جنوبيو اليمن ليسوا في حاجة إلى استفتاء الانفصال!.. هكذا يعتقد حسن كرم

زاوية الكتاب

كتب 645 مشاهدات 0


الوطن

العطاس يدعو الجنوبيين للاستفتاء.. هل الوقت مناسب؟!

حسن علي كرم

 

دعا القيادي الجنوبي الأستاذ حيدر أبو بكر العطاس وهو أول رئيس وآخر رئيس للوزراء في ظل دولة الوحدة اليمنية والذي يقيم خارج اليمن منذ حرب 1994، دعا إلى تنفيذ استفتاء شعبي من طرف واحد حول الوحدة اليمنية وتقديم نتائجه إلى المجتمع الدولي، مؤكداً أنه يتوجب على المجتمع الدولي احترام إرادة الشعب الجنوبي في حال ما اختار الشعب في الجنوب انهاء الوحدة اليمنية مع الشمال.
حيدر العطاس أحد منظري الدولة الفيدرالية بين الشمال والجنوب، ولما أعلن عبدربه منصور هادي بصفته رئيس الجمهورية اليمنية تحويل اليمن إلى دولة اتحادية وتقسيم الجنوب إلى اقليمين والشمال إلى أربعة. كان العطاس أول المنتقدين وأول الرافضين للدولة الاتحادية وتفتيت الجنوب إلى أقاليم كرتونية..!! الآن في هذه اللحظات الحاسمة يخرج السيد العطاس ببدعة الاستفتاء دليلا على أن الجنوبيين رافضون الوحدة مع الشمال، وكأن انفصال الجنوب عن الشمال واعلان استقلال الدولة الجنوبية واستعادة سيادتها المفقودة بعد نحو ربع قرن من الوحدة الفاشلة يحتاج الى اثبات أن الجنوب كان دولة قائمة وأن الوحدة لم تكن إلا عارضا مرضيا ما لبث الجنوبيون ان تعافوا منه، ما دفعهم للمطالبة بدولتهم المفقودة..!!.
لا أعتقد بأن أي استفتاء لو جرى في الجنوب سيكون فاعلا في وضع أمني غير مستقر هذا أولا. وثانيا من يضمن نزاهة الاستفتاء وعدم التدخلات والتزوير ولعل سابقة الانتخابات الأخيرة خير دليل مؤكد للاستفتاء المزعوم.
الجنوبيون في تقديري لا يحتاجون إلى الاستفتاء حتى يثبتوا للعالم أنهم يريدون الانفصال وأنهم رافضون للوحدة الفاشلة وتاليا لا يحتاجون إلى من يشق قلوبهم حتى يتأكد صدق دعوتهم للانفصال، فيكفي دليل انهم يدفعون كل يوم قربانا على مذبحة الاستقلال. والجنوبيون الذين ما انفكوا يناضلون بشتى السبل السلمية من الاعتصامات المليونية إلى المسيرات إلى المظاهرات والاضرابات، إلى الكتابات الحرة والندوات والمنتديات التي كلها تصب في مجرى الانفصال، ألا يكفي كل ذلك دليلا على أن الجنوبيين يسعون للاستقلال والانفصال عن الشمال..؟!!
في تقديري الجنوبيون قد فوتوا على أنفسهم فرصا ذهبية كثيرة، ولعل أكبر خطأ قد أخطأه السياسيون الجنوبيون الذين يحملون القضية الجنوبية على أكتافهم هو تصورهم أن العالم سيقدم لهم دولتهم على طبق من الذهب متناسين أن ليس للعالم ضمير أخلاقي يساند الضعفاء ويقف مع الحق والعدالة، بقدر ما هنالك مصالح. وكان عليهم اختيار الطريق السليم الذي يوصلهم إلى هدفهم من دون الحاجة إلى طرق أو الوقوف على الأبواب الموصدة، فمثلا كان خطأ اشتراك فصائل جنوبية في مؤتمر الحوار الوطني اليمني الذي خرجوا منه بلا حمص ولا عدس، كذلك لم يكن قبول السيد ياسين مكاوي منصب المستشار لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ممثلا عن الحراك الجنوبي السلمي فكل ذلك تكريس للوحدة الفاشلة لا تحقيق للاستقلال.
في كل الأحوال، الجنوب ليس بحاجة للاستفتاء وايضا لا وقت للاستفتاء، وان جرى الاستفتاء فلن يكون نزيهاً معبرا عن مطلب الاغلبية الجنوبية الداعية للانفصال ولعل توحيد القيادات الجنوبية وتوحيد الفصائل الجنوبية على خط التحرير والاستقلال هو ما ينبغي أن يكون هدف الجميع قيادات وقواعد شعبية.
إن الأمل بتحرير الجنوب قد بات قريباً، ولعل الاعتصامات المليونية في الساحات الجنوبية هو الاستفتاء العملي والشعبي الذي يعبر عن روح النضال السلمي ومطلب الاستقلال، وعلى الجنوبيين ألا يفوتوا الفرصة هذه المرة، كما فوتوا آلاف الفرص الذهبية في المرات السابقة.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك