عن 'دار المسنين' الافتراضي!.. يكتب صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 405 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  دار المسنين

صالح الشايجي

 

في عالم التكنولوجيا المتطور وبالذات في وسائل الاتصالات الحديثة، أعتبر نفسي - ودون خجل - متخلفا ربما بدرجة جيّد!

دخلت عالم أجهزة الاتصالات المتنقلة «الموبايل» متأخراً جدا، وحينما اقتنيت أول جهاز لي كان ثلاثة أرباع سكان الكرة الأرضية قد سبقوني اليه.

لم أكن أعرف كيف أقرأ الرسائل التي أتلقاها، وهذا يعني استحالة كتابتي لرسائل بوساطة جهازي المتنقل، ولكنّ التعلم يبدد كل جهل أو بعض الجهل ويبقي على بعضه، والتجربة والاستمرار والسؤال وتكرار الخطأ والتعثر، كل تلك وسائل لمداواة الجهل وتنوير العقل، ومن تلك تعلّمت بعض لا كلّ ما تعطينا إيّاه تلك الأجهزة من خدمات.

سأقفز الى ما يسمّى بوسائل التواصل الاجتماعي «فيسبوك وتويتر وانستغرام» ولست على صلة الا بالفيسبوك أمّا تويتر فقد طرقت بابه حينا من دهر قصير فلم يرق لي وربما لم أرق له فكان الانسحاب، أما الانستغرام فلم ألج عالمه قط.

وكان معلمي في هذا العالم هو الصديق «صلاح الساير» ومازال.

استمررت في الفيسبوك وخرجت من هذا الاستمرار والتواصل - عدا فوائد كثيرة - بفكرة رأيت أن أعلن عنها في هذه المقالة، وهي أن عالم الفيسبوك يشبه الى حد ما ودرجة ما «دار المسنين».

وما أوحى لي بهذا التشبيه، سطور كتبتها احدى «الفيسبوكيات» فحواها أن هذا العالم هو عالم مفتوح للشبان وعلى كبار السن عدم ولوجه!

هكذا هي ظنت بحسن نية منها أو عدم تقدير صحيح وتصنيف سليم لهذا العالم الافتراضي، ورأيي أنّ العكس هو الصحيح وبنيت هذا الرأي بناء على حقائق الحياة لا أوهامها، فالكبار من المفترض أنّ لديهم وقت فراغ أكثر من الشبّان الذين مازالوا على مقاعد الدرس في مدارسهم أو معاهدهم أو جامعاتهم، أو أنهم يدبّون - مازالوا - في حقول الدنيا يبنون فيها ويرفعون بنيانها، أمّا كبار السن فهم انتهوْا من البناء في العالم الحقيقي وأدوْا واجباتهم نحوه، وصار لديهم وقت فراغ كبير قد يقضونه في هذا العالم الافتراضي، فضلا عن أن تجاربهم ومعارفهم تسعفهم بالكثير الذي من الممكن أن يؤدّوه في هذا العالم الافتراضي الذي يشكل ما يشبه «دار المسنّين» التي تأتي هي إليهم ولا يذهبون هم إليها!

فيها يتسامرون ويتبادلون المنافع ويطرحون تجاربهم، وكل تلك منافع.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك