علاج عيوب الرئيس أسهل من علاج عيوب الشعب!.. بنظر صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 478 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  نار الرئيس ولا جنة الشعب

صالح الشايجي

 

أثناء قيام الجمهوريات السلطوية العربية أو ما يسمى بـ «الجمهوريات الملكية» التي تمتد فيها رئاسة الرئيس حتى الموت، مثلما كان قائما في العراق وتونس وليبيا واليمن ومصر، أو يورّث فيها الحكم كما حدث في سورية، كنّا ـ أو كان أكثرنا ـ يعتقد أنّ العيب هو في النظام وفي الرئيس، وأن سقوط تلك الأنظمة هو الحل وهو ما سييسر الأمور ويعيد القطار الى قضبانه لتسير تلك الدول بلا عوج بعدما يتم فيها الحكم بناء على نظام دستوري ديموقراطي يختار فيه المواطن النهج القويم لبلاده وسوف ينتشر العدل وتتساوى الرؤوس ويصبح الرئيس خادما للشعب لا يتصدّر نشرات الأخبار ولا «ودّع» و«استقبل» و«راح» و«جاء»!

وقامت ثورات ما يسمى بالربيع العربي وفرحنا بها وأنا كنت أحد الفرحين والمؤيّدين لإخوتنا في تلك البلدان الذين ستنهض بلادهم وسيصيبهم خيرها تحت راية العدل والحق وستهدأ نفوسهم وستتحقق لهم ديموقراطية حقة، وسيكونون هم السادة في بلدانهم!

لم نكن سذّجا حين تصورنا ذلك لأنّه لم يكن من تصوّر غيره، ولكن جرت المياه في غير مجاريها وفي أقنية غير أقنيتها وتبدّدت الآمال الكبار العريضة لنرى ما لم نكن نرى وما لم نتصور أننا سنرى.

ما أسفرت عنه الأحداث التي أعقبت سقوط تلك الرئاسات أنّ العيب لم يكن في القصر الرئاسي فقط، بل إن عيوب الشارع الشعبي، أدهى وأمرّ.

ماذا حلّ بالعراق غير الموت والرعب والقتل اليومي بالتفجير أو الاغتيال أو بأيّ وسيلة من وسائل الموت؟! سقط صنم الديكتاتور ليحل بديلا منه ألف ديكتاتور وديكتاتور، وبعدما كان مركز الديكتاتورية هو القصر، صارت في كل قرية ومدينة مراكز للديكتاتورية، وتعدّد الديكتاتوريّون وخرجت الميليشيات كالعقارب من جوف الأرض تلدغ وتلسع وهي الحاكمة، والسلطة المركزية صارت سبيلا يدخله الفقراء والمحرومون ومن قاسوا من ظلم صدام وويلاته ليتحوّلوا الى «مليارديرية» وليتضّح أن المعارضة السابقة والرايات الوطنية المرفوعة تهفو الى المال لا الى إصلاح البلاد والرفق بالعباد.

وقيسوا على هذه الصورة العراقية ما حدث في بقية البلدان.

الخلاصة أن العيب والقصور في الشعوب وليس في حكامها فقط.

ما أسهل علاج عيوب الرئيس وما أصعب علاج عيوب الشعب!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك