' الحمار والبردعة'.. بقلم أماني العدواني

زاوية الكتاب

كتب 1195 مشاهدات 0

ارشيف

لا أعرف لماذا كلما سمعت وعودا حكومية عن مشروعا تنمويا، أو تصريحا نيابيا لاقرار قوانين من شأنها أن تدفع عجلة التنمية، تستحضرني قصة الحمار والبردعه، فكلما أوقع الحمار أحد أفراد القبيلة ، وكب الزواد وأتلف الزاد، ينهال أهل القبيلة ضربا في البردعه ، ويطالبون بضرورة تغييرها، ويمضي الحمار كعادته بالرفس وطرح أفراد القبيلة بالأرض، وتتغير البرادع بردعة تلو بردعة... وفي كل مرة تبقى الأمور كما هي ، ولا يأتيهم عيد وفيه ثمة جديد ، حتى صارت تلك القبيلة مضربا للمثل لمن لا يعرف أساس مشاكله ومصدرها.... فأما وجه الشبه بين تلك القصة ومشاريع التنمية... هو ذلك الفساد الاداري الذي استشرى في جسد مؤسسات الدولة فشلّه، وتجلّت عاقبته في توقف عجلة التنمية في بلادنا، فأصبح الكل يضرب في بردعة مشاريع التنمية ، وأضحت التنمية كرة تتحاذفها الحكومات المتعاقبة والمجالس النيابية ، ونسوا أو تناسوا الفساد المالي والاداري ذلك المرض الذي استشرى في مؤسسات الدولة فأوقف عجلة التنمية وشل تقدمها ، تلك العجلة التي يبدو أنها شاخت وتباطأت خطواتها، إلى أن توقفت عن الحركة نهائيا، وما زاد الطين بلة بأنها بدأت تتجه عكس السير ، وأصبحت خطواتها متسارعة للخلف ، وأصبحت وحيدة في طريق مهجور ومغاير لجميع السالكين، فسبقها من كانت تسبقه ، وتقدم عنها من كان في آخر الركب والقافلة، حيث رأينا وسمعنا عن مشاريع تنموية كثيرة قد أقرت فتأخر تنفيذ البكثير منها، وفشلت بعضها حيث لم تنفذ ولم تتم كما خطط لها لأسباب كثيرة، وغيرها من المشاريع التي سمعنا عنها ولم ترى النور إلى يومنا هذا، فإن كان هذا حال عجلة التنمية في بلادنا ونحن في أوج فوائضنا المالية ، وفي قمة ايراداتنا النفطية، فماذا سيكون حال تلك العجلة في يوم يستغني فيه العالم عن النفط؟ و إن كانت التنمية هي الشماعة التي علقت عليها الحكومات السابقة والمجالس المتعاقبة فشل انجازاتها واخفاقاتها، فماذا عن وقت تصاهر فيه المجلس والحكومة ، واتفقت فيه السلطتين؟ فهل سنسمع عن من يدفع بتلك العجلة إلى الأمام؟
أماني علي العدواني

الآن - رأي: أماني العدواني

تعليقات

اكتب تعليقك