يكتب غنيم الزعبي عن سوق النخاسة الكويتي!

زاوية الكتاب

كتب 2010 مشاهدات 0


الأنباء

في الصميم  /  معالي وزيرة الشؤون.. مطلوب التفاتة لسوق الخدم!

م. غنيم الزعبي

 

هو سوق نخاسة بكل تفاصيله البشعة، النخاس (مدير المكتب).. والعبيد (الخدم).. حتى طريقة العرض فيها من سوق العبيد، تصطف الخادمات أمام المكتب مستسلمات خانعات، والمشترون (الزوج والزوجة) يمرون بين تلك الخادمات ويشيرون على إحداهن وهم يكلمون صاحب المكتب «هذي على كم؟» فيعطيهم الرقم مع مبرراته فهي صغيرة وتجيد الطبخ والتنظيف وكل أعمال البيت، وتبدأ المشاورات بين الزوج والزوجة عن أوصاف الخادمة وكأنها طاولة أو كرسي.. طويلة قصيرة سمينة ضعيفة سوداء.. لونها فاتح.. شكلها (شرية).. وجهها سمح.

بعد ذلك يأتي السؤال التقليدي وكأنهم في سوق يساومون على بضاعة أو فستان.. «ليش ما تنزل السعر شوي؟» ويرفض موضحا ميزاتها وقدرتها، وإذا نجحت المفاوضات يومئ صاحب المكتب للخادمة بحمل حقيبتها والذهاب معهم ويا ويلها ويا سواد ليلها إذا قالت لا.. لا أرغب.. سيناولها كفا يرتج منه وجهها.. وهو يفعل ذلك بكل قوة وجرأة وفي مكان عام وكأنه لم يفعل شيئا خطأ، بينما الذي قام به يسمى قانونا «اعتداء وضرب مبرح» ويعتبر جناية يعاقب عليها بالحبس 3 سنوات لكنه الوضع المائل و«الدايخ» لسوق الخدم في الكويت فالعلاقة بين المكتب والخادمة هي عبودية صرفة.

لكن الظلم في هذا الموضوع لا يقع فقط على الخادمة بل أيضا على الكويتي الذي هو مطلوب منه دفع 1200 دينار مقابل استقدام الخادمة وعليها كفالة 100 يوم فقط، يعني بعد 101 يوم تكون الـ 1200 دينار في مهب الريح في أي لحظة تهرب الخادمة أو تعمل مصيبة أو ببساطة ترفض العمل عندك وتطلب العودة لبلادها.. عندها لا سند لك ولا دعم.. أنت وهذه الخادمة لوحدك.. لا شؤون ولا داخلية ولا حتى التجارة تقف معك، شعور مرير بالوحدة يشعر به المواطن أمام مافيا الخدامات ولسان حاله يقول: «حسبي الله عليكم.. المعاش كم 1200 دينار فيه».

مطلوب تدخل فوري من معالي وزيرة الشؤون الفاضلة هند الصبيح لإصلاح أوضاع سوق الخدم لإنصاف الخدم والكويتيين، فالوضع مزرٍ جدا.

نقطة أخيرة: أحد الحلول برأيي هو السماح لأكبر 10 مكاتب خدم باستقدام ألفي عاملة من فيتنام وتأجيرهن للمواطنين بعقود شهرية أو سنوية وإلغاء كلفة الاستخدام فقط تدفع مقابل خدمتها.. يوم.. أسبوع.. شهر.. وفي أي لحظة يحدث خلاف ترجعها وتأخذ غيرها بدلا من وضع الاستملاك الحالي المنافي لأبسط مواثيق حقوق الإنسان، فالصحيح أنك تدفع فلوسا مقابل عمل الخادمة ولا تدفع مقابل الخادمة نفسها فهؤلاء بشر خلقهم الله أحرارا.. ليش نستعبدهم؟

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك