'الصحة العامة معنية بالأمن الصحي للدولة'

محليات وبرلمان

وليد الفلاح: لا تقتصر فقط على مكافحة الأوبئة والأمراض السارية

909 مشاهدات 0

وليد الفلاح

اعتبر د. وليد خالد الفلاح وكيل وزارة الصحة المساعد لشئون التخطيط والجودة أن الصحة العامة بمفهومها الشامل وبرامجها الحديثة تعتبر معنية بالأمن الصحي للدولة وأنها لم تعد الآن تقتصر فقط على مجرد التصدي للأوبئة وللأمراض السارية والتي كانت أهم التحديات الرئيسية التي واجهت برامج الصحة العامة خلال العقود الماضية ومن ثم كان من الطبيعي آنذاك أن تعطي لها الأولوية والاهتمام بالأهداف الإنمائية للألفية الثالثة والتي تم اعتمادها والتوافق الدولي على التصدي لها باجتماع قمة الألفية الثالثة للأمم المتحدة على مستوي قادة دول العالم مع بداية الألفية الجديدة حيث كان تركيز الأهداف الإنمائية مع بداية الألفية الثالثة MDGS على التصدي للأمراض السارية وأبرزها السل والإيدز والملاريا والتغطية بالتطعيمات الواقية من أمراض الطفولة التي يمكن الوقاية منها عن طريق إعطاء التطعيمات (مثل شلل الأطفال والتيتانوس والحصبة والحصبة الألمانية والدفتريا) .
وأستطرد د. وليد خالد الفلاح وكيل وزارة الصحة المساعد لشئون التخطيط والجودة بأن الرؤية الواعية التي قادت مسيرة الصحة العامة بدولة الكويت بقيادة العم الدكتور / عبد الرحمن العوضي وزير الصحة الأسبق والذي يعد بحق رائد الصحة العامة ليس على مستوي دولة الكويت فقط ولكن على مستوي إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية قد أدت إلى تخطيط وتنفيذ برامج وإستراتيجيات رائدة بدولة الكويت للوقاية وللتصدي للأمراض السارية وللأوبئة والتي أدارها وأشرف على تنفيذها بمهارة واقتدار وإخلاص الأخ الفاضل د. على يوسف السيف وكيل وزارة الصحة المساعد الأسبق لشئون الصحة العامة وقد أثمر ذلك التخطيط الإستراتيجي المرتكز على المعرفة والإدراك الواعي للتحديات ومواكبة المستجدات العلمية إلى تحقيق النجاح وخلو دولة الكويت من شلل الأطفال والدفتريا وحماية البلاد من الأوبئة والأمراض السارية من خلال منظومة البنية الأساسية للصحة العامة التي خطط لها ووضع لبناتها الأولي العم الدكتور/ عبد الرحمن العوضي وقادها الدكتور/ علي يوسف السيف الوكيل المساعد الأسبق للصحة العامة .
وأعتبر د. وليد خالد الفلاح إنجازات الصحة العامة بدولة الكويت خلال العقود الماضية متفقة إلى أبعد الحدود مع التحديات المتعلقة بالأمراض السارية ومكافحة الأوبئة قبل وضع الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة إلاً أنه إستدرك بأن تطوراً هاماً قد إستجد بمفهوم الصحة العامة على مستوي العالم وإتفق عليه الخبراء والمتخصصون ورواد الصحة العامة حيث لم يعد مفهومها يقتصر فقط على المفهوم التقليدي المحدود الذي كان سائداً من قبل والذي إقتصر على التصدي لشلل الأطفال والدفتريا والتيتانوس بل ظهرت تحديات جديدة يتعلق بعضها بالأوبئة المستجدة على مستوي العالم والتى لم تكن معروفة من قبل (مثل الأيبولا وكورونا وسارس والأنفلونزا الوبائية) والجراثيم متعددة المقاومة للمضادات الحيوية (مثل جراثيم الدرن المتعددة المقاومة لعلاجات الدرن) فضلاً عن التحديات المتعلقة بتلوث البيئة وتغير المناخ وتداعياتها على الصحة العامة كذلك فقد أدت أنماط الحياة الحديثة إلى انتشار التدخين والخمول البدني والتغذية غير الصحية والتي أدت بدورها كعوامل خطورة إلى زيادة معدلات الأمراض المزمنة غير المعدية (وأبرزها السرطان وأمراض القلب والسكر والأمراض التنفسية المزمنة) وقد ترتب على تلك الأمراض التى إرتبطت بالمدنية الحديثة وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها أعباءاً متزايدة على صحة الأفراد والأسر وأثقلت كاهل النظم الصحية والخطط الإنمائية على مستوي جميع دول العالم (ومن بينها دولة الكويت) ومع الاستعداد خلال الأيام المقبلة للإعلان عن الأهداف الإنمائية العالمية لما بعد عام 2015 من خلال اجتماع القمة المرتقب لمنظمة الأمم المتحدة والتي سيترتب عليها بعد إعتمادها التزام دول العالم بالتصدي للتحديات الجديدة التي تواجه الصحة العامة ضمن الخطط والبرامج الإنمائية القادمة فقد أعرب وكيل وزارة الصحة المساعد لشئون التخطيط والجودة د. وليد خالد الفلاح عن تفاؤله بأن تستطيع دولة الكويت تحقيق إنجازات رائدة وأن يكون لها مكان الريادة والصدارة للتصدي للتحديات الجديدة والمزدوجة التى تواجه الصحة العامة والنظام الصحي والبرامج الإنمائية من خلال إستحداث وتنفيذ برامج وإستراتيجيات تتفق مع الأهداف الإنمائية العالمية الجديدة لما بعد عام 2015 ومع الإعلان السياسي الصادر عن الأمم المتحدة في سبتمبر 2011 للوقاية وللتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية وإنطلاقاً من قرارات منظمة الصحة العالمية ذات الصلة مؤكداً على أن أمام دولة الكويت الفرصة السانحة لتصبح مركزاً عالمياً وإقليمياً متميزاً بالصحة العامة مثلما كانت من قبل .

الآن - محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك