2015 سيكون عام المأساة المتفاقمة لملايين البشر!.. برأي فوزية أبل

القبس

2015.. والمأساة المتنقلة للنازحين واللاجئين

فوزية أبل

 

عام 2015 سيشهد عدداً لا يُحصى من التطورات في العالم العربي، ليس فقط في كل من المجال السياسي والأمني والاقتصادي، وإنما أيضاً على الصعيد الإنساني، في ضوء المصير الغامض الذي يتهدد ملايين النازحين واللاجئين السوريين، واحتمال ازدياد عدد النازحين العراقيين داخل بلادهم، أو المضطرين الى الهجرة إلى الخارج، بفعل جرائم تنظيم داعش ومتطرفين آخرين، وأيضاً ممارسات ميليشيات ذات طابع مذهبي (شيعي) في أكثر من منطقة عراقية.

والمعاناة تصيب فئات واسعة من سكان اليمن الذي تتحول بعض مناطقه إلى بؤرة لحرب أهلية متنقلة، وتهجير وتشريد إلى ما لا نهاية.

والمؤسف أنه على الرغم من هذه المآسي والكوارث، تعلن الهيئات الدولية المعنية باللاجئين وبالإغاثة والمساعدة، عجزها (الكلي أو الجزئي) عن تقديم يد العون، لا سيما للاجئين السوريين الذين يفوق عددهم مليونين ونصف المليون كائن بشري، متوزعين على أراضي لبنان وتركيا والأردن وغيرها.

حتى إن الحكومة اللبنانية أطلقت نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي، لأن الوقف المفاجئ لتمويل إغاثة اللاجئين السوريين قد يوقع لبنان في ضائقة (أو كارثة) اقتصادية، والأخطر: أن وجود مليون وربع المليون نازح سوري سيحوّل مناطق نائية (ووعرة) من لبنان إلى بؤرة للتوتر أو الإرهاب، فضلا عن البؤس والأمراض الفتَّاكة بعائلات سورية في موسم الصقيع.

وفي تركيا، يزداد الوضع مأساوية ولأكثر من سبب: النزوح السوري المشار إليه، وأيضا نزوح ألوف الأكراد القادمين من سوريا والعراق، وتفاعلات معارك عين العرب (كوباني) وغيرها.

لا بد من القول إن المساعدات التي قرر مؤتمر المانحين لسوريا، التي استضافتها دولة الكويت، لم يصل منها إلى الشعب السوري إلا الشيء القليل جداً، مما جعل الكويت تحجم عن استضافة مؤتمر آخر.

وهذا التفرج الدولي على ممارسات النظام السوري، الذي يمنع وصول المساعدات إلى بعض الأحياء والمدن والقرى، وتحوّل مناطق بكاملها إلى مقابر جماعية، وتقوم بتهجير من يتبقى على قيد الحياة، وكل ذلك تحت الغطاء المتمثل في حرب نظام الأسد على «داعش»!

إذاً، هناك شعور عارم بأن عام 2015 سيكون عام المأساة المتفاقمة لملايين البشر من ضحايا الحروب والنزوح.. في حال لم تتوافر ضغوط كافية للحد من هذه الكوارث، ولتقديم المعونة الكافية.