وضعنا الحالي لا يشبه أوضاعاً مرت بها الكويت على تاريخها!.. برأي محمد العبدالجادر

زاوية الكتاب

كتب 913 مشاهدات 0


 

القبس

أوضاع غير مسبوقة

د. محمد العبدالله العبدالجادر

 

غريبة هي التحركات المحمومة من أطراف كانت قبل أكثر من سنة تهدد بالمقاطعة وبالويل والثبور لكل من شارك، واتهم البعض بالعمالة، وتم تسليط بعض من الناشطين في تويتر لتشويه سمعتهم وعدم توضيح مواقفهم. اليوم وبعد أن ثبت يقيناً فداحة خطأ الخطوة وبدأت نتائج ما سمي بالمقاطعة تظهر جلياً، وأكثر ما فيها هو انفضاض الناس عن التجمعات وكشف التناقضات وظهور صراعات مكشوفة بين التجمعات ذاتها وعدم اتساق الممارسات مع سقف المطالب ونجاح السلطة في تهدئة الأجواء ووجود أخطاء قانونية وتعد على بعض السلطات خصوصاً السلطة القضائية، جميعها عوامل ساهمت في إضعاف الحراك.

في المقابل، هناك فراغ سياسي لم تملأه أي قوى ولا حتى المجلس الحالي، وهو ما جعل التعلق بالطعن المقدّم إلى المحكمة الدستورية ومحاولة تصوير صورة إيجابية ومخرج جديد للقوى التي لم تشارك وبدأت تشعر بخسارة قواعدها وضعف تأثيرها على القرار، اليوم في وسط تناقضات الساحة السياسية والفراغ الهائل وضعف الأداء الحكومي ووجود عوامل إقليمية واقتصادية، وأهمها خطر تمدد داعش والمقاومة الإقليمية لها، وكذلك هبوط أسعار النفط وتهاوي البورصات العالمية، وأيضاً تهاوي السوق الكويتي. كل هذه المتغيرات تساهم في تعقيد الصورة الشاملة. فمن المؤسف أن تقع خبرات سياسية كبيرة في أخطاء قاتلة، أهمها عدم قراءة الأوضاع والتعالي على الواقع المعاش، وكذلك رفع شعارات غير قابلة للتطبيق وتجاوز صيغة دستور 1962، التناقض الكبير والغريب أن الأشخاص ذاتهم، الذين ربما طعنوا أحياناً في قضاء المحكمة الدستورية، أنظارهم شاخصة بانتظار حكم المحكمة. والغريب أن المقاطعين هم أكثر المهتمين بهذا القرار، وهو تناقض لمن رفع راية المقاطعة كمبدأ سياسي.

الوضع الحالي لا يشبه أوضاعاً مرت بها البلاد على تاريخها، وهي ضعف الحكومة وضعف طرح الطرف المعارض وشخصنة الأوضاع.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك