ورطة المسلمين في الهند!.. بقلم خليل حيدر

زاوية الكتاب

كتب 715 مشاهدات 0


الوطن

طرف الخيط  /  الإرهابي الهندي.. 'توندا'

خليل علي حيدر

 

اعلن «أيمن الظواهري» شيخ تنظيم القاعدة وأميرها في بداية سبتمبر 2014، انشاء فرع جديد للتنظيم، ينشط في القارة الهندية، حيث سيعمل على «رفع راية الجهاد» في شبه الجزيرة تلك من «اراضي الاسلام»، باعتبارها ارضا «محتلة» من قبل غير المسلمين. وجاء في الصحافة ان من اسباب الاهتمام المتزايد بشبه القارة الهندية ربما محاولة القاعدة الاستفادة بتوظيف الاضطرابات والتوتر الحاصل في المنطقة لحشد التأييد هناك.
وقالت صحيفة «الاتحاد» الاماراتية، 2014/9/8 ان مساعي القاعدة ليست مضمونة النجاح، فعلى «رغم اسباب التوتر العديدة في شبه القارة الهندية، فإنه من الصعب التعويل عليها من قبل تنظيم القاعدة. فمع الشد والجذب الذي تعيشه منطقة متعددة الاعراق والاديان، الا ان شبه القارة الهندية تملك تاريخا حافلا من التسامح والتعايش، كما ان ارهاب القاعدة وفهمها المتطرف للدين يُعدّ غريباً عن التدين الشعبي في الهند، هذا بالاضافة الى التعاون الوثيق بين بلدان شبه القارة الهندية في مجال محاربة الارهاب».
وهذا ما يؤكده كذلك «مجيب الرحمن»، رئيس مركز الدراسات العربية والافريقية في جامعة جواهر لال نهرو، بنيودلهي العاصمة: «نعتقد ان القاعدة لن يحقق نجاحاً في الهند مثلما نجح في باكستان، فشتان ما بين البلدين».
واضاف في مقال له نشرته صحيفة «الحياة» اللندنية: «لقد باتت باكستان نموذجاً لدولة فاشلة، حيث الديموقراطية مجرد وهم أو حلم، وحيث تتصارع القوى المتضاربة لتهوي بها الى قعر من التطرف والتعصب والتشدد والتناحر المذهبي والمسلكي والقبلي، ويتم استخدام الاسلام مجرد عصا يضرب بها القوي الضعيف، وليست باكستان وحيدة في هذا، فمعظم الدول المسلمة أو الـ«الاسلامية» تكاد تسير على النهج ذاته. اما الهند، فعلى رغم كل التحديات والصعوبات، هي اكبر دولة ديموقراطية ذات دستور تقدمي يضمن الحرية والحقوق المساوية لجميع المواطنين، وهي موطن لما يزيد على 200 مليون مسلم مع تنوع مسالكهم ومذاهبهم وألسنتهم وثقافاتهم وعدد لا يحصى به من مدارسهم وكتاتيبهم ومراكزهم للتعليم الديني التي تعلم التسامح والتعايش السلمي وحب الوطن. فضلا عن جوامع وآثار ومكتبات مليئة بالكتب العربية والاسلامية». (2014/9/7).
كم هو مؤسف ومثير للحزن ان تشتهر الهند بالديموقراطية والتسامح والصناعة والجامعات، ونبرز نحن في مجال العنف والقتل والتشريد والتخريب. وان تتحدث الصحافة ان «عشر كليات هندية ضمن افضل مائة في آسيا»، وان «معاهد المدن الصغيرة تنافس نظيراتها في العاصمة»، وان تلاحظ «زيادة اقبال طلاب من الشرق الاوسط على الجامعات الهندية»، بينما تحتشد بلداننا بحاملي الشهادات المزيفة، وتفرق جامعاتنا في التزاحم الطلابي والتكدس وفشل الاداء.. والامراض الاكاديمية!
تأخذ الهند تهديدات القاعدة على محمد الجد، وترى فيها خطراً كبيراً. ويقول مجيب الرحمن نفسه: «يجب ان ندرك ان المسلمين الهنود شعب مسالم يريدون ان يعيشوا بسلام وكرامة، يأكلون ويشربون ويؤدون شعائرهم، وقد تحقق لهم ذلك في ظل الديموقراطية، وان القاعدة رغم محاولاتها الحثيثة عبر عقد من الزمن في بث نفوذها في الهند لم تنجح قط في تجنيد مسلم واحد، حتى حين كانت قوية جدا».
ليس كل مسلمي الهند في مأمن من التورط في الجماعات الارهابية والتنظيمات الجهادية الاسلامية للاسف. ففي اغسطس 2013 اعلنت الشرطة الهندية انها ألقت القبض على واحد من اكثر المطلوبين لديها من الارهابيين الاسلاميين، ظلت تلاحقه لمدة عشرين سنة بتهمة تورطه في حوالي اربعين تفجيرا، وهو «سيد عبدالكريم توندا»، الملقب بـ«حكيم آغا»، زعيم جماعة «لَشْكَر طيبة» الارهابية، المتمركزة في باكستان. والارهابي «توندا» في السبعين من عمره، مكتنز الجسم، يلبس الملابس العربية ويحنّي لحيته، وهو من مواليد «دلهي» عام 1943، في عائلة هندية متوسطة الحال.
ويقول د.عبدالله المدني، الخبير البحريني في الشؤون الآسيوية في مقال له بالاتحاد الاماراتية، 2013/9/1، ان توندا امتهن التجارة في بداية حياته، وتزوج من ثلاث سيدات كانت احداهن في سنة الثامنة عشرة عندما كان قد تجاوز الخامسة والستين. ويضيف ان «توندا» لم يكن مكترثاً بالسياسة، لكنه مع مرور الوقت تأثر بأفكار «جماعة اهل الحديث» الاصولية، وصار مقرباً من شخصيات متطرفة دينيا من امثال «محمد عزّام عوري» الذي قدم من «حيدر آباد» وتولى نشر الافكار الجهادية العنيفة قبل ان يلقى حتفه في صدام مع قوات الشرطة الهندية، و«جليس أنصاري» الابن المتطرف لأحد عمال صناعة النسيج الهندية. وبعد نشاط في عدة مناطق انتقل توندا عام 1999 الى «لاهور» بباكستان متخفيا في صورة تاجر عطورات واعشاب. وجاء في صحيفة الشرق الاوسط، 2014/8/28، ان «توندا»: «خبير متفجرات وارهابي معروف، ساعد في تنظيم مجموعة من الاعتداءات والهجمات التي استهدفت فنادق ومكاتب ومصارف ومختلف الابنية في مومباي، واسفرت عن اكثر من 250 قتيلا خلال يوم واحد في 1993. وقد اعتبرت تلك الهجمات عمليات انتقامية بعد حوادث القمع الديني التي اعقبت تدمير مسجد قديم.
وتوندا الذي يعتبر واحدا من اكثر 20 ارهابيا تعرضا للملاحقة في الهند، متهم ايضا بتنظيم مجموعة من الاعتداءات وخصوصا في نيودلهي في 1997 – 1998، كما اوضح قائد الشرطة. وكان يحمل جواز سفر باكستانيا لدى اعتقاله.
وقد اختفى توندا في 1994 ولجأ الى بنغلاديش حيث درب ناشطين شبانا على صنع قنابل، ثم اقام فترة قصيرة في باكستان قبل ان يعود الى الهند، كما اوضحت الشرطة ايضا. ولا يزال الرجل المتهم بالوقوف وراء اعتداءات بومباي في 1993 داود ابراهيم متواريا عن الانظار».
مسلمو الهند في ورطة، بعكس تفاؤل «مجيب الرحمن»!
فهم بين حجري الرحى، تطرف الهندوس.. وارهاب الاسلاميين!

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك