جسد صغير، وأحلام كبيرة

منوعات

سفير الطفولة غانم المفتاح: لا شيء اسمه مستحيل وبقوة الإرادة والتحدي أحقق جميع أهدافي

12752 مشاهدات 0


جئت إلى الكويت أحمل رسالة حب واحترام من الشعب القطري إلى الشعب الكويتي

أقول لأهل الكويت مشكورين وما قصرتوا على استقبالكم ويا حبي لكم

أمنيتي زيارة بيت الله الحرام والطواف دون حاجة إلى كرسي متحرك

أمي شيء كبير في حياتي وأهديها باقة ورد وأقول لها مشكورة يا أحلى أم في الدنيا

شعار «الأنباء» وسام على صدري وأحتفظ به

مشروع «إيجابيون حول العالم» رسالة لنشر الحب والسلام والانطلاقة قريباً

نعم لا أملك رجلين ولكن عندي يدين والعقل الأهم من كل شيء

إلى أولئك الذين تمكّن اليأس منهم .. إلى البؤساء في مشارق الأرض ومغاربها .. إلى كل من أصبحت حياتهم مجردة من كل معاني الفرح إليكم هذه العبارة «لا شيء اسمه مستحيل.. بقوة الإرادة والتحدي أحقق جميع أهدافي».

إنها عبارة الطفل البطل بل سفير الطفولة غانم محمد المفتاح الذي يعيش بنصف جسد ومع ذلك لا يؤثر ذلك على حياته بل على العكس من ذلك كان هذا الأمر دافعا له لأن يتحدى الصعاب ويتغلب عليها. تسأله كيف أراك مبتسما وانت بلا رجلين؟ فيجيبك على الفور: نعم ولكن عندي يدين وعقلا.

في كل الظروف ابتسامته لا تغيب، كأنما جسده الصغير عاصمة للأمل ولعلك تعجب من إصرار هذا الطفل الصغير على أن يحقق كل أهدافه مهما كانت المعوقات، ولذلك تجده كثير التخطيط يسعى دون كلل أو ملل حتى يصل إلى غايته فلا تجد في قاموسه كلمة «مستحيل».

«الأنباء» أقامت حفلا لسفير الطفولة غانم محمد المفتاح أثناء زيارته للكويت وقد حضر الحفل رئيس التحرير الزميل يوسف خالد المرزوق ونائب رئيس التحرير الزميل عدنان الراشد ومستشار إدارة التحرير الزميل يوسف عبدالرحمن ومدير التحرير الزميل محمد الحسيني بالإضافة إلى وفد من مكتب رئيس مجلس الأمة برئاسة شريفة الغانم ووفد من الهيئة العامة لذوي الإعاقة برئاسة حمد بوفتين ومجموعة من الإعلاميين ليتحدث الطفل غانم عن تجربته مع الإعاقة وكيف استطاع أن يتحدى الصعاب.

وجرى خلال الحفل إلقاء الضوء على ملامح من حياة سفير الطفولة وكيف تمكن بالإرادة والتحدي من التغلب على الكثير من المصاعب والوصول إلى حيث يفخر به كل من عرفه ويستلهم من إرادته نموذجا في كيفية تحقيق الأهداف والوصول إلى النجاح. كان هناك حوار مع والدة غانم للتعرف على المزيد من رحلته التي وإن كان لايزال أمامه الكثير فيها إلا أنها تستحق الإشادة والتمعن. في السطور التالية

تفاصيل الحوار:

في البداية نود أن نتعرف عن اللحظات الأولى في حياة غانم؟

٭ منذ البداية كنت أعرف أمرا غاية في الأهمية وهو أن الحياة تحتاج إلى إرادة قوية وأننا لا نستطيع العيش سعداء إلا بالأمل والتحدي، لذلك كنت أعتقد أن إعاقة غانم لن تحول بينه وبين النجاح، هذا الصغير الذي ما أن رأى النور حتى اعتقد الكثير من حولي أنه ربما يكون مصدرا للتعب والشقاء لكنني قررت أن أساعده بكل ما استطيع، وكم كانت تجرحني تلك الكلمات المليئة بالإحباط لكنني لم أكن أملك خيارا غير التجاهل، فتجاهلت كل ما كان يقال من أجل مستقبل ولدي «غانم».

 وهنا أذكر أمرا مهما للغاية، في بعض المواقف لابد أن نتجاهل، وعندما تجاهلت كلمات الإحباط أصبحت مشغولة بتهيئة الجو المناسب لهذا الطفل الذي يعاني من إعاقة نادرة الحدوث ولعل الأمر الذي ساعدني على التعايش مع إعاقة غانم تجربتي مع أخته «غريسة» والتي تعاني من مرض نادر للغاية وهو حساسية القمح فهي ممنوعة من الكثير من الأطعمة وهذا أمر يحتاج إلى عناية شديدة فكنت مشغولة معها حتى ولد غانم فكانت التجربة الأولى تمهيدا لتجربة أخرى لم أكن في الثانية إلا كما كنت في الأولى أحمد الله وأشكره لأنه إن بدا للبعض أنه أخذ مني شيئا فإنه أعطاني أشياء.

ألم تشر الفحوصات أثناء الحمل إلى احتمالية إصابة الجنين بأي نوع من الإعاقة؟

٭ عندما حملت بطفليّ أحمد وغانم وهما توأمان أبلغني الطبيب المشرف على حالتي آنذاك أنني حامل بتوأمين أحدهما طفل طبيعي والآخر يعاني من تشوه كبير وضمور في عموده الفقري ويفتقر لوجود حوض كما أنه مصاب بمتلازمة التراجع الذيلي وفي هذه الأثناء كنت أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن أحتفظ بهذا الجنين الذي تشير التقارير إلى أنه لن يبقى على قيد الحياة وإن بقي فستكون حياته قاسية للغاية وكان الخيار الثاني الإجهاض وهو الأمر الذي حاول الكثير من حولي إقناعي به وكنت أرفض وبشدة فقررت وأنا أعرف صعوبة قراري أن أحتفظ بهذا الجنين لأن قلب الأم مختلف عن جميع القلوب فلا يمكن للأم أن تتخلى عن طفلها بل الأم تناضل من أجله.

دور الوالد

وماذا عن دور والد غانم؟

٭ نحن في حياتنا نواجه العديد من التحديات والتي نحتاج فيها إلى من يقف إلى جانبنا حتى ننجح في اتخاذ القرار المناسب وهنا يظهر دور الزوج، فالزوج الناجح يقف إلى جانب زوجته ويساعدها وهو الأمر الذي قام به زوجي منذ اللحظة الأولى فقد وقف إلى جانبي وشجعني وقال لي: «إن لم يكن له قدمان فسأكون قدمه اليمنى وأنت قدمه اليسرى» فكانت هذه الكلمات أعظم تشجيع أتلقاه وتمسكت بقراري وكنت أدعو الله دائما أن يوفقني لاختيار القرار المناسب وأن يحفظ لي طفلي حتى جاءت اللحظة الحاسمة في حياتي ألا وهي لحظة الولادة وما أن وضعت أحمد وغانم حتى تسلل الشوق إلى قلبي فمنعت من رؤية طفلي لمدة يومين لخوف الأطباء، حيث تمت الولادة بكل يسر وسهولة ولكني منعت من قبل الأطباء من رؤيته لمدة يومين بعد الولادة خوفا علي من الصدمة ورفقا بي ولتفادي تدهور حالتي النفسية مما سينعكس سلبا بكل تأكيد على حالتي الصحية في هذه الفترة الحرجة، وبعد إلحاح شديد مني سمح لي الأطباء برؤيته ولكنني منعت من حمله أو إرضاعه خوفا على أجهزته الداخلية حيث لا توجد لديه اي عظام تحميها وكان أشبه ما يكون بكيس قطن فخرجت أنا من المستشفى وظل هو في الحضانة عدة شهور.

كيف تم استقبال غانم في المنزل؟

٭ عندما جاء الوقت لاصطحاب غانم معي الى المنزل لم أكن مهيأة للتعامل معه، حيث كان بالنسبة إلي التعامل مع غانم تحديا كبيرا في حياتي لابد لي من اجتيازه بنجاح فهو ابني وفلذة كبدي ونور عيني ولا أنكر ان غانم استطاع ان يحول شخصيتي من شخصية امرأة عادية جدا إلى امرأة مخترعة ومبتكرة ومثقفة.

كيف غير غانم في شخصيتك؟

٭ عندما استقبلت غانم في المنزل بدأت اخطط كيف يمكن لي أن أيسر قدر الإمكان حياة ابني غانم, فلجأت للاستعانة بباب صغير ودراجات وسلالم متحركة ومنحدرات لجميع مداخل ومخارج المنزل وكونت أركانا كاملة بالمنزل ليمارس فيها غانم حياته الطبيعية كطفل.

ما الصعوبات التي واجهتيها في تلك المرحلة تحديدا؟

٭ من أهم الصعوبات التي واجهتها انني لم أجد أي مساعدة ودعم او توجيه وإرشاد من أي جهة ومع ذلك صبرت وتحملت وعملت كل ما بوسعي لعلاج غانم، حيث خضع لعدة عمليات معقدة ونسبة نجاحها لا تتجاوز 30% ومن الحلول التي اقترحها علي الأطباء الذين اشرفوا على علاجه ان يبتروا قدميه والاستعانة بدلا منهما بأرجل صناعية وهو قرار لم استطع اتخاذه حيث تركت هذا القرار لغانم عندما يكبر ليقرر هو ماذا يريد.

وما قصة جمعية غانم للكراسي المتحركة؟

٭ من الأمور الإيجابية التي كانت في حياة غانم انه استطاع المشاركة في بطولة ذوي الاحتياجات الخاصة في دبي، وكذلك قيامه بعمل زيارات شهرية للأطفال المرضى بالمستشفى ليعرف ان هناك حالات أخرى أصعب من حالته بكثير ويحمد الله على ما هو فيه وإنشاء جمعية «غانم الرابح دوما للكراسي المتحركة» وهي جمعية ليست لها اي صفة رسمية ومقرها بيتي، حيث قمت من خلال هذه الجمعية بشراء العديد من الكراسي المتحركة والتي وصلت قيمتها الى 200 ألف ريال تقريبا وتم توزيعها على المحتاجين الى جانب تأليف وطباعة كتيبات وسيديهات وبروشورات وقصص قصيرة عن قصة تحدي غانم لأزمته باللغتين العربية والانجليزية معا دون الاعتماد على مساعدة او دعم اي احد وقمت بزيارات متعددة للمدارس وبعض الجهات لأعرض فيها قصة غانم كنموذج لعله يكون القدوة والمثل لبعض الناس الذين يتخذون من إعاقة أبنائهم مدعاة للخجل والخوف من مواجهة الحياة العامة.

كيف التحق غانم بالمدرسة؟

٭ عندما بلغ غانم سن بداية الدراسة لم أجد أي مدرسة حكومية أو خاصة تقبل به خوفا من تحمل نفقات تجهيز المدرسة لتتناسب مع حالته، وحينها قررت انا تجهيز المدرسة وتحملت جميع نفقات هذه المهمة من خلال عمل زيارات شبه أسبوعية للمدرسة واصطحبت معي مهندسا مختصا لعمل اللازم بالمدرسة لاستقبال غانم كطالب بها، اذ انه هو الطالب الوحيد من ذوي الإعاقات وسط أطفال جميعهم طبيعيين فأحضرت له سبورة خاصة به لتتلاءم مع حالته وسيارة صغيرة لينتقل بها غانم من الفصل الى المكتبة وغيره وكرسيا متحركا يرتفع وينزل على حسب ارتفاع الطاولة التي يجلس عليها ولم اكتف بشراء كرسي واحد فقط وانما أحضرت عدة كراس متحركة حتى لا يشعر غانم بأنه مختلف عمن حوله من زملائه.

صعوبات في الدراسة

ما الصعوبات التي واجهتك بعد دخوله عالم المدرسة؟

٭ من أكثر الصعوبات التي واجهتها منذ التحاقه بالمدرسة هي التعليقات الساخرة التي يطلقها الأطفال زملاء غانم، عليه وكذلك الرفض الذي واجهته من قبل بعض اولياء الأمور من ان يجلس غانم بجوار طفله خوفا على نفسية ابنه.

ما الهدف التي سعيت الى تحقيقه اجتماعيا من خلال تقديم نموذج غانم؟

٭ قمت بهذا الدور للعمل على رفع مستوى الوعي عند المجتمع القطري حول الأطفال ذوي الإعاقات الجسدية. وأخذت على عاتقي مسؤولية زيادة حساسية وفهم المجتمع القطري لهؤلاء الأطفال. فعملت على زيادة الوعي بشكل كبير بمتلازمة التراجع الذيلي، وهي متلازمة نادرة تصيب العمود الفقري، والتي يعاني منها ابني غانم.

والحمد لله استطعت ان أتخذ من حالة ابني وايماني الراسخ بقدرتي في مساعدته على الخروج من تلك المحنة مصدر إلهام لى. حيث قمت بإطلاق مؤسسة غانم للكراسي المتحركة والتي تبرعت بمئات الكراسي المتحركة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمعات الأخرى في منطقة الخليج.

كما قمت بتأسيس نادي غانم الرياضي في عام 2008، للسماح لكل الأطفال سواء كانوا من الأصحاء أو ذوي الاحتياجات الخاصة بالاشتراك معا في مختلف الأنشطة الرياضية مثل الكاراتيه وكرة السلة والتزلج. وهذا ضمن رؤيتي لتوفير المرافق المطلوبة لتمكين ذوي الاحتياجات الجسدية الخاصة من الحياة باستقلالية وإقامة نواد رياضية متكاملة خاصة بهم.

ما سلبيات تجربة الدمج لذوي الإعاقة وقد عشتها مع ابنك غانم؟

٭ قبل أخذ غانم للمدرسة قمت أنا ووالده بعمل استطلاع للتعرف على سلبيات وإيجابيات تجربة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية الابتدائية والتي حصلت منذ سنوات قليلة بقطر.

ما اكثر المعوقات التي واجهتك في التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة؟

٭ من أكبر السلبيات التي وجدناها هي تعرض الأطفال ذوي الإعاقة لتعليقات ومضايقات الطلبة، ما أدى إلى عدم تكيفهم مع باقي الطلبة وبالتالي انعزالهم.. أو رفضهم الذهاب للمدرسة.

هذه السلبيات جعلتنا نعمل على إعداد المدرسة وتهيئة الطلبة لاستقبال ابننا وقد تم رفض غانم من قبل الكثير من المدارس نظرا إلى حالته الخاصة، لعدم استعدادهم لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة أو حتى لا يتحملوا تكاليف هذه التجهيزات وبعد جهد كبير استطعنا والحمد لله أن نجد له مكانا في مدرسته الحالية لذلك قمنا.

بإعداد المدرسة والفصل ببعض التجهيزات مثل درجات تساعده للوصول للأماكن العالية وكراس وطاولات خاصة به موزعة على عدة أماكن ولوحات للرسم والكتابة تناسب طوله ومنحدرات لجميع المداخل وذلك ليعتمد على نفسه في معظم تحركاته.

الى جانب العمل على تهيئة الطلبة لاستقبال غانم وذلك عن طريق زيارات شبه أسبوعية لمدرسته تم فيها توزيع كتيبات وملصقات غانم ورواية حكايته. وعمل أنشطة ومسابقات خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة لطلاب المدرسة مثل سباق الكراسي المتحركة بالاتفاق مع إدارة المدرسة وعقد اجتماعات للطلبة وأولياء الأمور للإجابة عن جميع أسئلتهم المتعلقة بغانم.

هل شعرت بأن شخصية غانم تغيرت بالفعل؟

٭ بالتأكيد وهذا بسبب التهيئة السابقة للطلبة لاستقبال طفل معاق بينهم، وتعد تجربته من انجح تجارب الدمج في قطر.. هذا الاستقبال المفعم بالحب من قبل الطلبة لغانم.. وتهيئة البيئة الصفية ليعتمد على نفسه في جميع أموره وقد ولدت لديه الجرأة والثقة في نفسه بحيث أصبح غانم والحمد لله يتميز بسمات القيادة في فصله بشهادة معلماته.

لماذا يعتبر إصدار «غانم الرابح دوما» هو الأشهر على الإطلاق؟

٭ جاء إصدار غانم الرابح دوما انطلاقا من إيماننا العميق بضرورة عرض تجارب الآخرين مع الإعاقة بهدف نشر التوعية الشاملة تجاه ذوي الإعاقة والقضاء بشكل أو بآخر على ظاهرة الخجل الاجتماعي في المجتمع فهو تجربة متميزة، وإرادة ممزوجة بإيمان عميق بالله سبحانه وتعالى من أجل إدماج غانم في المجتمع دون قيود أو حواجز.

ويبدأ الإصدار بالتالي: اسمي غانم طفل قطري.. ولدت بدوحة الخير عاصمة قطر في الخامس من مايو 2002م تنسمت ربيع بلادي في لغتي.. يعني اسمي.. الرابح دوما، فلاسمي معنى ومغزى.. فلنقرأ ولنسمع.. معا.. حكايتي الجميلة وقد كتبت قصة غانم أم غانم على لسان غانم وطبعت بواسطة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.

كيف ترين تكريم مؤسسة قادة القرن الـ21 لك؟

٭ هو تتويج لجهودي وكفاحي مع ولدي ولم أقم بهذا الدور مع ابني لكي انتظر التكريم بل انه واجب علي القيام به لأخلق منه إنسانا آخر، لديه القدرة على الصبر والتحدي واشعر من داخلي بان الله سبحان وتعالى أرسله لي هدية ولجميع أسرتي فمع غانم رأينا الخير يدخل المنزل من كل الأبواب لانني أخلصت في حبه ومازلت على استعداد ان أضحي بكل شيء مقابل ان أهيئ له الحياة الكريمة التي ولد من أجلها.

حوار مع سفير الطفولة

كذلك جرى حوار سريع مع سفير الطفولة غانم محمد المفتاح لإلقاء الضوء بسرعة على بعض جوانب رحلته في مضمار النجاح المضيء الذي يلقي بإشعاعه على طريق كل باحث عن التميز. وكانت هذه الأسئلة:

ما طموحاتك؟

٭ طموحي أن أكون عالم بحار لأنني أحب البحر وحاليا أتدرب على الغوص وأطمح كذلك أن أكون وزير خارجية لأنني أحب السفر والديبلوماسية وأن أكون إنسانا إيجابيا وأحمل رسالة وحبا وسلاما لأطوف بها العالم حتى وإن كنت صغيرا فأعتقد أنني أستطيع أن أقدم شيئا للمجتمع.

هل تتضايق من أسئلة الناس عن إعاقتك؟

٭ لا طبعا لهم الحق في السؤال وإعاقتي تعرف بالتراجع الذيلي وهي إعاقة نادرة الحدوث بالعالم لكنني الحمد لله أملك يدين أعتمد عليهما في المشي والحركة وعندي عقل أفكر به والحياة لا تتوقف.

هل تدير حساب الإنستغرام بنفسك؟

٭ نعم وأعطي لايكات وأقرأ الردود باستمرار وأحيانا أرد على بعض المتابعين وأتمنى أن أجد فرصة للرد على كل أحبتي لكن هذا صعب «علشان» ظروفي الصحية ووالدتي تساعدني في إدارة الحساب.

هل تحب أن تكون مشهورا؟

٭ نعم، أحب أن أكون مشهورا بالخير ومساعدة الناس ونشر الحب بين الناس وفي نفس الوقت أخاف من الشهرة لأنها مسؤولية كبيرة.

ما الدول التي تحب أن تسافر إليها؟

٭ أحب السفر إلى الدول الخليجية وكذلك أحب السفر إلى ألمانيا لأنني أتلقى العلاج فيها سنويا وأنا أحب السفر وأتمنى أن أزور كل دول العالم.

ما هواياتك؟

٭ أحب السباحة والغوص والرماية والهوايات مفيدة للإنسان ولكن الهواية يجب ألا تؤثر على مستقبلي.

ماذا تعلمت من والدتك؟

٭ أمي أغلى الناس عندي، تعلمت منها التنظيم والدقة وعدم اليأس والصبر على المعوقات، وكذلك تعلمت منها الإحساس بالمسؤولية ومحبة الناس، ودائما أدعو لأمي في كل صلاة وأتمنى أن أقدم لها شيئا يسعدها لأنها أعطتني الكثير ولاتزال، وحرمت نفسها من أشياء كثيرة وكل هذا من أجلي.

وماذا تعلمت من والدك؟

٭ تعلمت من أبي محبة الناس وحسن الظن بالآخرين ومساعدتهم إذا كانوا يحتاجون المساعدة وألا أتكبر على الناس، وأبي لم يقصر معي، ودائما أجده إلى جانبي.

شاهدنا لك العديد من المقاطع مع جدك فما دوره في حياتك؟

٭ جدي الحبيب أحمد بن محمد العبيدلي له دور مهم في حياتي لأنه دائما يشجعني ويساعدني في تحقيق أهدافي وكذلك جدتي الغالية وخالي الغالي محمد نور العبيدلي وخالي الغالي محمد العبيدلي وخالاتي وأخي أحمد وأختي غريسة ولهم جميعا مكانة في قلبي.

ندوات في المركز العلمي و«ذوي الإعاقة» ومركز الخرافي

حاضر سفير الطفولة غانم المفتاح في عدة ندوات خلال زيارته للكويت كان من أبرزها ندوة في المركز العلمي ومركز الخرافي والهيئة العامة لذوي الإعاقة حيث حرص غانم خلال هذه الندوات الجماهيرية على شرح تجربته وخبراته في تحدي الإعاقة والصبر وتحويل ما يراه الآخرون عائقا إلى دافع ومحفز نحو تحقيق النجاح.

«غريسة وبردي للآيس كريم»

أقدمت السيدة إيمان العبيدلي والدة غانم على إنشاء مشروع لصناعة الآيس كريم تحت اسم «غريسة وبردي» قالت إن هدفها أن يكون علامة تجارية لها شهرة عالمية والأهم أن هدفها من هذا المشروع أن يتسلم غانم إدارته ويزيد نجاحاته لما تلمسه فيه من قوة عزيمة وإرادة ورغبة في التحدي وتحقيق أفضل مستويات النجاح. وقد حاز هذا المشروع جائزة على تميزه.

في هذا السياق أشادت والدة غانم بالدعم الحكومي في قطر لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وهو ما يسهل عليهم أمور حياتهم بصفة عامة ويزيد من حماسة الراغبين في التحدي كما غانم.

جهود مشكورة

لما كان الحديث عن بدايات التعايش مع إعاقة غانم أكدت والدته أن هناك العديد من الجهات كان لها دور بارز ومن بين هذه الشخصيات أمير الملا المدير التنفيذي للجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة مؤكدة أن حكومة دولة قطر لم تدخر جهدا في دعمهم.

«إيجابيون حول العالم» ينطلق قريباً

يجهز حاليا غانم محمد المفتاح لإطلاق مشروع عالمي «إيجابيون حول العالم» يزور من خلاله دولا مختلفة من العالم بهدف نشر الحب والسلام والتعريف بقضايا ذوي الإعاقة، وكذلك يهدف لنشر الوعي الصحي في كيفية التعامل مع الإعاقات الصعبة وسيتم الإعلان الرسمي عن المشروع من خلال إقامة حفل افتتاح سيقام خلال الأشهر المقبلة.

الفيلم الوثائقي يختصر مسيرة البطل غانم محمد المفتاح

خلال الأيام القليلة المقبلة سيبدأ البطل غانم المفتاح تصوير فيلم وثائقي يختصر مسيرته ويسلط الضوء على جوانب من حياته وذلك من خلال الحديث عن محطات مختلفة من رحلته العلاجية ورحلته الدراسية وعمله في المشاريع التطوعية التي يعتبرها غانم من الأشياء المهمة في حياته.

شكرا جريدة «الأنباء»

أصر سفير الطفولة غانم المفتاح على توجيه الشكر إلى جريدة «الأنباء» والقائمين عليها وفي مقدمتهم رئيس التحرير الزميل يوسف خالد المرزوق لما لقيه منه من حفاوة الترحيب وحسن الاستقبال والاهتمام، كما شكر أيضا نائب رئيس التحرير الزميل عدنان الراشد ومدير التحرير الزميل محمد الحسيني وكل من أسهم في الإعداد لهذا اللقاء الطيب.

أماكن في الكويت لها بصمة

عبر غانم عن إعجابه بعدة أماكـــن زارها في الكويت لما شاهده فيهــــا من حســـن التنظيم وقال إنها لا تقــل جمــالا عن مثيلاتهـا في الدول الغربية. مـــن هذه الأماكن مجمع الأفنيوز وصالة التزلـــج.

وقال إن من أكثر ما حاز إعجابه هو وجود أماكن مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة والحرص في التصميم على أن تتناسب المرافق مع هذه الفئة.

غانم في مجلس الأمة:

تجربة جديدة

من أهم الأماكن التي زارها سفير الطفولة غانم المفتاح في الكويت رمز الديموقراطية المتأصلة مبنى مجلس الأمة، فقد حظي غانم بتجربة فريدة جال خلالها في أروقة المجلس وتعرف على منشآته ومكوناته واستمع إلى شرح مفصل عن دستور الكويت والممارسة الديموقراطية فيها وتاريخ الحياة النيابية وأهم محطاتها وأحداثها. في نهاية الزيارة وجـــه غانم شكرا خاصا لرئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم على هذه الفرصة الطيبة التي تعرف من خلالها على أسس الديموقراطية الكويتية.

شكرا يا أهل الكويت

تلقى غانم دعوات من عدد كبير من الكويتيين لزيارة بيوتهم ولم يسعفـــه ضيق وقت وجوده في الكويت إلا بتلبيـة عدد محدود منها ولكنها كانت كافية لتتـــرك لديه انطباعا عن طباع الكويتيين وما تتحدث عنه الشعوب الأخرى من كرمهم وحســـن ضيافتهم واستقبالهم وهو ما دعاه إلـــى القول إن «كرم الكويتيين غير». لكنه لم ينس أيضا أن يؤكد حرصه على تلبية دعوة كل من تكرم ودعاه ولكن «في فرصة أخرى قادمة بمشيئة الله».

يذكر أن غانم يوثق كل نشاطاته اليومية عبر حسابه في اسنتغرام (@g_almuftah)

 

الآن - الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك