مسألة تنويع مصادر الدخل لن تكون سهلة!.. هكذا يعتقد الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 608 مشاهدات 0


القبس

عداء وطني لتويع مصادر الدخل

عبد اللطيف الدعيج

 

لا يمكن لي، ولا أعتقد حتى لغيري، عند الحديث عن تنويع مصادر الدخل، وايجاد موارد بديلة او رديفة لدخل النفط ان نمر مرور الكرام على قرار الغاء مشروع «الداو كيميكال». فأنا اعتقد ورغم ان مشروع «الداو» ليس هو المشروع البتروكيميائي الاول في الكويت، فإنه كان مشروعا يؤسس لتحول اقتصادي حقيقي في نمط الاقتصاد عندنا. تماما مع مواكبة لذات المقدار من التغيير في الطبيعة الاجتماعية والوعي الكويتي. واعتقد ايضا ان هذا التغيير، هو السبب الاساسي للعداء المبالغ الذي جوبه به المشروع، وهو السبب الحقيقي لالغائه.

هذا يعني ان عملية تنويع مصادر الدخل ان تبناها، وقبل ذلك وضع اولوياتها ومنطلقاتها البعض، فان هذه العملية لن تكون سهلة، ولن تكون مرحبا بها من قبل القوى السياسية والاجتماعية. تماما مثل بداياتها التي عبرت عنها فكرة «الداو كيميكال». يؤكد ذلك ان احدا مع الاسف لم يعن هنا بإدانة عملية الغاء اتفاقية المشروع، بل شغل وتشاغل الجميع مع الاسف بأمر الغرامة والبحث عمّن يلام لتبديدها، بينما تم دفن مشروع «الداو» دون اثارة او ضجيج، وساعد على ذلك بالطبع ان الحكومة اخطأت بإلغائه، وان معارضيها هم من دفع بقوة لاتخاذ هذا القرار، اي لم تعد لا للموالين ولا للمعارضين مصلحة في نقد قرار الالغاء او محاسبة من تسبب فيه.

ان فكرة البدء في تنويع مصادر الدخل، او وفقا لفهمنا «تشغيل المواطن الكويتي»، ستكون صعبة بناء على ما سبق من احداث، وبناء على الوضع السياسي والاجتماعي الحالي. خصوصا ان من يتصدى للقضايا السياسية الحالية هو ذات الفئة المتخلفة سياسيا واجتماعيا، التي تصدت لاتفاقية «الداو»، وفي النهاية ألغت المشروع.

ان مسألة تنويع مصادر الدخل او ايجاد مصادر بديلة او مرادفة للدخل النفطي لن تكون سهلة. وهذا يفسر إصرار الكثيرين على البحث عن بدائل عن الحلول الحقيقية، مثل التقتير او الترشيد للالتفاف على مشكلة وقضايا المواجهة.

هذه ليست محاولة لثني الجهود او لتعميم الاحباط، بقدر ما هي تحذير وتذكير بطبيعة وصعوبة التحدي القائم، ومحاولة صادقة لتفسر سبب اصرار البعض على البحث عن الحلول السهلة والوقتية، بدلاً من مواجهة الواقع وتحدي القوى والمجاميع الرافضة للتقدم الاجتماعي والصناعي.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك