العرب اليوم بحاجة إلى نظرية اجتماعية أساسها العدل والمساواة!.. بنظر سعاد المعجل

زاوية الكتاب

كتب 409 مشاهدات 0


القبس

المشروع القومي: فكرة وتجربة!

سعاد فهد المعجل

 

لا يزال الذين عاصروا حقبة الخمسينات والستينات، وهي فترة المد القومي العربي، يستذكرون وبحسرة تلك الحقبة الذهبية من تاريخ العرب، والتي انعكس بريقها الذهبي على كل شيء، بدءاً بالحراك والوعي السياسي اللذين فجرتهما حركات وثورات الاستقلال آنذاك، ومروراً بحقبة الإبداع الفكري والتنويري، ووصولاً إلى مرحلة الفن المسرحي والسينمائي الهادف والمبدع!

بعض الشباب العربي، ولا نستثني منه هنا الخليجي، والذي لم يعش تلك الفترة، لكنه عاصر بعض مخضرميها ومفكريها، أصبح كذلك مفتوناً بتلك الحقبة الذهبية من تاريخ العرب الحديث! ويسعى دائماً إلى استرجاعها واعتبارها المشروع الوحيد القادر على تصحيح واقع عربي وصل إلى الحضيض!

السؤال المطروح هنا: هل كان المشروع القومي هو الذي أطلق العنان لتلك الحقبة الذهبية في تاريخ العرب، أم انه كان رديفاً لعوامل أخرى كثيرة ساعدت في ولادة تلك الحقبة؟! بمعنى آخر هل كان المشروع القومي سبباً في حقبة عربية جميلة، أم كان نتيجة لمعطيات أخرى كثيرة؟

ويبدو ان المشروع القومي أخفق في الاستمرار، وربما عادت معه الدولة القطرية مع كل تداعياتها!

لكن أسباب التدهور الذي تعيشه الأمة العربية اليوم ليس بسبب سقوط المشروع القومي، وانما تعود أسبابه في أساسها إلى فشل المجتمعات العربية في التحرر من أشكال الجهل والخرافة، وإمعان تلك المجتمعات في استنساخ مبدأ التقليد بدلاً من اطلاق العنان لملكة الإبداع والتجرد والموضوعية والانطلاق في فضاء الفكر الحر والعلم واقتحام مسالك التنوير النهضوي الهادف إلى استنارة المجتمع وأفراده! كما ان من الأسباب المهمة التي أفرزت مثل هذا الواقع العربي الذي نعيشه اليوم ما يتعلق بفشل المجتمعات العربية في إشعال فتيل ثورة اجتماعية حقيقية تحرر المجتمع بجميع أطيافه من كل مظاهر الاستنفاع، واللاعدالة، واللامساواة بين الجنسين!

لقد قالها لينين مرة بان «لا ممارسة ثورية من دون نظرية ثورية»، فعلى الرغم من كل الجهود التي مارسها وعبّر عنها قادة المد القومي العربي، فإن جهودهم أخفقت في الاستمرار، لأنهم وببساطة لم ينجحوا في ترسيخ نظرية ثابتة في الدولة القومية!

العرب اليوم بحاجة الى نظرية اجتماعية أولاً تحرك المياه الراكدة لكي يستعيدوا إرثهم الذهبي، نظرية اجتماعية يكون أساسها العدل والمساواة، وتفعيل الحرية الفردية بشكل لا يقبل اللبس!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك