لا يوجد مانع من تآخي الدول العربية وإيران وتركيا!.. بنظر سامي النصف

زاوية الكتاب

كتب 805 مشاهدات 0


الأنباء

محطات  /  المصالحة التاريخية بين العرب والفرس والترك!

سامي النصف

 

ظلت أوروبا ودولها وأعراقها الرئيسية مثل الألمان والفرنسيين والإنجليز والإيطاليين.. إلخ في حروب واقتتال دائم دام قرونا عديدة، وأدى بالتبعية الى الدمار والفقر والبطالة والإرهاب والتهجير والاغتيال، حتى تصالحت تلك الأمم بعد الحرب الكونية الثانية ونسيت حروبها وماضيها الدموي، وضمها جميعا حلف عسكري هو الناتو، ومشروع اقتصادي هو مشروع مارشال، فركنت للسلم وتبادل المصالح، وتوقفت الحروب لأول مرة في تاريخها، وأضحت حتى مع تخليها عن المستعمرات التي تثير المنازعات بينهم، أغنى دول الأرض وأكثرها تقدما.

****

حاول الغرب في الخمسينيات خلق مشروع مماثل في منطقة الشرق الأوسط يضم دولها وأعراقها الرئيسية، أي العرب والفرس والأتراك، ضمن حلف عسكري يمنع وقوع حروب بين بعضها وبعض، او أي تعد لدولة خارجها على إحداها (الاتحاد السوفييتي، اسرائيل)، واختيرت عاصمة عربية هي بغداد لتكون مقرا للحلف الذي سمي باسمها، كما خلق معه مشروع اقتصادي شبيه بمشروع مارشال الذي كان وزيرا للخارجية في أميركا، وسمي هذه المرة بمشروع الرئيس الأميركي ايزنهاور المحب للعرب، وكان ضمنه تعهدا بحل القضية الفلسطينية بشكل واقعي لا غوغائي عبر عودة بعض اللاجئين وتعويض بعضهم الآخر.

****

كانت إسرائيل ومنذ عام 1954 قد أبدت، وعبر ما كتبه الجنرال موشيه دايان، رغبتها في احتلال سيناء كي يفتح مضايق تيران لتجارة إسرائيل مع آسيا وأفريقيا. لذا، وقفت ضد حلف بغداد بشدة كونه يحد من أحلامها التوسعية، كما شعر الاتحاد السوفييتي بخطورة الحلف على أطماعه في إيران وباكستان وتركيا ودول المنطقة، وعلم قادته بأن مشروع ايزنهاور الاقتصادي سيقضي على الفقر، أي البيئة الطبيعية الحاضنة للشيوعية.

****

آنذاك كان على رأس القيادة المصرية، وهي أهم دولة عربية، رجلان هما ناصر وعامر ممن لم يكن لهما معرفة على الإطلاق بالمعترك الدولي والسياسة العالمية، لذا سهل على شخصيات مثل هيكل وزكريا محيي الدين ان يؤثرا عليهما ويجعلاهما يحاربان بجهل وانفعال شديد حلف بغداد ومشروع ايزنهاور والداعين إليه، وهم أذكى وأحكم وأكثر الساسة العرب خبرة وحنكة أمثال نوري السعيد وكميل شمعون. وحركت إذاعة صوت العرب العواطف وغيبت العقول، فسقط حلف بغداد ومشروعه الاقتصادي الكفيلان بنهضة الأمة العربية والرقي بشأنها وتعزيز علاقاتها بجيرانها ومنع حروبها وأولها حرب 1956، والتي حققت لإسرائيل حلمها وفتحت مضايق تيران لتجارتها مع آسيا وأوروبا، ولايزال مستشار ناصر «هيكل» يخطب ويكذب في تحليله للأحداث التاريخية.. وتصدقه الشعوب!

****

آخر محطة: (1) ان مبادرة المصالحة في المنطقة يجب ان تمتد سريعا للخلاف التاريخي المصطنع مع ايران وتركيا، فما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، وهو اقل بكثير من خلاف الألمان والفرنسيين والانجليز وغيرهم من أمم أوروبا المتصالحة والمتحدة.

(2) النظام الثوري الناصري بنصائح هيكل ومحيي الدين وعبر إيمانه بمبدأ تصدير الثورة، هو الذي بدأ في الخمسينيات والستينيات باختلاق المشاكل وإعطاء نفسه حق التدخل في شؤون دول الجوار كإثيوبيا وإيران وتركيا، وهو ما جعلهم يبتعدون عن دولنا العربية ويحسنوا علاقاتهم بإسرائيل، كما تسبب تدخله في شؤون الدول العربية الى إساءة العلاقات العربية ـ العربية وإضعاف الجميع.

(3) العرب هم من قاموا بإيصال رسالة الإسلام لأهل فارس والأتراك، وهؤلاء من نصروا الرسالة وساهموا بفاعلية في إيصالها الى أقصى الأرض وإنشاء الخلافة الإسلامية الكبرى، وحديثا كان أغلب جنود أتاتورك في انتصاره المبهر على قوات الحلفاء هم من العرب، كما قامت إيران بدعم قوي وحقيقي للعرب في حربهم عام 1973، لذا لا يوجد على الإطلاق ما يمنع تواد وتأخي الدول العربية وإيران وتركيا بدلا من الخلاف الذي يضعفهم جميعا، وليتذكر العرب والفرس والأتراك المثل الشهير القائل: «إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض».. العربي!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك