يكتب حمد السريع عن مقترح وزارة المتقاعدين!

زاوية الكتاب

كتب 461 مشاهدات 0


الأنباء

سوالف أمنية  /  أوقات الفراغ

حمد السريع

 

الخميس الماضي كنت على موعد مع صديقي بوصقر للذهاب لشاليه بوعبدالعزيز، وحينما اتصل صديقي عبداللطيف يسألني عن وجهتي، حيث إنه يشعر بالملل ولا يعرف إلى اين يذهب في نهاية عطلة الأسبوع طلبت منه مرافقتنا الى الشاليه، وعندما علم أن غالبية الاصدقاء ينامون في الشاليه بعد وجبة عشاء دسمة يطبخها بوعبدالله زميلنا العزيز الذي يتفنن في كل عطلة بتذويقنا «فناتقه» من الأكلات الكويتية على العشاء يوم الخميس والغداء في اليوم الجمعة.

لذلك آثر عبداللطيف الذهاب بسيارته ليعود آخر الليل لارتباطه بموعد التجمع الأسبوعي لدى والدته والالتقاء مع اشقائه وشقيقاته وأبنائهم كما هي العادة في كل يوم جمعة.

اتفقنا على التقابل أمام جمعية واستراحة رحال بعد طريق الوفرة ـ الزور ووصلنا عند الثامنة والربع مساء، وإذا بالمواقف قد امتلأت بالسيارات السبورت والدراجات النارية والبقيات والشباب يملأ الساحة والمقهى ليس للانتظار كما حالنا بل لعدم وجود أماكن تسلية أو ترفيه يفرقون طاقتهم فيه، فتجمعوا بتلك الساحة لتناول القهوة.

وصل عبداللطيف وسايرنا بسيارته الى الشاليه، حيث كانت الغالبية موجودة والجلسة على شاطئ البحر لأن الجو تحسن ويسمح بالجلوس بعيدا عن التكييف.

غالبية الموجودين من هواة لعبة (الكوت ـ الهند ـ النحاسة) وتتشكل عدة فرق، ولكن لا يبدأون اللعب إلا بعد وجبه العشاء أما قبله فالحديث عن أخبار المجتمع.

عبداللطيف أساءه منظر الشباب المتكدسين بتلك الساحة فأثار الموضوع ليتشارك الجميع في النقاش مبدين آراءهم واتفقت الغالبية على ان هؤلاء الشباب لا يملكون أماكن يذهبون اليها، فالكثير من الشباب لا يرغبون في التردد على المجمعات التجارية او السينما بنهاية الاسبوع افساحا للأسر، وليست لديهم شاليهات يمتلكونها وحتى لو أرادوا استئجار شاليه فإن اسعارها مرتفعة ووجودهم في الطرقات العامة يؤدي الى تعرضهم لحوادث كثيرة، وذلك لعدم وجود اماكن لهم والغالبية منهم ينتظرون قدوم الشتاء لإقامة مخيم لهم يقضون جل وقتهم فيه وخاصة ايام العطل بعد عناء الدراسة أو الوظيفة.

وزارة الشباب منذ انشائها لم تقدم أي مشروع يخدم الشباب ويمتص طاقاتهم ويبعدهم عن الطرقات والحوادث.

في هذه الأثناء دخل على الخط صديقنا بومساعد معترضا على الحديث فقط عن الشباب، فالتفت الجميع متسائلين هل لديك وجهة نظر تخالفنا؟ فإذا هو يطرح امرا آخر، وماذا بشأننا نحن المتقاعدين؟ من يهتم بنا طوال أيام الاسبوع صباحا ومساء، فإذا ذهبنا مع الاصدقاء الى احد المجمعات لتناول القهوة اطلقوا علينا لقب «باب مغازلجي» وليست لنا الهمة أو الامكانية لإقامة مخيم في الشتاء فجل وقتنا نقضيه في الديوانيات للعب الورق والنجرة أما الشاليه فإن بوعبدالعزيز لديه اسرة ايضا وجزاه الله خيرا أنه يخصص لنا اسبوعا ولأسرته اسبوعا.

المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية همها الأوحد جمع المستحقات من الموظفين وصرفها عليهم بعد تقاعدهم دون أي مراعاة لاحتياجاتهم الترفيهية أو العلاجية مثل إنشاء ناد بحري للمتقاعدين أو مستشفى لعلاجهم.

بومساعد لديه تصور جميل وخيالي لعله يتحقق عندما ذكر ان كل القياديين بالدولة سيأتيهم يوم يتقاعدون فيه، فلماذا لا يطرح احداهم فكرة انشاء وزارة للمتقاعدين بعد أن تجاوز عددهم المائة وثلاثين ألفا ويشكلون نسبة الثلث لموظفي الدولة لعل وعسى أن تهتم بشؤونهم وتوفر لهم ما عجزت عن توفيره وزارة الشباب للشباب.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك