الكويت ليست بعيدة عن نار الداعشيين!.. برأي حسن كرم

زاوية الكتاب

كتب 1156 مشاهدات 0


الوطن

حرب داعش.. معركة الكويت من الداخل

حسن علي كرم

 

ان تدخل الكويت ضمن التحالف الدولي للحرب على الارهاب عموما وعلى الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) تحديدا فهي بشكل أو بآخر مستهدفة وفي قلب النار ذلك ان المتطرفين والتكفيريين والداعشيين اذا لم يأتونا من الخارج (فالتموين) المحلي يكفي لا لقلب الكويت عاليها سافلها وحسب وانما تغيير معالم الدولة الكويتية شكلا وموضوعا.
لذلك اعتقد دخول الكويت ضمن التحالف الداخلي في المعركة الداعشية، فذلك يحتاج الى توضيح دور الكويت، هل هذا الدور ينحصر بالدعم المالي ام بدور عسكري أم دور مخابراتي وملاحقة الداعشيين والمتعاطفين والمؤيدين لداعش في داخل الكويت وقد تبين ان هناك تعاطفا وتأييدا وتجاوبا فكريا من الداخل الكويتي للداعشيين ولغيرهم من التنظيمات الارهابية والمتطرفة والتكفيرية، ولعل وضع كويتيين على قائمة العقوبات الدولية وفقا للفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة وهو ذات الفصل الذي صدرت بموجبه العقوبات على النظام العراقي البائد ابان الغزو الغاشم على الكويت، بمعنى ان القرارات الصادرة وفقا لهذا الفصل ملزمة لكافة البلدان ولا مكان للهروب.
لذا ينبغي القول ان الكويت ليست بعيدة عن نار الداعشيين طالما ان هناك في الداخل من يتعاطف ويتجاوب ويقوم بالتمويل والتدعيم المالي والبشري لتلك التنظيمات الدينية المتطرفة داعش وغير داعش، من هنا يفيد القول ان الكويت اذا نجحت في تحجيم قوة المتعاطفين في الداخل مع تلك التنظيمات فهي بذلك قد اوفت وكفت ما عليها من دور ازاء التحالف الدولي، لكن عندما يطل وكيل وزارة الخارجية (المعتق) خالد الجارالله على الاعلام ويصرح بعجز الدولة الكويتية عن منع المتطرفين الكويتيين من السفر للخارج يجعلنا نشك بقدرات الكويت الامنية والدبلوماسية والسياسية والمخابراتية للنجاح من الداخل والتمدد للخارج كعضو في التحالف الدولي المحارب للتطرف، لذا اعتقد لو نجحت الكويت في كبح جماح المتطرفين والتكفيريين الكويتيين الذين يتعاطفون مع التنظيمات الارهابية في الخارج، فذلك من قبيل الانتصار في قضية باتت حاسمة وخطرة على كل بلدان المنطقة، بل لعل امتداداتها قد تطول حدود العالم..!!
ان تمدد أو تسلل الداعشيين (والحديث عن داعش) في الداخل الكويتي من خارج الحدود لن يكون ميسورا اذا لم يحصلوا على مدد من الداخل، وهذا ما يدفعنا الى القول ان خطر التطرف والارهاب من الداخل وعليه فإذا كان من يسجل للكويت في اطار التحالف الدولي في المعركة الطويلة والمضنية مع الارهاب هو نجاحها بكبح جماح المتطرفين القابعين في الداخل سواء كانوا كويتيين أو وافدين، وهذا يكفي ولا اكثر من ذلك مطلوب من الكويت، غير انها (الكويت) مازالت تنقصها الكثير من الادوات الكابحة للتطرف ولابد من ايجادها، مثال ذلك سرعة جمع السلاح وقانون مكافحة التطرف والارهاب ومراقبة خروج الاموال ومراقبة نشاط ما يسمى بالجمعيات والمبرات الخيرية التي تقوم بجمع الاموال وصرفها في الخارج ومراقبة المساجد واختيار الائمة غير الحزبيين أو المنتمين والمتعاطفين مع الفكر التكفيري والتشديد على سفر المواطنين الذين يتوجهون الى البلدان التي تعاني من عمليات الارهاب سواء على نحو مباشر أو عبر معابر غير مباشرة… الخ.
لقد تأخرت الكويت كثيرا في تشديد اجراءاتها وتهاونت في وجود المتطرفين بين ظهرانيها رغم ما عانت من نيران التطرف والارهاب والتكفير وتفتيت وتفكيك المجتمع رغم صغره الى طوائف وفئات وعنصريات وهذا هو الخطر الاكبر والقاتل والقاصم للكويت دولة ووطنا ومجتمعا حاضرا ومستقبلا، ان مسؤولية الحكومة بأجهزتها الامنية والسياسية والاعلامية والدينية والتربوية والتعليمية ان تكبح التطرف والفكر الارهابي وقطع خط التواصل بين تكفيريي الداخل والخارج.
لن تستطيع الحكومة الكويتية ان تتبرأ وتستنكر وجود التكفيريين والارهابيين من اعوان داعش والنصرة وحزب الله وتنظيمات الاخوان واحزاب وتنظيمات دينية بأي لون وصبغة اذا لم تنظف البلاد وتؤمن المجتمع من شرورهم وخطرهم، ان هؤلاء خطرهم على الداخل وبالتالي فأعداء الكويت من الداخل والخطر من الداخل.
لقد اصدرت المملكة السعودية جملة قوانين واجراءات لملاحقة ومكافحة الارهابيين وحدث ذلك في دولة الامارات والبحرين وحاجة الكويت الى مثل هذه القوانين والاجراءات لا تقل عن بقية جيراننا الخليجيين، فالخطر واحد والهدف واحد ولنواجه الخطر اليوم بلا هوادة أو تساهل.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك