أين التخطيط في الكويت؟!.. سؤال يطرحه عادل المزعل

زاوية الكتاب

كتب 920 مشاهدات 0


الوطن

أين التخطيط؟!

عادل نايف المزعل

 

الأمم العريقة المتقدمة لم تكن تحقق تقدمها وازدهارها بين عشية وضحاها، فواهم من يظن ذلك فأمريكا مثلا لم تحقق هذه الطفرة الاقتصادية والتكنولوجية بضربة حظ مثلا، انما بالتخطيط الدقيق لكل مناحي الحياة والتطلع الى المستقبل واستشراف الغد والاعداد لكل أمر قادم ومحتمل، وهذا ما اصطلح على تسميته بالتخطيط فالتخطيط عملية منظمة مستمرة لتحقيق أهداف مستقبلية بوسائل مناسبة واستثمار الامكانات بشكل أفضل وفقاً لأولويات مختارة بعناية، وتكون مراحل بناء هذه الخطة بداية بتشخيص الواقع، وتحديد الرؤية، وصياغة الاهداف العامة، واستشفاف الاهداف التفصيلية، وبناء البرامج والمشاكل التي تعترض طريق الكويت في مختلف مناحي الحياة تكشف بصورة صارخة مدى غياب التخطيط على كل المستويات، وخير مثال الطاقة الاستيعابية للجامعات الحكومية والخاصة فلم تعد تكفي وتتحمل خريجي الثانوية العامة فجامعة الكويت تقريبا لا تتحمل اكثر من 600 طالب وتقبل الجامعة الآن ما يقارب 11000 طالب، ولا توجد مبان متكاملة والكليات كل في مكان ولا يوجد مكان واحد يجمعها، فجامعة الكويت بُنيت عام 1966م ولم تجر عليها توسعات لبعض من الكليات، ومنذ متى ونحن نسمع عن جامعة الشدادية؟ منذ الستينيات وهاهي جامعة الشدادية لم تنجز والاعداد تتزايد، لماذا لم تنجز وتنتهي منذ زمن طويل؟ الاجابة عدم التخطيط وعدم المبالاة لعدم وجود رادع يردع المسؤولين عن هذه المشاريع المهمة، والضحية هم أولادنا اذهبوا الى منطقة كيفان ومعاناة اهل كيفان المجاورين لكليات الشريعة والتربية والآداب، ومعاناة الطلاب والطالبات من عدم وجود مواقف لهم والمرور يقوم بتسجيل المخالفات لهؤلاء الطلبة، ولا ننسى معاناة الدكاترة للوصول لهذه الجامعات، معاناة ما بعدها معاناة، اذهبوا وشاهدوا الدول المجاورة، بنت جامعاتها خلال سنتين ونحن عشرات السنين ولم تنجز الى الآن أي جامعة، ولابد من اعطاء التراخيص والاراضي الجيدة لبناء الجامعات الخاصة، حتى تخفف من هذا الازدحام، ولكن هناك عقبات تواجه بعض المستثمرين في وزارات الدولة كوزارة الكهرباء والبلدية والاشغال، والمشكلة ان الكويت بنت جامعات في دول وقفت مع العدو العراقي على بلدنا الكويت.
ومن عدم التخطيط والارتجال في امثلة اخرى مشكلة انقطاع المياه عن بعض المناطق بسبب أو لآخر كأننا فجأة زاد عدد السكان لدينا أو استهلاكنا، مع ان معدلات الاستهلاك لابد وان تأخذ في اعتبار أي مخطط مبتدئ، والتخطيط ضد الارتجال، بمعنى انه حساب دقيق لما سيكون عنه الحال عند اتمام مشروع يؤمن كل الاعتبارات القانونية المهمشة، ولو كان لدينا تخطيط، لما انتظر الكويتي سنوات طويلة للحصول على مسكن يأويه؟.. وكذلك الخريج الكويتي ينتظر سنتين أو أكثر للحصول على وظيفة والشوارع المزدحمة من السيارات منذ الصباح حتى المساء، أين بناء الشوارع؟ أين بناء الجسور لتخفيف هذا الازدحام القاتل؟!.. اعداد المواطنين والوافدين في ازدياد والشوارع كما كانت التخطيط يعني العلم والتنبؤ والقدرة عليه ليس بالاوهام انما بالرجال المخلصين، وبالورقة والقلم واعتمادا على قاعدة ومعلومات، وبيانات كل هذا متوفرة لدينا ولكن ينقصنا الرغبة الصادقة في العمل وفي بناء الكويت الغالية الحبيبة.
قال الشاعر:
وطني خذ العهد الأكيد بأنني
روحي وما ملكت يداي فداء
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه، اللهم آمين.

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك