أمهات يتظاهرن للإحتفاظ بمساكنهن الشعبية في لندن

عربي و دولي

967 مشاهدات 0


تتقدّم مجموعة من الأمهات وهنّ يمسكن بعربات أطفالهن بيد ويرفعن باليد الأخرى اللافتات، التحرّك من أجل المطالبة بمساكن بأسعار معقولة في لندن التي تشهد مضاربات عقارية نشطة.

وتحالفهنّ انطلق عندما تلقّت هؤلاء النساء وهنّ جميعاً دون سن الخامسة والعشرين تبليغاً بطردهنّ من مركز إيواء حيث كنّ يقمن في نيوهام. فهذا الحي الواقع في شرق العاصمة والمعروف أنه من الأفقر في لندن، بدأت صورته تتغير مع بناء الملعب الأولمبي الذي استضاف دورة العام 2012.

وكان من شأن هذا الحدث أن يساهم في تحسين ظروف عيش السكان المحليين إلّا أنه فتح خصوصاً أعين المروجين العقاريين.

وتروي سام ميدلتون (21 عاماً) التي كانت تقيم في مركز الإيواء هذا منذ غادرت شريك حياتها العنيف 'كنت حاملاً ومن المقرّر أن ألد قبل يوم من طردي'.

وقد حصلت على اقتراحات لنقلها إلى مكان أخرى لكنّها كلها بعيدة عن لندن حيث ترعرعت.

وتقول خلال إحدى التظاهرات المنظمة للدفاع عن قضيتهن 'ينقلون الفقراء إلى أكواخ. أنها عملية تطهير إجتماعية'.

وهي تقيم الآن مع طفلها البالغ السنة في شقة إيجارها 249 جنيهاً إسترلينياً في الأسبوع (316 يورو) تغطيه الدولة. إلّا أنّ هذا الحل موقت فعقد الإيجار ينتهي في آذار (مارس) ولا تعرف ما سيحلّ بها بعد هذا التاريخ.

وفي إيلول (سبتمبر)، إحتلت المجموعة التي أطلقت عل نفسها إسم 'فوكوس آي 15 موذيرز' وهو إسم مركز الإيواء حيث تعرفن على بعضهن البعض، موقتاً مساكن فارغة تملكها البلدية.

وكان مشروع تحويل المكان إلى جامعة فشل العام الماضي أمام الإحتجاجات ومنذ ذلك الحين لا يزال الجزء الأكبر من الموقع فارغاً.

وتتّهم مجموعة الأمهات البلدية بمحاولة تحقيق المكاسب المالية من خلال بيع الأبنية إلى مقاولين سيطردون المقيمين الفقراء على ما تخشى الأمهات. وتنظم الكثير من التظاهرات في أرجاء مختلفة في لندن ضد هذه الظاهرة.

ويؤكد مجلس حي نيوهام أنه يبذل قصارى جهده رغم الإقتطاعات في النفقات الإجتماعية المفروضة من قبل حكومة ديفيد كامرون المحافظة.

ويقول رئيس البلدية العمالي روبن ويلز 'نضطر إلى اتخاذ قرارات صعبة. وهؤلاء الأمهات لسن العائلات الوحيدة التي تواجه مشاكل'.

وتفيد أجهزته أن تشجيع الحكومة على شراء المساكن الشعبية أدى إلى نفادها في حين أن 16 ألف عائلة تنتظر الحصول على مسكن مماثل في هذا الحي.

فبين 35 و45 في المئة من هذه المساكن المباعة في إطار هذا البرنامج المعروف بإسم 'رايت تو باي' تعود إلى مالكين فرديين يمنحون عقود إيجار قصيرة المدى ويرفعون الإيجارات باستمرار على ما يؤكد.

وزادت الإيجارات الوسطية في نيوهام 5,6 مرات أسرع من متوسط الأجور العام الماضي على ما أفاد مجلس المنطقة. وفي العاصمة ككل، زادت الإيجارات 2,8 مرة أكثر من متوسط الأجور.

ويبلغ متوسط سعر منزل في لندن راهناً 500 ألف جنيه إسترليني (630 ألف يورو) على ما تفيد الهيئة الوطنية للإحصاءات.

وقال رئيس بلدية لندن بوريس جونسون خلال المعرض العقاري الذي دعي إليه المتظاهرون قبل فترة قصيرة 'الحل بديهي ويقوم على بناء مئات آلالاف من المساكن الجديدة'.

وقد وعد بخمسة وخمسين ألف مسكن 'بسعر معقول' حتى العام 2015.

إلا أن الناشطين يعتبرون أن تعريف الحكومة لعبارة 'بسعر معقول' غير دقيقة.

ويؤكد الأستاذ في 'جامعة بيربيك' في لندن بول وات 'تزداد صعوبة أن يجد سكان لندن العاديين مساكن فيما سماء المدينة تعج بالرافعات لأنه يتم بناء أبراج فخمة'.

وقد طغت هذه المسألة كثيراً على الحملة الإنتخابية في الإنتخابات التشريعية في أيار (مايو) 2015، إذ أن المحافظين والعماليين أكثروا من الوعود حول عدد المساكن التي ينوون بناءها.

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك