يكتب خليل حيدر عن عطاء ورحيل رضا الفيلي!

زاوية الكتاب

كتب 775 مشاهدات 0


الوطن

في رحيل رضا الفيلي

خليل علي حيدر

 

كيف لشخص مثل الاخ رضا الفيلي ان يغيب عن خاطر اي كويتي، وهو الذي رافق انطلاق الاعلام المعاصر في الدولة، وكرس له زهرة شبابه، ووهبة كل عطائه؟
من منا يتذكر امواج الاذاعة الكويتية او يتأمل شاشة تلفازها عبر كل هذه السنوات، نحو نصف قرن، دون ان يسمع صوته الحي او يرى ملامحه الانسانية المعبرة تغطي الشاشة؟ فهو في الواقع رمز آخر من رموز عهد الاستقلال ومرحلة تأسيس الهيكل الاعلامي والثقافي في البلاد، يغيب عنا، راحلا الى العالم البعيد. وكم هو قاس لكل من عرفه وعاصره من الاهل والاصدقاء ورجال الاعلام وسائر المواطنين والمحبين، ان يلتفتوا فلا يجدونه، وان يسترقوا السمع فلا يطرق صوته آذانهم.
لقد ساهمت نشرة الاخبار وملحقاتها عبر نصف قرن ونيف في بناء الفكر السياسي الكويتي وتعميق ثقافة الجمهور وتشكيل الرأي العام، وكان «ابو خالد» الفيلي احد رواد نشرات الاخبار والتعليق السياسي وبرامج المقابلات. وما من مرحلة من مراحل الحياة العامة في الكويت، او ازمة من ازماتها او قضية بارزة اثيرت من قضاياها، تخطر ببالنا اليوم الا ويتردد في ذاكرتنا صوت المذيع رضا الفيلي، مع كبار المذيعين والاعلاميين الآخرين من رجال ونساء، أرسوا جميعا تقاليد العمل في هذا المجال الشديد التأثير في حياة الكويتيين، ومهدوا الطريق لمن بعدهم.
لقد قام الراحل الكبير بتسجيل حلقات تلفزيونية ثرية المضمون لشخصيات كويتية بارزة من مختلف المجلات والميادين، واستطاع ان يضيء جوانب كانت مجهولة من ماضي الكويت وعطاء جيل الرواد من رجال الدولة وبناة الاقتصاد والمجتمع، ولم يتوقف الفيلي عند المرئي والمسموع عبر الاثير، بل عمل بجد في مجال الصحافة الكويتية، فتولى مهمة رئيسية في انشاء وادارة صحيفة «النهار» الكويتية، وبذلك اثرى الاعلام المقروء.. كالمشاهد والمسموع.
اعتدتُ شخصيا ان ارى الاستاذ الفيلي في مناسبات عديدة، وفي ندوات ومحاضرات متنوعة، وكنت أراه كذلك في ديوان الاخ الكبير برجس حمود البرجس في الشويخ، وقد سعدت مرارا بتوصيل الاخ الفيلي الى منزله في الضاحية، وكم هو مؤلم ان يزور الواحد منا هذا الديوان العامر بعد ان غاب عنه الراحلان البرجس والفيلي.
ان الاحاطة بكل جوانب حياة وتجربة الاخ الفيلي بحاجة الى ان ندرك حجم عطاء الرجل وما بذل من جهد قبل ان يحاصره المرض ويتعجل في الرحيل، فللفقيد الكبير الرحمة ولأهله وأصدقائه ولنا جميعا الصبر والسلوان.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك