سعوديات 'قهوجيات'

عربي و دولي

تجاوزن نظرة 'العيب' ويشعرن بالفخر مع 'الدلة والفنجان'

2759 مشاهدات 0


تشعر نورة اللهو بالانتشاء، عندما ترى فريق «القهوجيات» السعوديات العاملات معها، يتوزعن على مناسبات متنوعة، متحديات نظرة «العيب» الاجتماعية التي كانت تواجهن. إلا أنهن لم يبالين بها، فوظيفتهن أصبحت وسيلة لتأمين دخل «ثابت ومرتفع» لهن على حد تعبيرهن.

وتدير نورة مسفر مشروعاً متخصصاً في تصميم فرق «قهوجيات سعوديات». وتقول: «إن المهنة حديثة العهد. وكانت الفتيات يرفضن العمل فيها ويعتبرنها غير لائقة، ودون المستوى الاجتماعي، ولا تتناسب مع طبيعة المجتمع السعودي. إلا أنه في العامين الأخيرين لوحظ إقبال الفتيات السعوديات على العمل «قهوجيات» في المناسبات النسائية، وبخاصة الأعراس وأعياد الميلاد والمناسبات الرسمية، مثل المؤتمرات والملتقيات وغيرها».

وتؤكد نورة أن الفكرة «تجاوزت عباءة الخجل، وأصبحت هناك حماسة لها، واندماج في العمل من دون الإحساس بالذل أو الإهانة. فهي مهنة كأية مهنة أخرى. ونعمل ونبدع بها بصورة لائقة، ونأخذ مقابلها مالاً»، لافتة إلى أن الدعم الذي حصل عليه الفريق التابع لمؤسستها يتمثل في «التدريب والتأهيل والالتحاق في برامج «الإتيكيت» وأساليب الضيافة، وكيفية التعامل مع الضيوف، خصوصاً في المناسبات التي تحضرها كبار الشخصيات من النساء. كما تمت إزالة حواجز التعثر ونظرة العيب».

ولفتت إلى الدعم الذي تحظى بها «القهوجيات»، سواءً من العاملات في مؤسستها أم في المؤسسات الأخرى، سواءً في الرواتب أم العمل مقابل نسبة أيضاً، وبخاصة في المواسم، إذ يتم زيادة الرواتب ومنحهن مكافآت، وتراوح رواتبهن بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف ريال، مع إمكان الحصول على مكافأة إضافية في المواسم، وتحديداً إذا عملن في الأعراس».

وتجد إحدى القهوجيات مكانها في وظيفتها، قائلة: «كنت أشعر بالخجل، عند ارتداء الزي المخصص للعمل. فنحن نعمل في مناسبات متنوعة، وربما يعرفني أحد من أقاربي أو صديقات العائلة. إلا إنني بعد تجربة دامت شهرين، والعمل داخل المؤسسة نفسها رافضة العمل الميداني».

وتضيف الفتاة: «ألحقتنا صاحبة المشروع في دورات تدريبية، كانت عبارة عن تحفيز وإزالة حاجز الرهبة والخجل، وعملنا أنا وفريق من الفتيات السعوديات، وما زلنا على رأس العمل»، لافتة إلى أن عملهن يقوم على «تنفيذ أساليب الضيافة، والتوزيع بطريقة مناسبة، وغلي القهوة والشاي والنعناع، وأحياناً تغليف الحلويات ووضعها في أطباق بحسب الطلب»، مضيفة: «لم أعد أشعر بالإهانة أو العيب»، مستشهدة «التقيت في أحد الأعراس صديقة أمي، وبادرت بالسلام عليها، على رغم نظرات الدهشة التي أصابتها، إلا أنها حاولت تشجيعي على العمل بعبارات وجهتها لي. ولاحقاً علمت أنها تتحدث أمام صديقات والدتي، مبدية تعجبها من طبيعة عملي، على رغم أن عائلتي ميسورة الحال».

وتوافقها الرأي، زميلتها سلمى التي تجد في مهنة «القهوجيات» نفسها على حد تعبيرها، وتقول: «أجد نفسي وأنا أمسك الدلة والفنجان، وأمشي بين الضيوف لخدمتهن». وتشعر بالسعادة الغامرة «لأنني بعد فترة، سأصبح «مشرفة فريق عمل»، بعد أن أثبت نفسي، وتمكنت من العمل جيداً»، مضيفة: «إن العمل ليس عيباً».

وحصلت سلمى على وظيفتها هذه بعد أن عاشت في صفوف العاطلات عن العمل لأكثر من سبعة أعوام، «كنت أجلس ساعات طويلة في المنزل من دون عمل أي شيء فيه فائدة، وحاولت الحصول على فرص عمل، ولم أوفق. وعندما التحقت في مهنة «القهوجيات»، شعرت بالراحة النفسية، فمن خلالها تعرفت على أناس كثيرين، وأصبحت لي صداقات».

الآن - صحيفة الحياة

تعليقات

اكتب تعليقك