ارتفاع تكاليف المعيشة سبب زيادة مصروفات الكويتيين وليس الترف!.. برأي أحمد العازمي

زاوية الكتاب

كتب 524 مشاهدات 0


الجريدة

المواطن بين الدخل والإنفاق

أحمد الفقم العازمي

 

بداية أشكر القائمين على الإدارة المركزية للإحصاء على المجهود الكبير الذي بذلوه في سبيل إعداد مسح الدخل والإنفاق الأسري في الكويت لعام 2013 والذي أعلنت نتائجه قبل يومين، ونشر في الجرائد المحلية.
 إن هذا الإحصاء مهم جداً ليكون قاعدة بيانات أساسية تعكس الحالة العامة لمعيشة المواطنين والمقيمين في الكويت، ووسيلة إيضاحية لأوجه الدخل والإنفاق للأسر الكويتية، فالدول المتقدمة تولي اهتماماً بالغاً في الدراسات الإحصائية لما لها من أهمية في عمل الخطط والدراسات المستقبلية؛ لذلك فإن هذه النتائج الإحصائية التي قامت بها الإدارة المركزية للإحصاء يجب أن تستفيد منها الحكومة لمعرفة مكامن الصرف والإنفاق الأسري، وأين تذهب أكثر مصروفات المواطنين، ولماذا يرتكز أكثر الإنفاق على سلع معينة دون غيرها؟
لقد بات واضحاً من خلال نتائج هذا الإحصاء أنه رغم ارتفاع متوسط الدخل الشهري للأسرة الكويتية، والذي يصل إلى 3351 ديناراً فإن الإنفاق الشهري يأخذ ما نسبته 92% من إجمالي هذا الدخل أي 3071 ديناراً، وقد وضحت النتائج الإحصائية أن أكثر من 68% من متوسط الإنفاق الشهري للأسرة الكويتية يذهب إلى إيجارات السكن والغاز والكهرباء وأنواع الوقود الأخرى، وهذا بحد ذاته مؤشر خطير يبين ارتفاع قيمة الإيجارات في البلاد، بحيث أصبحت تحصد النسبة الكبرى من دخل الأسرة الكويتية، كما أوضحت النتائج الإحصائية أن متوسط الإنفاق الشهري للأسر الكويتية على وسائل الترفيه والثقافة بلغ فقط 3% من إجمالي الإنفاق، وهو ما ينفي المقولة السائدة بأن أغلب مصروفات الكويتيين تذهب إلى الترفيه.
لقد احتوى هذا العمل الإحصائي لمعدلات الدخل والإنفاق الأسري في الكويت على الكثير من النتائج التفصيلية لنسب الصرف والمدفوعات التي تنفقها الأسر الكويتية شهرياً، ولا يتسع المجال لسردها وتحليلها جميعاً، لكنني وضّحت هنا أهم النقاط في هذه الدراسة التي تلفت الانتباه وتدقّ في الوقت نفسه ناقوس الخطر بارتفاع مصروفات المواطنين ليس بسبب الترف والترفيه، بل بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة بحد ذاتها، خصوصاً الإيجارات التي باتت تأكل دخل الأسرة الكويتية.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك