دلال الردعان تكتب.. كويتهم..... وكيفهم!!

زاوية الكتاب

كتب 1131 مشاهدات 0

ارشيف

الشاهد أن حكومة الفلس هذه الأيام ما عادت تكتفي بكم الاحباطات اليومية التي تحرص على توجيهها للمواطن الكويتي البسيط من وقت إلى آخر بل وبصورة يومية أحياناَ من تصاريح غير مسئولة تثير الجدل وتبث عدم الأمان في نفوس المواطنين تصدر من مسئولين من المفترض أن يكونوا على قدر من الحكمة في التعامل مع نفسية الجمهور العام في بث الأخبار...بل ها هي الآن تنشر غسيل فشلها في التخطيط على الملأ ولكن هذه المرة من غير وعي... في الحقيقة استوقفني بالأمس تصريح لبلدية الكويت مفاده أن مقابر الكويت تتسع للمتوفين ل 10 سنوات مقبلة .. أتساءل هنا وكلي دهشة من هذا التصريح ما هو المطلوب بالضبط؟ هل تعد هذه بشارة للشعب الكويتي؟ هل نعده إنجاز عظيم وعجيب للحكومة؟ هل هو مخطط مستقبلي لتحصيل تأمين حتى على قبور الموتى؟ أم نعتبره أيضاَ واحد من التصريحات المرعبة واللامسئولة التي اعتدنا عليها؟ هل يعني هذا من يموت بعد هذه العشر السنوات سيحرق مثلاَ؟ أم علينا كعوائل أن نفكر من الآن بشراء مقابر عائلية؟ أما كان من الذوق أن يصرح من قبل المسئولين بالاسكان بخطط إسكانية جديدة لتوفير بيوت للمواطنين الذين أصبح لديهم أحفاد وهم مازالوا يقطنون بيوت الايجار.. أو حتى جبر خواطر المواطنين بتوزيع أراضي زراعية أو مشاريع تجارية أسوةً بالدول الأخرى؟...وعلى سبيل الصراحة... والله ماعدت أدرك هل يضحك المرء هنا أم يبكي؟ من الذهول لمثل هذه الأخبار الطيبة....فعلاوة على قوائم التقصير الحكومي على مدار السنوات السابقة والتراخي في تنفيذ المشاريع وخطط التنمية التي نسمع عنها ولا نراها بل أن كل المؤشرات تشير لعدم وجودها من الأساس وتؤكد أن هذه الخطط ماهي إلا غطاء لسرقة المال العام من أفواه الشعب.. بالإضافة إلى ضعف الأداء الحكومي في التنفيذ والمحاسبة ومحاربة الفساد والتهاون في التصدي للأخطار المحدقة بالوطن على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولعل أكثر الأزمات التي تأثرت بها الكويت هذه الأيام وبحدة ....انخفاض سعر برميل النفط الكويتي الذي توقعه أحد المسئولين وأشار به إلى أن انخفاض اسعار النفط تجبر الكويتيين على التنازل عن نصف رواتبهم أو تقاسمها.. السؤال المنطقي هنا... هل يعقل أن بلد الهبات المليارية لكل من هب ودب ولدول الضد بالذات سوف تكون يوماَ ما عاجزة عن دفع رواتب مواطنيها؟ أين ذهبت الاستثمارات المليارية وصندوق الأجيال والخطط الخمسية؟ هل كانت فعلاً استثمارات؟ أين ذهبت الفوائض المليارية خلال ال7 سنوات الماضية؟ أليس من المفروض أن يخرج علينا مسئولين الدولة الغارقين بالعسل ليوضحوا لنا الوضع ومدى خطورته وخططهم البديلة في مثل هذه الأوقات المتأزمة والمدى الزمني لكل هذه الخطط؟ أو ليس الحق معنا إن طالبنا بأن يخرج علينا أحدهم ليعلمنا ماهي نتائج خطط التنمية السلحفاتية الوهمية وكيف سنتصدى لمثل هذه النوعية من الأزمات؟ وإن كان هذا الانخفاض في أسعار النفط سوف يضر بالميزانية؟ فأين أنتم يا خبراء النفط وموظفيه عن الدراسات والبحث عندما كانت الاضطرابات المتعاقبة في السوق النفطية تنذر بالخطر في الشهور السابقة؟ أما كان من المفترض أن تكون هناك خطط مدروسة لتنويع الدخل القومي وترشيد الانفاق منذ فترة؟ وبالأحرى التقليل من هباتكم المليارية للدول الأخرى؟ ألم يدرس الوضع واحتمالاته منذ تلك الفترة؟ وخاصة تأثيره على البورصة وانهيارها؟ وتأثير هذا الانهيار في سوق البورصة على صغار المستثمرين وليس' الهوامير'؟ من الواضح أن الكويت ليست للكويتيين....وأن المواطن الكويتي لم يكن ولن يكن محور اهتمام للحكومة.. الكويت دولة صفقات ومناقصات للتجار وهم الرابحين في السلم والحرب وفي الخسارة والرخاء....فهي كويتهم ' واهم كيفهم' يجهزون قبور... بيوت.. أما أنتم يا مواطنينا الأعزاء فمالكم إلا التصريحات الاستفزازية....التي ترفع ضغطكم ...وعلى سبيل الحقيقة أنا أرى أن بلدية الكويت هي المرفق الوحيد الذي يرسم خطط التنمية بوضوح وبصدق.. فتصريحها الأخير بالمقابر هو دراسة تقييمية صادقة للوضع واحتمالاته الواقعية والمستقبلية.. وبمعنى آخر كان التصريح صادق وفي محله....فما عليكم إلا أن تختاروا إما الموت المبكر للحصول على قبر قبل نفاذ الكمية....وأنا أتوقع أن هناك علاقة طردية قوية بين التصريحات الاستفزازية لحكومة الفلس وعدد القبور في الكويت.. هذه التصريحات الغير مسئولة التي ينصب بها بعض المسؤولين أرواحهم وصاة على الشعب الكويتي ويتحدثون بإسمه والتي تملأ القلب بالحسرة وتأخذني بذاكرتي سريعاً لمقال قرأته منذ وقت ليس ببعيد عن اعداد مثل هذه النوعية من خطابات المسئولين فهذه الخطابات لابد من أن تخضع للدراسة والتمحيص من قبل خبراء سياسيين واستشاريين نفسيين لتصاغ بعناية فائقة قبل أن تلقى على الملأ فالعبث بإطلاق الكلمات والمصطلحات دون هدف غير مسموح البتة لأن تأثير الكلمات على نفسية الشعوب محسوب جداً ومأخوذ بعين الاعتبار لدى هذه الدول التي تقدر الجنس البشري ..أما الاختيار الآخر فهو أن تختاروا العمل بالمثل الذي يقول' الضرب بالميت حرام' وتستلموا للفشل الحكومي في ديرتكم. وبكلا الاختيارين كونوا على يقين أن المواطن هو آخر الاهتمامات وهذا الواضح من مستوى الخدمات المقدمة له صحياَ وتعليمياَ واجتماعياَ ومادياَ ونفسياَ. .والمبشر بالموضوع أن القادم أسوأ ' ويا مالكم من التصريحات اللي تعرف الضغط' والشكر موصول لبلدية الكويت '
اللي زهبت الدواء قبل الفلعة'
وهذه هدية للحكومة المتراخية وللفاسدين المتراخين في خدمة الشعب والمستنزفين لثروات
‏'اهرب لقد اكتشفوا أمرنا'
هذه العبارة أرسلها الكاتب الامريكي مارك لعشرة شخصيات كبيرة على سبيل المزاح وفي الصباح كانوا كلهم قد غادروا البلد.

ومازلنا بانتظار مدينة الحرير الموعودة وحقيقة صندوق الاجيال والاستثمارات الخارجية وعوائد قروض صندوق التنمية وبيوت الاسكان ومخرجات التعليم ذات الجودة العالية وسقوط القروض ومستشفيات للكويتيين و.... و....

تحياتي لبلدية الكويت.. وجهزوا قبور المواطنين....

 

.

الآن - رأي: دلال الردعان

تعليقات

اكتب تعليقك