات والإخفاقات وأسبابها أيضا.

من أجل تحقيق كل ذلك والعمل وفقاً لمبادئ إستراتيجية، الأمر يتطلب فريق عمل من القياديين القادرين على استيعاب كل ذلك وخوض التحدي بمهنية عالية من دون اجتهادات أو تحويل مجال العمل إلى حقل تجارب، وهو للأسف ما يحصل عندنا في مختلف مرافق الدولة.

منذ شهور ونحن نشهد تعيينات مختلفة، سواء أعضاء مجالس إدارة أو وكلاء ووكلاء مساعدين وتنفيذيين آخرين، من دون أن نسمع عن معايير محددة لشغل هذه الوظائف، سواء من الناحية العلمية أو القدرات الشخصية، باستثناء أن مجلس الوزراء حدد فترات القياديين بثماني سنوات.

هناك العديد من الأسئلة المشروعة التي تطرح نفسها يمكن تلخيصها، بالتالي: هل خضع أي من المرشحين للمناصب القيادية لمقابلات واختبارات من مختصين وخبراء من أجل تحديد القدرات ومدى استيعاب المرشحين للتحديات المقبلة واستيعابهم أيضا للوظائف المرشحين إليها ومتطلباتها؟ بالطبع هذا أمر مستبعَد، لأن غالبية التعيينات في الحكومة تتم غالباً وفقاً لرغبات فردية، أو ربما نتيجة توصيات وضغوط خارجية.

أما العمل في القطاع الخاص، فنجده مختلفا تماما عن أسلوب التعيين لدى القطاع العام، حيث يخضع المرشحون غالباً إلى إجراء المقابلات من قبل لجان من داخل العمل إلى جانب -أحياناً- الاستعانة بدور استشارية لإجراء مقابلات مع المرشحين وتقديم تقاريرها، وهنا تكمن الحيادية في الإجراءات، بعيداً عن الواسطة وأي ضغوط خارجية.

إن التحديات المتسارعة على صعيد التنمية والإصلاح الإداري والمالي تستدعي العمل وفقاً لمعايير ومبادئ إدارية على أن تخدم في نهاية المطاف الرؤية الإستراتيجية للدولة وتساعد أيضا الإدارة الحكومية على تنفيذ التطلعات المنشودة.

العقلية التقليدية في التعيينات ينبغي أن تتغير من أجل أن تصبح عملية التغيير في منهج العمل ممكنة، وإلا سنظل كما كنا منذ عشرات السنين وتستمر التعيينات على أساس سياسة «حب الخشوم»! الله يستر من القادم!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك