تحريك المياة الراكدة لن يحدث إلا بتطوير أسلوب حياتنا كبشر!.. برأي دينا الطراح

زاوية الكتاب

كتب 577 مشاهدات 0


القبس

كلمة راس  /  المسلمون والمسلمات

دينا الطراح

 

حتى يزداد المسلمون وعياً بدينهم ودنياهم، وتسهيلاً لأسباب الهداية للحق والصواب التي تكون دائماً عوناً للمؤمن ودعماً معنوياً له للقيام بتكاليف الإيمان.. فإني أجد أن:

على المسلم: أن يجيد البحث، واختيار شريكة حياته وفقاً لقناعاته، ومدى التوافق والتكافؤ، والاهتمامات المشتركة، وأسلوب الحياة والتربية، والعمر المتقارب، وأن ينظر إلى تربيتها وشخصيتها، وإلى البيت الذي نشأت به وليس إلى مكان عملها أو طبيعة مهنتها أو فترة دراستها.. فهو قد يشارك المرأة المسؤوليات المادية، ولكنه يعرف دوره في أسرته جيداً في كل مراحل حياته كزوج وأب وجد لأحفاده في ما بعد، ونراه يبذل كل ما يستطيع من جهد للحفاظ على كيانه العائلي وزواجه، يحترم مشاعره إن تكونت لديه ويحولها إلى إرتباط دائم ومقدس، يجيد الثناء على زوجته والكلام معها وعنها، ويعبر عن عواطفه الإيجابية ويظهرها، يعرف كيف يستمتع بحياته العائلية ويبتهج مع أسرته، ويعي أهمية الترفيه عن نفسه وأسرته. في حين أن الرجل عندنا تسيطر عليه ثقافة العمل أكثر من الاهتمام بالجانب الأسري. وعلى الرغم من أن الإسلام قد جعل القوامة له في مسألة الزواج، فإنه قد لا يلتفت إلى نفسه ليعيش مراحل الحياة الطبيعية، فالعمر يتقدم به بلا إحراز أي تقدم على المستوى العاطفي! وقد لا يكون جاداً في الزواج، ربما لأن التسلية وعدم احترام مشاعر الآخرين شيء يفعله ولا يعاقبه أحد عليه بناء على موروث ثقافي سيئ!

على المسلمة: أن تبقى صادقة مع ذاتها ومبادئها حتى وإن تعارضت مع المعتقدات السائدة، يجب أن تجرؤ على أن تتصرف وفق مبادئها وطبيعتها الأصيلة من خلال العمل الذي تقوم به والدور الذي تؤديه بالمجتمع وأسرتها، وتعرف كيف تجد طريقها للحياة وتصون نفسها وتحفظها. وأن تعلمي أن حياتك إنما هي تعبير لما أنت عليه. وكلما عشت حقيقتك، ازددت قوة وثقة بالنفس، فجمال المرأة وصحتها وإبداعها تخدم عملية تفتحها على الحياة. عيشي متحررة من أي خوف، عيشي براحة واسترخاء أكبر، عيشي حياة تشعرك بالرضا على كل المستويات، فالأشياء لا تتغير.. بل نحن نغيرها، تعلمي كيفية الاهتمام بجمالك الشكلي والمعنوي وصقله، وأن تحتفظي به وتظهريه كذلك. استمدي القوة ووضوح الرؤية والتوازن العاطفي والمرح والراحة النفسية من كل ما يحيط بك ومن داخلك أيضاً، واتركي كل شيء قد يجعلك «أقل شأناً» كالنميمة، الحسد، الغيرة، الغرور، والثرثرة.. إلخ. فالخطوة الأولى لإحياء جمالك الحقيقي هي أن تنظري إلى نفسك والآخرين بعينين جديدتين مفعمتين بالحياة والأمل دائماً.

وفي النهاية، يجب أن نعمل معاً على تغيير مجموعة الأفكار والسلوكيات غير الصحيحة، وأن نعي أهمية أن يشار إلينا بالبنان والنجاح في حياتنا كمسلمين.. وليس العكس، فالاعتراف بضرورة تحريك المياة الراكدة لنحصل على ما نريد بمجهوداتنا وإرادتنا لن يحدث سوى بتطوير أسلوب حياتنا كبشر.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك