السياسي صاحب المبادئ لا يمكن أن يساوم عليها!.. هذا ما تراه فوزية أبل

زاوية الكتاب

كتب 729 مشاهدات 0


القبس

السياسي.. عندما يفقد جمهوره!

فوزية أبل

 

ما الذي يحصل عندما يجد السياسي أن قواعده الشعبية أصبح لديها رأي آخر مخالف لقناعاته، وأن توجهاتها في النظر إلى بعض القضايا الرئيسية لم تعد تنسجم مع توجهاته؟ إنه مأزق يمر به ويؤثر في مجمل وضعه، إلى هذه الدرجة أو تلك.

ما الذي سيفعله في حال اعتبر أن رأيه هو الخطأ، ورأي القواعد صحيح؟ وكيف إذا كان العكس هو الصحيح؟

السياسي، بصورة عامة، يستمد قوته وتأثيره ووجوده من قواعده، لكن قد تطرأ ظروف يصبح هناك نوع من الانقطاع أو التباعد، أو اختلاف شديد في الرؤية، فيكون هو في وادٍ وقواعده في وادٍ آخر (أو على الأقل شريحة واسعة من هذه القواعد).

فالقواعد في حال اشتد خلافها مع السياسي كيف ستتصرف؟ وإلى أين ستتجه؟! وما الذي يراد أن تفعله الكوادر النشطة؟!.. السياسي، من جانبه، من الصعب أن «يكسب» قواعد أخرى جديدة في ضوء التبدلات المتتالية.

فالتجارب دلّت على أن القواعد من السهل أن تتجه إلى مسارات أخرى، مما يصعب على السياسي أن «يوزع نفسه» في عدة مسارات.

بتعبير آخر، سيكون السياسي أمام امتحان كبير تجاه نفسه أولاً، وتجاه جمهوره ثانياً.

بالطبع، فإن بعض السياسيين يعتبرون أنفسهم هم «الصح» وكل ما عداهم هم «الخطأ». لكن البعض الآخر يتميّزون ببعض الواقعية، فيبدأون في التدقيق بما يحصل، وربما يتجهون إلى إعادة النظر في بعض المنطلقات والتوجهات، أو على الأقل في كيفية التصرف وفي أسلوب العمل، والإصغاء إلى آراء قواعدهم من دون مكابرة، كي لا يفقدوا الصلة بالجمهور، ولا يخذلوا من واظب على تقديم الدعم لهم في السراء والضراء.

وإذا غابت الصلة الحية والتفاعل المستمر مع الجمهور، وإذا لم يكن لدى السياسي خطاب واع يوجهه إليهم وعلى مدى سنوات، فهذا سيكون مؤشراً على عدم القدرة على استعادة الشعبية (وبالتالي استعادة الثقة)، عندها سيكون هذا السياسي قد أضاع الفرص، ووضع نفسه في موقف صعب، حتى لو كان لا يزال قادراً على البوح ببعض مواقفه في المنتديات أو عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل.

أما إذا كان الخلاف مع مناصريه يمس المبادئ التي يعتقد بها ذلك السياسي، فصاحب المبادئ لا يمكن أن يساوم على مبادئه، حتى وإن كلفت السياسي اعتزال السياسة، لكن ممكن جدّاً أن يتحاور بكل أريحية حول أفضل السبل والتكتيكات للوصول الى التفاهم المشترك، وبما يحقق المصلحة العليا للجميع.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك