إرهاب 'داعش' ضاعف عذاب المرأة السورية والعراقية!.. برأي خليل حيدر

زاوية الكتاب

كتب 2238 مشاهدات 0


الوطن

طرف الخيط  /  لا الرجل حر.. ولا المرأة!

خليل علي حيدر

 

دولة داعش الارهابية في سورية والعراق ضاعفت عذاب المرأة في مناطق هيمنتها بلاشك، وأحالت حياة أسر كثيرة الى خوف متصل ورعب مقيم، ولكن المرأة في المناطق العشائرية هذه كانت تعاني الكثير حتى قبل زحف «داعش» وأدوات الموت والقمع التي جبلها معه، وربما سيبقى قليل أو كثير من ارث هذه الدولة الدامية حتى بعد ان تندحر، وتلحق بممالك الظلام التي سبقتها عبر التاريخ.
تروي صحيفة الحياة قبل عشر سنوات، انه في صباح ربيعي من صباحات مدينة «القامشلي» السورية، في أقصى شمالها الشرقي على الحدود التركية، وعلى مقربة من شمالي العراق، «انهال ثلاثة شبان على رابع ضربا بالعصي حتى اوقعوه ارضا، ثم افرغوا رصاص مسدساتهم في جسده فاردوه قتيلا وساروا يمشون الخيلاء» (2004/2/7).
تداول الناس الخبر، وما لبث لأيام ان لم يكن لساعات ان تحول الى ذكرى، ويضيف كاتب التقرير الصحافي «رستم محمود»، فالناس هناك اعتادوا مثل هذا الخبر، فهو ليس حدثا رهيبا، الشبان الثلاثة كانوا ابناء عمومة فتاة احبت شابا طلبها للزواج، فوافق كل اهلها الا هم، والمغدور لم يكن سوى عم العريس الذي خطف الفتاة بمساعدة اخيها!.
هذه المنطقة تزخر رغم تنوعها العرقي والسكاني بجرائم الشرف، من عرب واكراد وسريان، ومسلمين ومسيحيين وغيرهم، الا ان القيم العشائرية ترسم العلاقات الاجتماعية والنظرة الاجتماعية للمرأة، «فهذه الملل جميعا تجمع على ان المرأة الانثى شرف عائلتها، والعائلة هي المؤسسة الاجتماعية الوحيدة التي يحق للفتاة الانتماء اليها، وأي مس جسدي أو فكري بالمرأة هو مس بكرامة عائلتها ومكانتها وهذا ما يستوجب غسل هذا العار».
المشكلة جزء من حياة الفتاة السورية في هذه المنطقة، لا في القصص والمسلسلات، هناك مثلا طالبة الاقتصاد «عائشة»، التي تحدث عنها كاتب المقال، تقول: «أنا على علاقة ودٍّ مع رفيق يدرس معي وأنا متأكدة وللاسف ان اهلي لن يوافقوا على زواجنا، فهو ليس من عشيرتنا، وقانون عشيرتنا لا يسمح لنا بالزواج بغير ابناء العشيرة، هذا ظلم، انها مأساة انسانية في القرن الحادي والعشرين».
الكثيرات من هذه الشريحة ينتهي الامر بهن الى الزواج السري والاختفاء مع ازواجهن، يقول «وبذلك يصبحن في عداد المهدورة دمائهن».
لماذا يسهل على «داعش» تجنيد من تشاء من شباب تلك المناطق؟ ربما كان بعض الجواب يكمن في تكملة ذلك المقال قبل عشر سنوات!
يقول الكاتب: «طرح احد المدرسين في المرحلة الثانوية في مدينة القامشلي هذا الموضوع على الطلبة بغية معرفة آراء الجيل الجديد، فكان الاجتماع شبه التام على رفض تسمية جريمة غسل العار بالجريمة، وبنسبة اقل في عدم السماح للفتاة بغير ابن عشيرتها وما يقارب النصف الذي رفض مبدأ السماح للفتاة باختيار شريك حياتها، ولم يوافق طالب واحد على منح الفتاة الحقوق الممنوحة للشباب في حرية العلاقة مع الجنس الاخر».
وكانت الصحيفة نفسها قد نشرت قبل عدة سنوات في 2001/6/26 خبرا عن «سورية قتلها اهلها بسبب حبها لأم كلثوم!» كتبت رانية إسماعيل ذلك الخبر وقالت فيه: «كان شغف احدى السيدات السوريات بالاستماع الى اغاني أم كلثوم واستعمالها المكياج بعد اثنتي عشرة سنة من زواجها (ديلين كافيين) على انها في حالة عشق، ما حدا بشقيقها وعمها واثنين من ابناء عمومها الى الاجماع على ضرورة قتلها، ونفذوا الجريمة امام اولادها الخمسة وبعيدا عن عيون زوجها».
وقال الاخ القاتل (24 سنة) للشرطة: «انتظرنا مغادرة زوجها الى العمل، وعندما فتحت لنا الباب انهلنا عليها طعنا بالسكاكين، ولم يعد ذلك كافيا لقتلها فأكمل العم عليها بمسدسه».
ونقلت احدى الصحف المحلية عن اخيها انه بدأ بالتفكير في قتل اخته المتزوجة عندما لاحظ عليها «علامات الحب»، فهي «لم تكن تستمع لأم كلثوم وفجأة بدأت تستمتع اليها، وهذا دليل واضح على انها هائمة وعاشقة، كما انها لم تكن تضع المكياج على وجهها وهي التي تزوجت منذ 12 عاما وهذا مؤشر آخر يدينها» بحسب قوله.
ووجهت المحكمة الى العم تهمة القتل العمد والى الاخ وابناء العم تهمة الشروع في القتل، بعدما قام زوج القتيلة بالادعاء على اهلها، مؤكدا انه لم يلاحظ على زوجته ما يشير الى سوء اخلاقها.

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك