هذه هي الفوارق الرئيسية بين الدول الآوروبية والعربية كما يراها سامي النصف

زاوية الكتاب

كتب 552 مشاهدات 0


الأنباء

محطات  /  لماذا اختلافهم رحمة واختلافنا نقمة؟!

سامي النصف

 

انتهت بسلام عملية الاستفتاء على مصير اسكتلندا وبقيت ضمن المملكة المتحدة دون ضربة كف أو قطرة دم، وانتهى معها حلم الحالمين من مفكرينا بتقسيم المملكة المتحدة وبدء عملية الدومنو أو لوح الزجاج المشروخ كي يمتد التشطير الى دول أوروبية أخرى مثل فرنسا واسبانيا وألمانيا وبلجكيا وغيرها، فلماذا يثبت دائما ان اختلافهم رحمة وسلام ووئام واختلافنا نقمة ودماء وأشلاء؟!

>>> 

أحد الفوارق الرئيسية بين الدول الأوروبية والدول العربية هي انهم يحسنون الى حد كبير التعامل مع الاقليات العرقية والدينية والمذهبية وحتى السياسية فلا يصبح لديها سبب ملحّ للانفصال، يضاف الى ذلك حقيقة ان وحدة دولهم لا تقوم على الكلام والاحلام التي تبددها شمس النهار بل على المصالح المشتركة وخلق فرص عمل وتنمية في كل اصقاع الدولة وهو ما دفع اغلب الاسكتلنديين للتصويت مع البقاء ضمن الدولة الواحدة، ورغم كل ما يقال فلو انفصلت اسكتلندا وغيرها من مقاطعات أوروبية فإن الاتحاد الأوروبي سيرضخ في النهاية ويضم الدول الناشئة الجديدة لتضم الجميع مظلة وحدوية أكبر هي الاتحاد الأوروبي فلا ضرر ولا ضرار و...

>>> 

ولا تستخدم الدول المتقدمة عند التعامل مع قضاياها الكبرى لغة العواطف ونهج التخوين وتسييد نظريات التآمر، فلم يتهم الساسة الانجليز الراعين للانفصال من الاسكتلنديين بالخيانة والتآمر مع سادتهم العرب أو الروس والصينيين لتجزئة بلدانهم بل قام حوار حضاري قائم على مقارعة الحجة بالحجة بين الأطراف المختلفة، وهنأ زعيم الانفصاليين الجميع لظهور النتائج، وأعلن التزامه بها، بينما لا يتقبل الخاسر لدينا قط نتائج الانتخابات او الاستفتاءات بل يعلن مع الثانية الأولى لظهورها رفضه لها وتحريض الأتباع عليها واستخدام التهم المعلبة من تزوير وتلاعب وشراء التي تستخدم عند الخسارة ويسكت عنها تماما عند الفوز.. ولنا الصدر او القبر وطاب الموت يا رجال!

>>> 

آخر محطة: 1- أحد الفوارق المهمة ان الاستفتاءات لديهم لا تسبقها موجات متواصلة من التفجيرات والاغتيالات التي تثير العداء والحنق بين الجموع.

2- ستبقى الدول الأوروبية ذاهبة لمزيد من الخطوات الوحدوية وتبقى دولنا العربية ذاهبا البعض منها الى التقسيم والانفصال، فهذا قدرهم وذاك قدرنا.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك