فضيحة فساد تعكر حملة انتخابات الرئاسة بالبرازيل

عربي و دولي

674 مشاهدات 0


عكرت فضيحة فساد شركة بتروبراس مساء الجمعة آخر مناظرة متلفزة في الحملة الانتخابية الشديدة الحماسة للاقتراع الرئاسي المقرر الاحد في البرازيل بين الرئيسة المنتهية ولايتها ديلما روسيف وخصمها من يمين الوسط آيسيو نيفيس.

وشاهد عشرات الملايين من المشاهدين قناة تي في غلوبو آخر مرحلة من الحملة الانتخابية الاكثر احتداما منذ ثلاثين سنة في البلد الناشىء العملاق باميركا اللاتينية الذي يمر بمرحلة تحولية.

واتهم نيفيس الذي حقق تقدما واضحا خلال الايام الاخيرة على منافسته اليسارية على ما افادت الاستطلاعات، الرئيسة بانها خاضت 'الحملة الاكثر دناءة' في تاريخ البرازيل.

وركز على القنبلة الاعلامية التي اطلقتها مجلة 'فيجا' التي قالت ان ديلما وسلفها لولا كانا على علم بنظام الفساد السياسي في بتروبراس.

وكتبت 'فيجا' على صفحتها الاولى استنادا الى اعترافات مفترضة قالت ان البرتو يوسف، احد المشبوهين الاساسيين في هذا الملف، ادلى بها للشرطة 'كانا يعلمان كل شيء'.

وسأل نيفيس الرئيسة 'هل كنت تعلمين كما قالت مجلة فيجا؟'

واجابت روسيف 'انها محض افتراءات وتشهير' ونددت ب'عملية دعائية انتخابية' ومحاولة 'تضليل' الناخبين.

واضافت 'سارفع دعوى لدى القضاء للدفاع عن نفسي وانا متيقنة ان الشعب البرازيلي سيعرب الاحد عن استيائه برفضه برنامجك الذي يمثل تراجع البرازيل الى الوراء'.

وقد لطخت قضايا الفساد سمعة حزب العمال الذي تنتمي اليه روسيف ويحكم البلاد منذ 12 سنة ما دفع بالعديد من الناخبين اليساريين الى النفور منه وجعل نيفيس من ذلك منذ البداية احد محاور حملته الانتخابية.

وكانت روسيف دائما تدافع عن نفسها بالقول انها غير متسامحة مع الفساد، مؤكدة انه اذا نشرت التحقيقات اليوم ذلك لانها منحت الشرطة الفدرالية استقلالية كاملة، في حين عندما كان الحزب الاجتماعي الديمقراطي البرازيلي يحكم البلاد بين 1995 و2002، 'كانت تلك القضايا تدفن منهجيا'.

وسألت ناخبة دعيت الى المناظرة المشرحين عما ينويان فعله لانهاء هذه القضايا 'التي تجلب العار للبرازيل'.

وقالت روسيف انها ستطلب عقوبات اشد على المفسدين والفاسدين وستمنع الشركات من تمويل الحملات الانتخابية.

وقال نيفيس 'هناك طريقة لانهاء الفساد، وهي تنحية حزب العمال من الحكم'.

وحجبت هذه العبارات الشديدة القساوة رهانات الاقتراع الذي يثير انقسام البرازيليين.

ويشعر الاكثر عوزا من سكان المناطق الاكثر فقرا في شمال شرق البلاد، بالامتنان لليسار وبرامجه الاجتماعية التي استفاد منها اكثر من خمسين مليون منهم.

بينما تريد الطبقات الميسورة وضع حد لحكم حزب العمال وتحمله مسؤولية تباطؤ الاقتصاد ودخول البلاد مرحلة انكماش خلال النصف الاول من السنة.

وتدور المعركة من اجل كسب اصوات الطبقة المتوسطة التي اصبحت تشكل الاغلبية خلال السنوات الاخيرة والتي توقف تحسن ظروفها المعيشية مع التباطؤ الاقتصادي الذي حصل اثناء ولاية روسيف.

وظهر ذلك الاستياء بشكل مفاجئ مع الانتفاضة الاجتماعية التاريخية في حزيران/يونيو 2013 احتجاجا على الفساد وعجز الخدمات العامة.

واصبحت الطبقات المتوسطة مترددة بين الوفاء الى مكاسب سنوات لولا (2003-2010) وشعور متزايد بالاستياء من الحكومة الحالية في حين يعد نيفيس بنهج ليبرالي لانعاش الاقتصاد ومكافحة التضخم.

ومن بين هذه الفئة من الشعب استعادت روسيف اكثر النقاط خلال الايام الاخيرة لا سيما في جنوب شرق البلاد الصناعي.

ويتوقع نشر استطلاعين السبت عشية الاقتراع الذي دعي للمشاركة فيه 142,8 مليون ناخب برازيلي.

الآن : وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك