الثورة على الحكام لا الأنظمة هو الذي خلق الكوارث والمصائب!.. برأي صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 564 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  كوارث الربيع

صالح الشايجي

 

الخطأ السياسي خطأ كارثي يجلب المصائب ويخلّف الويلات ويراكم الكوارث.

كنت ومازلت مؤيدا لما سمي بـ «ثورات الربيع العربي» في بلدان تفاوت فيها الفساد السياسي والاستبداد، فلم تكن مصر على الشاكلة نفسها مع سورية، ولم تكن تونس والتي انطلقت منها شرارة تلك الثورات على السويّة نفسها مع ليبيا، واليمن أيضا لها اختلافاتها عن تلك الجمهوريات.

لا بد من التأكيد بداية، على أن تلك الثورات لم تقم ضد الحكام القائمين على الحكم حين انطلقت، بقدر ما هي قامت ضد الأنظمة السياسية التي ورثها أولئك الحكام، فمصر لم تثر على «مبارك» بل ثارت على نظام «عبدالناصر» وسورية ثارت ضد الأسد الأب لا الأسد الابن، وكذلك في تونس كانت الثورة ضد بورقيبة ولم تكن ضد «بن علي» مع استثناء ليبيا واليمن لأن صانع النظام فيهما هو الحاكم نفسه.

أنا بذلك أتجاوز الشخوص إلى المعنى والمبنى، بعض المصريين ثاروا في ميدان التحرير في 25 يناير وهم يرفعون صور «عبدالناصر» ولا يدرون أنهم ثائرون ضده وأنه هو الذي وضع أسس النظام الديكتاتوري الشمولي والذي يجعل مقدرات البلاد كلها في يد الحاكم وهو الذي أسس لديمومة الحاكم الذي لا يخضع لنظام الانتخاب واختيار الشعب ولمدة محددة كما يحدث في النظم الجمهورية الحقيقية، وتبعه في ذلك «بورقيبة» في تونس ليعلن نفسه رئيسا مدى الحياة، وكثير من التونسيين يحبون بورقيبة ويعتبرونه صانع تونس الجديدة وهم محقون في ذلك، ولكن خطأهم يكمن في التعلق بالشخص لا بالمبدأ أو النظام وسيرورة فكر سياسي أو نظام سياسي مثالي يخضع معه الرئيس للرقابة والمحاسبة وحق الإقصاء إن زلّ أو أخطأ أو خرج عن النهج المطلوب، فضلا عن تحديد مدد زمنية للرئيس لا يجوز تجاوزها.

هذا لم يحدث في تلك الجمهوريات وشاعت في الجمهوريات العربية - مع استثناء لبنان - ديمومة الرئيس الذي لا يزحزحه عن كرسي الرئاسة سوى ملاك الموت.

من هذا المنطلق أيدت أنا وغيري تلك الثورات، لا كرها بالحكام بقدر ما هو كره بالأنظمة الجمهورية اسما والوراثية فعلا.

قيام تلك الثورات ضد الحكام لا ضد الأنظمة هو الذي خلق الكوارث وأنتج المصائب.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك