محاضرة 'استقدام العمالة المنزلية' في الأوقاف

محليات وبرلمان

الفلاح: وفرنا جميع الإمكانات لتقليص المشكلات الناجمة عن مشاكلهم

1045 مشاهدات 0


قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية د. عادل الفلاح إن الاهتمام بالشأن العام للمجتمع يمثل أحد الشروط والضمانات اللازمة لتقليص الأزمات والتقليل من الظواهر الاجتماعية المهددة لاستقرار الأفراد والأسر والأوطان، مؤكداً أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت لم تكن لتغفل يوماً عن هذا الأمر، فأعدت له عدته الإستراتيجية والتنفيذية، وكثفت من أنشطتها التوجيهية وبرامجها التأهيلية، إيماناً منها بأن رسالتها لا تخرج عن الإسهام في تحقيق الاستقرار المجتمعي والأمن النفسي وتعزيز قيم التسامح والتعايش والتآزر.

جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية الرابعة التي أقامها المشروع الوطني لتوعية العمالة المنزلية ' بريرة' بعنوان ' مكاتب استقدام العمالة المنزلية والأمن الاجتماعي... أدوار ومسؤوليات' الذي تقام فعالياته يومي 21و 22 الجاري.

وأردف قائلاً: إن أبرز ما استقر في عمل الوزارة أن طبيعة الأزمات المجتمعية وامتدادها وتشعبها يقتضي الانتقال إلى عمل مؤسسي متكامل، تشترك فيه جهات حكومية وأهلية عدة، إيماناً من الوزارة بأن الجهود الفردية، مهما كانت قيمتها، فإنها غير قادرة على مواجهة المشكلات وتجاوز التحديات والإكراهات ما لم تنخرط ضمن عمل مؤسسي له قيمه الحاكمة وغاياته الإستراتيجية.

وأشار إلى أن ' الأوقاف' أحدثت المشروع الوطني لتوعية العمالة المنزلية ' بريرة' وانبثق من هذا المشروع لجنة ضمت عشر جهات حكومية لها علاقة مباشرة وغير مباشرة مع العمالة المنزلية وهي: وزارات الداخلية، الشؤون الاجتماعية والعمل، الصحة، التربية، العدل، الإعلام، الكويت، والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، والهيئة العامة للمعلومات المدنية.

وزاد: كما وفرت الوزارة للمشروع من الإمكانات والوسائل ما يستطيع بها أن يسهم في تقديم المشورة والتأهيل والتوجيه بغية تقليص المشكلات الناجمة عن استقدام العمالة المنزلية، وهي مشكلات لم تعد خافية على أحد، وقد باتت تبعث على القلق والتخوف، بل صارت تهدد الأمن الأسري والمجتمعي.

وذكر وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية راعي المشروع: إن ورش العمل المنجزة من قبل المشروع الوطني توالت لتوعية العمالة المنزلية ' بريرة' واستهدفت محاور متعددة، وأفردت بعضها للبحث في دور المؤسسات الحكومية في رعاية العمالة المنزلية، واختص بعضها بالبحث في دور المؤسسات غير الحكومية، واختار بعضها تناول دور الجمعيات التعاونية في دعم العمالة المنزلية.

وأضاف: إن هذه الورشة تأتي لتلامس موضوعاً في غاية الأهمية، ويتعلق بالأدوار والمسؤوليات المناطة بمكاتب استقدام العمالة المنزلية، وهو موضوع حساس يقتضي المعالجة الحكيمة والتناول الهادئ، لأن قيم الأمة والمجتمع وأمنهما الأسري والمجتمعي تظل أقوى وأعلى من مختلف الاعتبارات المهنية والتجارية، مشيراً إلى أن المجتمع كله في سفينة واحدة، والحكمة تقتضي أن يتحلى جميع ركاب السفينة بالحكمة التي تبقي على سلامتها لتصل سالمة إلى بر الأمان.

وتابع الفلاح: ولهذه الاعتبارات فقد كان من أهم أهداف هذه الورشة إبراز دور مكاتب استقدام العمالة المنزلية وقدرتها على الإسهام في التقليل من الظواهر السلبية المهددة للأمن الاجتماعي، والتواصل بين مكاتب العمالة المنزلية وأنشطة المشروع الوطني لتوعية العمالة المنزلية ' بريرة'.

واختتم الفلاح بقوله: إننا لا نملك إلا أن نشكر جميع الأعضاء العاملين بمشروع بريرة على اختيارهم الموفق، سائلين المولى عزوجل أن يكلل جهود هذه الورشة المباركة بالنجاح، وأن تنبثق عنها توصيات قابلة للتنفيذ.

اعتبارات عديدة

ثم ألقى ممثل الجهات الرسمية بالمشروع وممثل وزارة الإعلام في اللجنة د. ياسين الفارسي كلمة جاء فيها: إن موضوع مكاتب استقدام العمالة المنزلية ' أدوار ومسؤوليات' يعتبر من الموضوعات التي استقرت عليه اللجنة وتحمست له كثيراً، وذلك لاعتبارات عديدة أهمها:

* استحالة انجاز فهم سليم للمشكلات الناجمة عن استقدام العمالة المنزلية دون إشراك مكاتب استقدامها بالدرجة الأولى.

* تجاوز منطق إلغاء الاتهامات جزافا بين الأطراف ذات الصلة بالموضوع، فذلك المنطق لم ولن يفيد شيئاً في معالجة الأوضاع المتردية، وإنما الأصلح والأصوب والأقوم أن تجتمع جميع الأطراف وتتبادل الآراء ووجهات النظر، وتتعاون على صياغة أفضل السبل للتقليل من المشكلات الناجمة عن استقدام تلك العمالة.

وأضاف من المؤكد أن لمكاتب استقدام العمالة المنزلية ظروفها، وطبيعي أن تكون لها تحديات وعوائق، ومن ثم فإن الاستماع إلى تلك التحديات والعوائق من شأنه أن يوضح الصورة أكثر، ويشخَّص الوضع بشكل أدق فيسهل بالتالي البحث في سبل العلاج.

وتابع: لا نستطيع أن نجد الحلول لهذه المشكلات إلا بتحديد المسؤوليات والأدوار بشكل دقيق ولعل المشرفين على مكاتب استقدام العمالة المنزلية مدركون للمسؤوليات التي تقع على عاتقهم لذا فإن أدوارهم تقتضي مد جسور التواصل بينهم وبين مختلف المؤسسات العاملة في مجال العمالة المنزلية حكومية كانت أو أهلية.

وأشار الفارسي إلى أن الأمر استغرق جلسات للوصول إلى صياغة نهائية لمحاور هذه الورشة، وأخذ وقتاً طويلاً وذلك من خلال البحث، أولاً في طبعيية الأدوار والمسؤوليات واللوائح المنظمة لعمل مكاتب استقدام العمالة المنزلية، وثانياً من خلال عرض تجارب بعض المكاتب بدول مجلس التعاون الخليجي.

قيم المشاركة

وقالت عضو لجنة مشروع بريرة' عواطف الجريوي إن المشروع حرص على تعظيم قيم الشراكة والتواصل مع الجهات المعنية كافة في مجال التعامل مع العمالة المنزلية من أجل السعي نحو توحيد الجهود المبذولة، وذلك على مستوى الجهات الحكومية وغير الحكومية والجمعيات التعاونية من خلال العديد من الأساليب والوسائل منها:

-  توجيه الدعوة للجهات الحكومية وغير الحكومية والجمعيات التعاونية لصياغة الأطر العامة لإستراتيجية  التعامل مع العمالة المنزلية بكافة فئاتها سواء من خلال ورش العمل التي يعقدها المشروع، أو من خلال الاجتماعات الدورية مع ممثلي تلك الجهات.

-      الشراكة والتنسيق مع السفارات والبعثات الدبلوماسية الراعية للعمالة المنزلية بدولة الكويت.

-  التنسيق مع الجهات في تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات الموجهة للعمالة المنزلية مثل:  وزارة الإعلام من خلال إعداد حلقات تلفزيونية توثيقية عن العمالة المنزلية، وأيضاً وزارة التربية عبر تسهيل إلقاء المحاضرات التوعية بجميع مدارس الكويت، وكذلك وزارة الصحة ساهمت في توزيع البروشورات التوعوية للمشروع، وأيضاً تواصلت وزارة الداخلية مع مكاتب استقدام العمالة المنزلية، ووزارة العدل قامت بتزويدنا بآخر الدراسات المتعلقة بالعمالة المنزلية بدولة الكويت، وكذلك وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ساهمت في الجانب التوعوي للمشروع بمركز إيواء العمالة الوافدة، وسهلت جامعة الكويت إقامة المحاضرات والندوات بالجامعة، وساهمت الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في إقامة المحاضرات التوعوية بمعاهد الهيئة، وزودتنا الهيئة العامة للمعلومات المدنية بآخر الإحصاءات المتعلقة بأعداد العمالة المنزلية، وقامت وزارة الخارجية في تواصل المشروع مع السفارات الراعية للعمالة المنزلية، وشاركت جمعيات حقوق الإنسان في الأنشطة والفعاليات مع الجمعيات في ما هو متعلق بالعمالة المنزلية، ونسقت الجمعيات التعاونية مع جمعية الروضة وحولي التعاونية بتقديم مقر للمشروع وفق برتوكول بين الجمعية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

وأفادت إن العمل جار على إعداد قاعدة بيانات متكاملة عن العمالة المنزلية والأطراف ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة مع العمالة المنزلية بالإضافة إلى مراكز الدراسات والبحوث بدولة الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي لتكون نواة لإنشاء المركز الوطني لتأهيل وتدريب العمالة المنزلية.

وتابعت كما نسعى نحو تنفيذ التوصية الخاصة بتحويل المشروع إلى هيئة مستقلة ( الهيئة العامة لتوعية العمالة المنزلية) لتصبح ذات هيكل تنظيمي مستقل ومهام ومواصفات محددة، حيث أنه جاري متابعة هذا الموضوع مع اللجان المتخصصة بمجلس الأمة وكذلك السعي نحو تضمين المناهج الدراسية والأنشطة المدرسية بما يتعلق بتوعية العمالة المنزلية من خلال التنسيق مع ممثل وزارة التربية بالمشروع من خلال اللجنة المنبثقة عن المشروع الوطني لتوعية العمالة المنزلية ' بريرة'.

وأردفت إننا نهدف إلى وضع آلية للربط بين الجهات الحكومية ذات العلاقة بالعمالة المنزلية من خلال تشكيل لجنة منبثقة عن لجنة المشروع الوطني لتوعية العمالة المنزلية ' بريرة' تضم ممثلين عن الجهات التالية ( وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، وزارة الشؤون، وزارة الصحة، وزارة العدل، وزارة الإعلام، وزارة التربية، جامعة الكويت، الهيئة العامة للمعلومات المدنية، الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب)، بما يساهم في توحيد الإجراءات والنظم والأساليب الموجهة لدى العمالة المنزلية، بالإضافة إلى العمل على تأصيل ووضع التوصيات الناتجة عن ورش العمل التي تعقدها لجنة المشروع.

وأكدت استمرارية انعقاد ورش العمل التي يعقدها المشروع الوطني لتوعية العمالة المنزلية ' بريرة'، مضيفة إن القائمين على المشروع لا يألون جهداً من أجل انطلاقه إلى آفاقه الواسعة والمنشودة سعياً إلى توعية العمالة المنزلية.

الآن - محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك