الكويت الآن بحاجة إلى استنساخ روح السبعينات!.. بنظر وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 2161 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  دعونا نستنسخ روح السبعينات!

د. وائل الحساوي

 

في السبعينات من القرن الماضي برزت في الكويت وبقية العالم الإسلامي صحوة دينية مباركة قام بها مجموعة من الشباب الذين نذروا انفسهم لدعوة الناس الى الخير ولاحياء التعاليم الدينية التي اندرس كثير منها، وكان الإصلاح المجتمعي هو عنوان الصحوة فقد ركزت على اصلاح الاخلاق والعادات الاجتماعية ونشر الخلق القويم بين الناس وآداب التعامل بينهم وصلة الارحام.

واستفادت الكويت ايما استفادة من تلك الصحوة في توجيه الشباب نحو مسارات الخير ومنعهم من الانحراف وراء التيارات والاخواء قبل ان تدخل السياسة لتشغل كثيرا منهم عن تلك المهام السامية.

مادمنا بصدد الحديث عن الانحرافات السلوكية الخطيرة التي وصفها سمو ولي العهد بأنها تسري في مجتمعنا وتسعى لانحراف شبابنا فإن العلاج لتلك الظاهرة - في تصوري - هو خلق فئة مشابهة لتلك الفئة التي برزت في السبعينات يوكل لها اعادة توجيه المجتمع نحو الخير والاخلاق الحميدة.

قد يبدو ذلك صعبا ولكنه ليس كذلك فبامكان الحكومة ممثلة بوزارة التربية ووزارة الشباب ان تنتقي مئة او اكثر من المربين الذين يحملون النفس الإصلاحي والطموح والاخلاق القويمة واخضاعهم الى دورات مكثفة لفترة من الوقت يكون هدفها كيفية توجيه الشباب الكويتي التوجيه السليم وغرس العادات والممارسات الحميدة في نفوسهم بحيث يكونون نواة الاصلاح في المجتمع.

لا بد من زرع روح التفاؤل والامل في نفوس الشباب وابطال روح اليأس والاحباط الذي زرعناه فيهم لسنوات طويلة، ولا بد من تعويدهم على استغلال الوقت في العمل الجاد المثمر ومسح روح الكسل واللامبالاة التي شاهدونا نطبقها في حياتنا.

لا بد من بذر روح المحبة والتعاون بينهم وتنمية الأخلاق الحميدة فيهم مثل الايثار والتعاون وتنظيم الوقت ومحبة الآخرين.

يوجد في مجتمعنا مئات المجاميع والجمعيات والفرق التطوعية المتخصصة في مهام محددة لخدمة المجتمع مثل جمعيات معالجة الادمان وجمعيات السلامة المرورية وفريق الغوص ومجموعة الحفاظ على البيئة وغيرها الكثير، فلماذا لا يتم تنسيق تلك الجهود المباركة ودعمها من الدولة بحيث تستقطب آلاف الشباب الذين يعيشون فراغا قاتلا في حياته ويعوض عن ذلك الفراغ بذلك الانحراف الذي يبدأ صغيرا ثم يكبر الى ان يتحول الى اجرام يهدد كيان المجتمع.

ان الشاب الذي يتحول عنده الغضب الى اداة قتل لأن اخر قد قام (بخزه) هو شاب فازغ العقل والقلب ويحتاج الى علاج نفسي!

في المجتمع آلاف التربويين الذين يحرصون على إصلاح وتوجيه من يدرسونهم ولكنهم بحاجة الى ان تتكاتف جهودهم وكفاءاتهم تحت مظلة واسعة تسعى لانتشال المجتمع من الادران التي ترسبت عليه وسعت لتغيير هويته وتدمير ابنائه.

لا بد للمعارضة الكويتية من تغيير مسارها وبرامجها لتصبح اداة إصلاح في المجتمع بدلا من ذلك الاستخفاف بعقول الشباب وتهييجهم ضد ولاة الامر وتعويدهم الشتم والبذاءة والخروج في مسيرات تخريبية تزرع روح الكراهية بين الناس!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك