وعن داعش لا يسألون؟

زاوية الكتاب

بن طفلة يتساءل عن تجاهل اوباما لها بمؤتمره الصحافي

كتب 2863 مشاهدات 0



يعقد الرئيس الأمريكي مؤتمرا صحافيا سنويا بنهاية كل عام قبل إجازة أعياد الميلاد، وقد عقد الرئيس باراك اوباما مؤتمره يوم الجمعة الماضي قبل توجهه لمسقط رأسه –هاواي- حيث يقضي إجازته. استمر المؤتمر الذي شهده حشد من الصحافيين من كافة وكالات أنباء وصحف العالم الرئيسية خمسا وأربعين دقيقة تطرق فيها للمواضيع التالية:
-الاختراق الكوري الشمالي الالكتروني لشركة سوني ومسألة وقفها لفيلم ساخر أنتجته الشركة عن اغتيال الزعيم الكوري الشمالي –كيم ايل يونغ.
-رفع الحظر المفروض على كوبا وتطبيع العلاقات معها.
-وباء ايبولا.
-مسائل محلية داخلية أمريكية كوضع السود الأمريكيين وعلاقة الرئيس بالكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون.
لكن مسائل أخرى هامة حول العالم لم يتطرق لها الرئيس بمؤتمره الصحافي مثل العلاقة مع روسيا وحرب اوكرانيا والتلوث البيئي والمشروع النووي الإيراني وأسعار النفط والحفر الصخري النفطي والصراع بفلسطين وغيرها. لكن أشد ما أثار انتباه المراقبين هو عدم تطرق الصحافيين أو الرئيس نفسه للحرب مع داعش، ومبعث الحيرة أن رئيس أكبر دولة بالعالم يقود تحالفا دوليا لمحاربة تنظيم إرهابي مارق ارتكب الفظائع فأعلن العالم الحرب عليه، وقد استمرت الحملة الأمريكية-الدولية على داعش منذ شهور ثلاثة، وهي مستمرة أثناء المؤتمر الصحافي للرئيس، فلماذا لم يتطرق الرئيس الأمريكي للحرب التي تخوضها بلاده؟ ترى! هل نسي أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية وان قواته تخوض حربا يقول جنرالاته أنها ستستمر سنينا تراوحت بين ثلاث وعشر سنين؟
لا يوجد تفسير للتغاضي عن حرب ضروس على داعش سوى احتمالين: إما أنها حرب غير مهمة، وهذا مناف للمنطق والعقل، فليس هناك حرب غير مهمة، ناهيك عن أن المسئولين الأمريكيين وعلى رأسهم الرئيس اوباما صرحوا مع بداية الحملة –ولايزالون- بخطر داعش وأهمية القضاء عليها، أو أنه لا توجد حرب حقيقة على الإرهاب، وإنما اقتراب عسكري غربي للمناطق الساخنة من أجل إدارة الأزمات وليس من أجل حلها وإنهائها.
قبل يوم من مؤتمر الرئيس باراك اوباما، نشرت وكالة الأنباء العالمية رويترز تقريرا تبين فيه تراجع الطلعات الجوية الحربية على داعش من قبل حلفاء أمريكا بالمنطقة-وتحديدا دول الخليج، حيث بلغ هذا التراجع غارتين جويتين خليجيتين في النصف الأول من هذا الشهر والباقي قامت به أمريكا وحدها، وتراوحت تفاسير أسباب ذلك من تلاشي الأهداف الثابتة لداعش التي قضى عليها الطيران، إلى مخاوف من أن تلك الضربات تقوي الأسد ضد أعدائه وتخلق تعاطفا مع داعش، عزز هذه المخاوف الكلام الأمريكي السمج عن تدريب معارضة سورية 'معتدلة'، وتجاهل أمريكي لإرهاب النظام السوري والميليشيات الطائفية الإرهابية التي تسانده والتي تعتبر الوجه الآخر لعملة داعش الطائفية الإرهابية، إضافة إلى الرفض أمريكي لمنطقة آمنة اقترحتها تركيا لمنع طيران الأسد من قصف المدنيين تمهيدا لقصف جيش الأسد نفسه، وهو مقترح تركي بمثابة حجة تضمن لهم عدم التورط بالحرب على داعش لثقتهم بأن أمريكا لن توافق عليه.
لكن هناك تفسير لتجنب الرئيس اوباما لحربه على داعش، وهي أن هذا التجاهل يندرج ضمن استراتيجية تعكس نفسيته بتجاهل الأمور وإبقاء الوضع على ما هو عليه مع الاستمرار باحتوائه، والدعاء بأن يتكفل الزمن بحل المشاكل، هذه هي استراتيجيته بالصراع العربي-الإسرائيلي حين اصطدم بصلف نتانياهو، وهو موقفه من روسيا حين واجه بوتين العنيد، وهو نفس موقفه المتخبط من برنامج إيران النووي وانقضاء مهلة الستة شهور دون التوصل معها لاتفاق نووي نهائي، وهو نفس الموقف من كوريا الشمالية التي توعد بالرد على اختراقاتها الالكترونية 'بالوقت والطريقة المناسبة التي يختارها' (هكذا)، وهي نفس عبارات بشار الأسد كلما تعرض لعدوان إسرائيلي على بلاده.
أثناء رده على سؤال صحافي، عطس أحد الصحافيين، فشمّته الرئيس بعبارة BLESS YOU= يرحمكم الله، ونحن بدورنا نتمنى للرئيس إجازة سعيدة ونقول له: MERRY CHRISTMAS, Mr. PRESIDENT
سعد بن طفلة العجمي
@saadbin6iflah

الشرق القطرية-المدى العراقية

تعليقات

اكتب تعليقك