عن 'حوبات' أوباما!..يكتب وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 855 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  حوبة أوباما!

د. وائل الحساوي

 

كلمة «حوبة» في معاجم اللغة لها معان كثيرة ومنها الإثم والهم والحالة، وباللهجة الكويتية تعني وقوع الضرر على الشخص بسبب ظلمه لشخص آخر مثل قولهم إن ما حدث لفلان هو بسبب حوبة فلان، او اعماله السيئة نحن بالطبع لا نتشاءم ولكن لا نستبعد ان تكون بعض المصائب التي تصيب الدول والافراد هي نتائج مباشرة لأعمالهم الخاطئة.

الرئيس الاميركي اوباما قد وقع عليه الكثير من الحوبات بسبب تخبطه في معالجة القضية السورية وإصراره على تجاهل الشعب السوري في نضاله ضد اكبر نظام مجرم شهده القرن الحادي والعشرون، وكذبه على الشعوب المسلمة في مواجهة ذلك النظام!

أولى تلك الحوبات هي تدني شعبيته في بلاده الى ادنى مستوى يصل اليه رئيس اميركي بعدما كان يمثل معجزة بالنسبة لهم، واتهام الجميع له بالضعف والتردد واللامسؤولية، وثانيها هو فقدان حزبه الديموقراطي لكثير من مقاعده في الكونغرس في الانتخابات الاخيرة وتهديد البعض له بإمكانية سحب صلاحياته، وثالثها: استقالة وزيره للدفاع «تشيك هيغل» ليس بسبب ضعف الوزير ولكن بسبب احتجاجاته الكثيرة على سياسة اوباما في مواجهة داعش في سورية والعراق ورفض اوباما لمواجهة نظام الاسد الذي يستفيد من تلك الحرب الوهمية على الارهاب!

واخيرا فقد شاهدنا كيف اشتعلت الولايات المتحدة في قضية «مايكل براون» الرجل الاسود الذي قتله شرطي ابيض!

لا شك ان اوباما لا يمكن ان يكون المتسبب في قرار المحكمة بتبرئة الشرطي من تعمد القتل، ولكن في بلد يتعمد ظلم الآخرين ويسطو على شعوب العالم بغير حق، فإن شعبه هو اول من لا يثق بحكومته ويفسر القرارات - حتى ولو كانت من محكمة معتبرة - بأنها مؤامرة ضد فئة من الشعب!

لا شك بأن هذه هي حوبة الشعب السوري الذي سيدخل سنته الخامسة بعد اشهر دون ان يجد من يقف معه او يساعده في محنته الكبيرة، واوباما هو مخرج تلك المسرحية السخيفة في تصريحاته المتكررة حول ضرورة دعم الثورة السورية المعتدلة بينما جميع اعمال حكومته هي المزيد من التنكيل بهم ودعم أعدائهم!

حتى اهل السنة في العراق الذي اجتاحت عصابات داعش ديارهم واحتلتها، والذين هبوا جميعا للتصدي لتلك العصابة، اكتشفوا بأن الحكومة العراقية المسنودة من الولايات المتحدة الاميركية قد خذلتهم، فلم تقدم لهم الاسلحة الكافية للتصدي للعدوان، ولم تمنع الميليشيات الطائفية من الفتك بهم! بل كانت عين اوباما على ارضاء ايران بأية وسيلة ممكنة، وعندما فشلت المفاوضات بين ايران ومجموعة 1+5، بادر كيري الى تمديدها ستة اشهر اخرى، بينما قائد ايران الاعلى «خامنئي» يفتخر بأن قوى الاستكبار العالمية لم تستطع ان تخضع بلاده لشروطها!

الرئيس التركي اردوغان كان صريحا وواضحا في انه غير مستعد للقيام بالدور الذي تطلبه منه الولايات المتحدة في الحرب على الارهاب ماداموا لم يلتزموا بالشروط التي شرطها ومنها اقامة منطقة عازلة لحماية المدنيين في سورية بينما اوباما يكرر بأن هذا الموضوع غير مطروح للنقاش!

وفي فلسطين يصر النتن ياهو على قانونه العنصري بيهودية اسرائيل بمباركة اوباما ويصر على بناء آلاف المستوطنات داخل القدس الشرقية والضفة الغربية، بينما اوباما ساكت لا يحرك ساكنا، وهو الذي وعد بوقف الاستيطان عندما حكم الولايات المتحدة.

الامثلة كثيرة ولا يمكن حصرها، ولكننا نتمنى فعلا ان تزيد حوبات اوباما الذي أقنعنا في بداية عهده بأنه سيكون نصيرا للمسلمين!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك