طحين بلا جعجعة، يكتب جميل السبع

زاوية الكتاب

كتب 1134 مشاهدات 0


اعتادت العرب ان تقول ( جعجعة بلا طحين) أي أنهم يسمعون صوتاً بلا ناتج أو تحرك فعلي و كذلك حين يرون ضجيجا لأمر ما لكن لا يُقابله عمل ( هياط ) باختصار

لكن دار الزمان بنا حتى رأينا الطحين و لا جعجعة له و لا يوجد من يفرد ذراعه له لـ يجعجعه

فالكويت تكتضّ بالتجمعات الإنسانية و المؤسسات الحقوقية و المدنية و الحشود السياسية و لديها الكثير من الاسباب و القضايا لو تحركوا لها بتجرد و أمانة مهنية بدون مصلحة أو عنصرية لجعلت منهم مهنيين محترفين حقيقيين لا برستيج و محسوبية

كذلك لديهم الوقت الكافي للعمل عليها فإنسانيتهم و أمانتهم المهنية و الشرعية تُحتّم عليهم العمل بجدّ و إلاّ كيف يتركون بلداً دون أن يحشروا أنوفهم فيه !!

لكن عندما نتكلم عمن يعيش بين ظهرانيهم فإما يصمتون صمت القبور أو ينوحون على قبر العنصرية النتنة فهنا يتجردون من إنسانيتهم و يتخلون عن مهنيّتهم و يمرقون كما يمرق السهم من الأمانة التي من المفترض أنها بأعناقهم

طحينكم أيها الإنسانيون و السياسيون قضية حرمان أطفال الكويتيين البدون من التعليم بقرار ( لا أخلاقي ) من جهاز العنصرية فلماذا تتوقف جعجعتكم عنها ؟

إن أردتموها فهي قضية إنسانية و كذلك سياسية و دستورية و قبل كل ذلك شرعية فلماذا هذه المفاهيم تتوقف عجلتها عند أبنائنا او ليسوا أحباب الرحمن !!

إن كان لكم رأي مخالف في قضية الكويتيين البدون هذا شأنكم لكن ليس لكم الحق أن تقتلوا أحلام أكثر من 600 طفل أمام أعينهم بصمتكم لأن جهاز العفن يرفض إستخراج شهادات ميلاد لهم

فحينما كانت المطالبة بالتجنيس تعذر الجبناء بأنه أمر سيادي و حين المطالبة بالحقوق تعذر الحمقى أن الموضوع سياسي

الآن و قد رأيتم لظى دموع أطفالنا تكوي قلوبهم بسبب حرمانهم من الدراسة و لم تجدوا ما تتعذّرون به و إتّخذتم وضعيّة النّعامة لانكم على يقين بأنها قضية مستحقة لا شائبة تعلقت بها ففررتم منها كما أن قسورة يطاردكم

 

فشبابنا مع جمعية المعلمين ( الجهراء )و أطفالنا بـ كتاتيب البدون و برائتهم عرّوا جميع جمعيات النفع العام و المؤسسات المدنية و الحقوقية و التربوية و الحشود السياسية و الشرعية

قد تُجبرنا الظروف ان نصمت حيناً عندما يُطعِن بنا و قد نتغاضى عن محاربتنا بأرزاقنا لكننا لن نجامل على حساب مستقبل أطفالنا و لن نُحابيكم مقابل أحلامهم التي ذهبت أدراج القرار الجائر فأين تلك التجمعات و المؤسسات من أطفالنا ؟

فلا اسمع حساً للحركة (الدستورية) التي صدعت رؤوسنا بنحيبها على الدستور و الحفاظ عليه أفليس حرمان أطفال البدون يُعتبر خرقاً صارخاً لمواد دستوركم الوضعي ؟

ام أن دستوركم يخص من يجلب الأصوات لكم فقط ؟

لن أُقسم لكني أُجزم ان الامام حسن البنا رحمه الله لو قُدّرت له العودة للحياة لتبرّأ من صمتكم المُشين و تحاذلكم المهين

و أين التجمع السلفي من سلفية عمر بن الخطاب عندما قال لو أن بغلة في العراق عثرت لخشيت أن يحاسبني الله عليها !!

السلفية ليست عباءة و ثوب قصير و لحية طويلة السلفية هي السير على خطى الرسول عليه الصلاة و السلام فعلاً لا قولاً و مظهراً فقط

و أين الليبراليين المتبلورين ببرستيج الحداثة و التطور أليس الحرمان من التعليم يجرّ المجتمع إلى تخلّف و ظلام الرجعية أم الرجعية بمنطقكم الحجاب فقط

و اين الذين يتباكون مظلومية الحسين رضي الله عنه ليل نهار من أقدم مظلومية تشهدها الكويت ؟

ألستم تتباكون على الطفل عبدالله الرضيع رضي الله عنه حين قتله غادر ؟

أينكم من أطفالنا و هو يُقتلون بالقرارات الجائرة جهاراً و علي مسمع منكم ففي دمعة كل طفل آهة رضيعكم و أحزانه مالكم تخلّيتم عنه ؟

أما التجمعات و المؤسسات الإنسانية و أخص منهم جمعية حقوق الإنسان أربأ بأحرفي ان تُدنّس بجحودكم للمهمة التي أوكلتم بها و خنتم أمانتها فعجزتم أن تسطروا إنسانيتكم بأحرف قليلة على ورق يحفظ ماء وجوهكم

و لم أعتد يوماً التلفّظ بمثل هذه الألفاظ لكن عنصريتكم تُجبرني أن أقول بملء الفاه لتلك التجمعات و الأحزاب و المؤسسات التي نخرتها العنصرية و تجمّدت فتاواها و أعمتها عن دموع أطفالنا فلا قلوب تسمع شكواها  ( طز ببرستيجكم  و من يفتخر فيكم )

بدونيات :

أشكر جميع من دعم و تفاعل مع مستقبل أطفالنا

الآن - رأي: جميل السبع

تعليقات

اكتب تعليقك