جيل جامعي مابين عقال ، لحية، ودماء زرقاء! بقلم شعيب القلاف

زاوية الكتاب

كتب 1756 مشاهدات 0


تُكتب هذه السطور انطلاقا من إيماننا بأن الشباب هم وقود لتقدّم أي مجتمع وتطوّره، الشباب الذي قامته تعتبر عماد مدنيّة المجتمع، وانطلاقا أيضا لما نصّت عليه الماده ١٠ والماده ١٣ بالدستور الكويتي المنوطتان بالنشيء والتعليم.

قد يجد البعض بأن الكلام عن انتخابات جامعيه ومجاميع طلابيه هو هراء بحت خصوصاً في أواصر مجتمعنا الذي ينظر لها كتوافه تضيع وقت الطلبه و رفاهيه زائده عن حاجة الدراسه.

على النقيض من ذلك، هذه الإنتخابات هي اللبنه الأولى في بناء المجتمع المدني المتقدم حيث أنها -في الأحوال المثاليه- تمثل نقله فكريه نوعيه للنشىء بتقديمها لأفكارها المختلفه حتى يتسنى للطالب اتخاذ أحد هذه الأفكار منهج حياه والسير عليه وبذلك خدمة وتنمية هذا المجتمع.

قبل البدأ 'بالشرشحه'، نحن نحترم جميع الأفكار وجميع المجاميع حزبية كانت ام لم تكن فتنوعها هي أساس المجتمع المدني والجامعي الصحي ولكن انتقادنا وسهامه توجه الى الاساليب الملتويه والفاسده في نشر هذه الافكار.

للأسف الشديد وأقولها بملىء الفم فإن هذه الإنتخابات التي يعوّل عليها اي مجتمع مدني لتطوير شبابه أصبحت عاله و'دايّه' تفرّخ أجيال متخلّفه وعوام لا ينظرون أبعد من أنوفهم المسطّحه.

أسباب هذا التخلّف كثيره أولها وابرزها فراغ أغلب التيارات -دينيه كانت أم مدنيه- من محتواها الفكري والتركيز على 'كسر خشم' المنافس وترك مسألة تثقيف الطالب وتنمية فكره ووعيه.

هل أنا اقسوا عليهم؟
بالله عليكم كيف لطالب/طالبه بعمر الزهور أن يعي مفاهيم كطائفة وقبيله ومناطق خارجيه وداخليه؟!

كيف لمجموعه من الطلبه تتخذ منهج ديني إلهي بنشر مساحات كراهيه بين فئات مختلفه بالمجتمع الطلابي؟

كيف لمجاميع طلابيه أن تتصارع بقبائلها في كليات من المفترض أن يكون مسماها تربوي !

والأدهى والأمر من ذلك كيف لشاب -حتى رخصة قيادة السياره لم يأخذها- أن يرى زملاؤه من أبناء بعض العوائل الكريمه أو من سكان بعض المناطق البعيده بأنهم أنزل واردى من حضرته!!

الوضع مزري جدّاً والمجتمع بدأ باستقبال هذه المخلفات الفكريه القابعه في رؤوس الطلبه المتخرجين،
والشكر كله يرجع لرؤوس تلك القوائم ومسؤوليها -من الداخل والخارج- القائمين على تغذية هذا التخلف وزيادة المعلّبات الشبابيه الفارغه، وأيضا لا ننسى دور الاداره الجامعيه المتقاعس التي حتى لم ولن تحرك ساكنا لكل هذه الفوضى من بوسترات واعلانات قبليه وطائفية وقمع الخطاب الكريه بالجامعه.

في ظل هذا القيء الفكري الجامعي لا أمل ولا أمنيه تنفع من تبقى من قوائم وطنيه في مواجهة جحافل التخلف وامواجها التي اغرقت الجامعه الى القاع.

بالختام، اسدل الستار بالأمس على انتخابات الاتحاد الطلابي و-كالعاده- الغالب والمنتصر هو خطاب التفرقه
لم يتبقى الا الروابط التي نأمل ان نرى فيها بزوغ فجر لفكر وطني متجدد في احداها واخص بالذكر مدرستي الاولى الوسط الديمقراطي خصوصا زملائي واخوتي في مركز العلوم الطبيه والعلوم الطبيه المساعدة.

د.شعيب نوري القلاف

الآن - كتب : د.شعيب نوري القلاف

تعليقات

اكتب تعليقك