كارثة إدمان المخدرات!.. بقلم حمد السريع

زاوية الكتاب

كتب 583 مشاهدات 0


الأنباء

سوالف أمنية  /  أحاديث مدمن

حمد السريع

 

عام 1987 توافرت لدي معلومات عن قيام ضابط مسرح بسبب تعاطيه للمخدرات يدعى خالد بحيازته للمخدرات يرغب في بيعها، فأرسلت له مصدرا سريا ولكنه رفض بيعه، فاضطررت لمراقبة منزله لمدة يومين لم يغادره خلال تلك الفترة، وفي اليوم الثالث وعند فترة الظهيرة غادر المنزل بالسيارة، وعندما ابتعد اطبقت عليه دوريات المباحث وتم ايقافه وعثر بحوزته على حقيبة جلديه بها ما يقارب 100 غرام من الهيرويين وهي تعتبر كمية كبيرة في ذلك الوقت.

اكملت القضية وضبطت بقية المتهمين واحلتهم للنيابة العامة التي امرت بحبسهم واحدا وعشرين يوما على ذمة القضية وبعد عرضها على القضاء اصدر حكمه بحبسهم ثلاث سنوات لكل متهم.

عام 1994 فوجئت بذلك الشخص يدخل علي مكتبي وهو بكامل صحته وجلس معي وشرح لي معاناته مع الادمان على الهيرويين الذي يعد اقوى مخدر وكيف استطاع التخلص منه وانه حاليا يعمل بإحدى اللجان التي تساعد الناس على التخلص من الادمان على المخدرات.

شعرت بسعادة غامره وانا اشهد احد المدمنين وقد تاب، حاله حال الكثيرين ممن ابتلوا بتلك الآفة، وتمنيت عليه ان يطلب اي مساعدة يريدها من ادارة مكافحة المخدرات وستكون الادارة عونا له ولغيره من المدمنين وغادر مودعا.

بعد مرور ثلاثة ايام واذا بدخول شرطي مباحث مصطحبا معه خالد مكبل اليدين وهو بحالة مزرية فأصبت بالدهشة والاستغراب فرأيت سؤاله لعله يكون مظلوما واذا به يصارحني انه واثناء توقفه امام احدى الاشارات بمنطقة الجابرية واذا يقف بقربه مساعد وهو صديق سابق له ولايزال مدمنا على المخدرات، فسلم عليه وسأله فيما اذا كان يرغب في التعاطي معه، وعندما صده اخرج مساعد لفافة الهيرويين واشار اليه بها وكأنه يستنشقها فانهار وسارع لملاحقته، وبعد ان توقف اشترى منه اللفافة بمبلغ 100 دينار، ولأنه منقطع منذ فترة طويله فإن الجرعة اسقطته مغشيا عليه، وكادت ان تزهق روحه لولا اسعافه من بعض المارة، وكان يحدثني وينظر الي بنظرات ملؤها الخجل والحرج.

احيل للنيابة العامة واخلت سبيله بضمان مالي لحين محاكمته، ولم تمض ستة اشهر حتى عثر على خالد متوفى ومرميا بالقرب من صندوق قمامة نتيجة تعاطيه جرعه زائدة.

الادمان على المخدرات كارثة تؤدي الى تدمير الانسان والقضاء على حياته، ولكن دائما ما يبقى الامل في التخلص منها، وكما اشرت فإن العديد من المدمنين استطاع التخلص منها وكل ما يحتاجه هو ارادة قويه وقبل ذلك الايمان بقدرة الله عز وجل على مساعدته عندما تكون لديه النية الصادقة في التخلص منها.

ما دفعني لكتابة هذه المقالة هو ما نسمعه ونراه في كل يوم عن الوفيات بين الشباب بسبب تعاطيهم المخدرات ودائما ما اكرر واشدد ان الاسرة هي خط الدفاع الاول في ابعاد ابنائهم عن ذلك الشر وابعادهم عن الوقوع فريسة للمخدرات.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك