عن عظمة الرفق بالإنسان يكتب - عبدالعزيز الدويسان

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الدويسان 1325 مشاهدات 0


قال أنس بن مالك: كان الرسول صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلقًا ، وأرحبهم صدرًا ، وأوفرهم حنانًا ؛ فقد أرسلني يومًا لحاجة فخرجت ، وقصدت صبيانًا كانوا يلعبون في السوق لألعب معهم ، ولم أذهب إلى ما أمرني به ، فلما صرت إليهم شعرت بإنسانٍ يقف خلفي، ويأخذ بثوبي، فالتفت فإذا رسول الله يتبسّم ويقول: ' يا أنيس ، أذهبت إلى حيث أمرتك؟ ' فارتبكت وقلت: نعم، إني ذاهب الآن يا رسول الله . والله لقد خدمته عشر سنين ، فما قال لشيء صنعته لمَ صنعته، ولا لشيءٍ تركته لمَ تركته .
والحديث النبوي الشريف (إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار) ، الرفق بالقول والعمل .. الرفق الأخذ بالأسهل والدفع بالأخف .. الرفق بجمال العبارة وبأحسن إشارة وبالأسلوب واختيار الكلمات .. الرفق بالصوت اللين وعدم رفع الصوت .. الرفق يملك القلوب ويجذبها .. الرفق بطلاقة الوجه وبالمعاملة الحسنة وبالابتسامة وبالحب والمودة .
الرفق مع الوالدين والقول الحسن اللين .. الرفق بالزوجات ' استوصوا بالنساء خيرا ' الرفق مع الخدم ، فإن أردت أن تعرف معدن الإنسان فيمكن معرفته من خلال التعامل مع من لا علاقة له بمصلحة أو منصب ، كم من خادم ترك بلده وترك الوطن والأهل بحثا عن لقمة العيش وهناك من يأتي ويعامله بكل قسوة وبدون رحمة أو الحرمان من الراتب الزهيد التي يتقاضاه الذي يسد فيه حاجته دون طلب السؤال من الناس ، من يحفظ ويتجاهل التطبيق ( أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ) .
ومن القصص الجميلة اذكرها في التعامل مع الخدم ودلالة على الرقي والاحترام ، الله سبحانه وتعالى أنعم علينا بنعمة الخدم من مثنى وثلاث ورباع وهم جزء من الأسرة ، ولكسر الروتين ومحاولة إدخال أجواء الفرح عليهم ، قامت أحد رباة البيوت بحجز تذاكر السينما وذهبت معهم وبعد ذلك ذهبت وخيرتهم بالمطعم الذي يريدون التناول فيه وجبة العشاء ومن ثم الرجوع للمنزل ، وقصة أخرى تكريم للخدم لمن عمل لسنوات وسافر لكبر السن وعدم القدرة على العطاء وجلس لسنوات أو عقود لدى الأسرة هناك أسر تقدم وتصرف لهم مبالغ مالية بين فترة وأخرى لمساعدتهم وعدم نسيان جهودهم ، قصص إبداعية في كيفية المعاملة الحسنة والرفق ، وقبل الختام والسلام ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه ) .

الآن - رأي / عبدالعزيز الدويسان

تعليقات

اكتب تعليقك