الفشل في تربية أجيالنا السبب الأول لانحراف شبابنا!.. برأي وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 526 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  السر في سيادة القانون وتكافؤ الفرص! 

د. وائل الحساوي

 

عندما يصف رجل بمستوى سمو ولي العهد ما يجري في مجتمعنا بأنه يمثل انحرافات خطيرة سلوكية ظهرت اخيرا، ويحذر من المفاهيم الخاطئة المستوردة التي تتعارض مع طبيعة مبادئ ديننا الحنيف وقيمنا الكويتية الاصيلة، فإن ذلك الكلام ينبئ عن امر مهم لا بد لنا من الانتباه اليه ومعالجته.

ولم يغفل سموه عن ذكر احد اهم اسباب ذلك الانحراف وهو ان المنطقة تعيش واقعا مأساويا ينبئ بالمزيد من المخاطر والتهديدات، وذلك امر لا ينكره احد، فبلدان العالم من حولنا لا سيما جيراننا يسبحون في دماء كل يوم، ولا تكاد تشاهد إلا دوي الانفجارات والذبح والقتل في كل مكان، وللأسف ان اللاعبين في تلك البلدان لهم امتدادات كبيرة عندنا ولديهم متعاطفون ومؤيدون ومناصرون وطابور خامس ينتهز الفرصة للانقضاض على مواطنيه وتحقيق اهداف الاعداء.

لكن التهديد الخارجي لا يمثل السبب الرئيسي لانتشار ظاهرة العنف والانحراف عند الشباب في مجتمعنا، وانما لا بد من الاعتراف بأن الفشل في تربية اجيالنا وتحصينهم ضد الانحراف هو السبب الاول، كلنا سافرنا الى الدول الغربية وشاهدنا حجم الانضباط والتنظيم الذي يتمتع به سكان تلك الدول حتى في ظل ظروف معيشية اقل بكثير مما نتمتع به في الكويت، والسبب هو سيادة القانون وتكافؤ الفرص.

اما بالنسبة لسيادة القانون، فقد بحت اصوات جميع المخلصين في الكويت وهم يطالبون بتطبيق القانون على الجميع ومعاقبة المخالفين، ومع اني اعتقد بأن الحكومة تسعى حاليا لتدارك ما فات وتحقيق سيادة القانون في بعض الامور، لكنها ما زالت انتقائية في اختيار من تطبق عليهم القانون وما زالت هنالك فئات لا تصلها العقوبات، وقد شاهدنا ذلك جليا في قضية سحب الجناسي من بعض الفئات، ومهما قيل من تبريرات حول الموضوع إلا ان الانتقائية كانت هي سيدة الموقف لا سيما ضد قوة المعارضة.

ومع اقتناعنا بان المعارضة الكويتية قد ارتكبت اخطاء قاتلة تسببت بنفور الناس منها وتشجيع الحكومة على معاقبتها، لكن لا نبرر تلك العقوبات إذا لم تكن على الجميع وبالتساوي!! اما قضية تكافؤ الفرص فهي تمثل قمة جبل الفساد بسبب الخلل الحاصل في تطبيقها وإصرار الحكومة على تطبيق سياسة «هذا ولدنا» في المناصب الحكومية والترقيات وغيرها.

اضرب مثلا بذلك مناقشة تمت بين افراد عائلة كويتية، قال الأب يجب ادخال أبنائي المدارس الخاصة التي تجمع ما بين التعليم الغربي المتميز وما بين المحافظة على المبادئ والقيم الاسلامية.

ردت عليه الأم بالقول: مالفائدة من هذا التعليم ان كانت النتيجة واحدة وهي ان التعيين في المناصب الحكومية لادخل له بالشهادة ولا بجودة التعليم وإنما بواسطة الوالد وعلاقاته ،بينما الكفاءة علاية لكي نشاهدهم عاطلين عن العمل لسنوات طويلة او موظفا في وظائف عادية بينما ابناء الاكابر يتم خلق وظائف خاصة من اجلهم وفتح الابواب المغلقة لهم!!

هذا الحوار الذي يدور رحاه في معظم العائلات الكويتية ليس من باب الترف أو التجني على الواقع ولكنه الحقيقة التي تنبني على آلاف الوقائع المشاهدة.

وللحديث بقية باذن الله.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك