ما الذي يمنع الحكومة من إعداد دراسة متكاملة لخطتها المقبلة؟!.. الحساوي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 757 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  لن تستطيعوا التوفير بهذه الطريقة!

د. وائل الحساوي

 

بالرغم من معرفتنا بأن القطاع النفطي يقبض أكبر الرواتب والمكافآت في البلد، إلا أنه من حق نقابات النفط أن تغضب وتحتج على توصية مجلس الأمة بقطع مكافأة المشاركة في النجاح من العاملين في النفط لأن تلك المكافأة قد جاءت ضمن قانون ولا يحق للحكومة أن تنقضه بتوصية للمجلس!!

وأتوقع لو تحدت الحكومة النقابات وأصرت على إنفاذ تلك التوصية أن يشهد البلد قلاقل واضطرابات وإضرابات تضر بالاقتصاد.

وهكذا في جميع قطاعات العمل لابد من دراسة تأثير انخفاض أسعار النفط وكيفية التعامل مع جميع قطاعات الوظائف، وحجم التقليص المطلوب بدلاً من الهجوم على جهات محددة وقطع رواتبها أو مكافآتها دون تخطيط أو دراسة، فما الذي يمنع الحكومة من حزم أمرها وإعداد دراسة متكاملة لخطتها المقبلة!!

عندما صرح الشيخ محمد المبارك بأن السكين قد وصلت العظم وأننا بحاجة لمعالجة عاجلة ومتقنة لحل مشاكل انخفاض النفط استهزأ الكثيرون بكلامه وحمّلوه ما لا يحتمل، بل ونسمع تصريحات كثيرة لخبراء ووزراء يطمئنون الناس بأن الأمور بخير ولا حاجة للهلع أو استباق الأحداث، بل ويطمئن بعضهم الناس بأن هذا الهبوط في أسعار النفط ما هو إلا أمر طارئ وسريعاً ما ستعود الأمور إلى وضعها الطبيعي!!

فإذا كان الجميع لم يتوقعوا ذلك الهبوط المفاجئ والعميق للأسعار فكيف يفتون الناس بأن صعود الأسعار مقبل لا محالة وسريع جداً؟!

وما الذي يمنعنا من احتساب الأسوأ والتخطيط له بدلاً من الإصرار على ترك الناس يعيشون في الأحلام ونحن نعلم بأن السير في هذا المسار الهابط دون تخطيط لابد أن يقود يوماً إلى ما نحذر منه.

أتعجب من كلام البعض عن خطورة رفع الدعم عن السولار والديزل لأنه سيتسبب في رفع أسعار الكثير من السلع، ونسي هؤلاء أن السبب الرئيسي في رفع الدعم هو أن نصف انتاجنا من الديزل يتم تهريبه إلى الخارج ما يتسبب لنا في خسائر كبيرة دون أن نرى خطوة جدية في القبض على سرّاق الديزل وإيداعهم في السجون!

كذبت ماغي ولو صدقت!

(ماغي فرح) المتنبئة اللبنانية الشهيرة، يبدو أنها كمثيلاتها من المتنبئين الذين يلبّسون على الناس ويدّعون علمهم بالغيب، يبدو أنهم قد أصبحوا أكثر دراية بالأوضاع السياسية في بلداننا العربية والإسلامية، وأصبحت تنبؤاتهم مشتقة من دراستهم للواقع، فهي تتحدث عن عام 2015 بأنه أسوأ من 2014، وكرة اللهب ستتسع، والوضع الأمني سيتدهور ويشمل بلداناً كانت بعيدة عن التوترات.

وتضيف أن دولاً كبرى ستشهد اغتيالات وعمليات إرهابية وأن التخبط سيضرب الكثير من البورصات العالمية وستظهر أوبئة جديدة وفيروسات وهكذا

لو سألت حارساً على عمارة لأخبرك بهذا الكلام من استقراء للواقع الذي نعيشه منذ سنوات طويلة.

وعندما تأتي على كل برج على حدة فإنها تتكلم بصيغة متفائلة من زيادة الأرباح وتغيرات طالما حلمنا بها وأبواب مقفلة تفتح أمامنا.

العجيب هو أن كتب ماغي فرح تنتشر في جميع المكتبات ويشتريها الناس وتكسب من ورائها الملايين، ولكن هل سأل أحدهم ماغي عما تحقق من نبوءاتها خلال السنوات الماضية ولماذا فشلت في تفسير أو التنبؤ بأهم الأحداث التي مرت على بلداننا مثل الربيع العربي وداعش وغيرهما؟!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك