السعودية لا دور لها في انخفاض أسعار النفط!.. هكذا يعتقد وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 736 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  السعودية بريئة كبراءة الذئب من دم يوسف!

د. وائل الحساوي

 

قال النائب الجمهوري الاميركي (جون ماكين) في مقابلة له مع قناة (CNN): «علينا تقديم الشكر للسعودية التي سمحت لسعر برميل النفط بالهبوط لدرجة تؤثر بصورة كبيرة على اقتصاد الرئيس الروسي».

وقالت وكالة (بلومبيرغ) الاخبارية بان روسيا الاتحادية تعيش وسط اسوأ ازمة اقتصادية منذ العجز عن سداد الديون عام 1988، وان البنك المركزي في موسكو ينفق خمس احتياطاته المالية واسعار الفائدة زادت ست مرات منذ مارس الماضي!! والسبب الرئيسي هو هبوط اسعار النفط !!

في حقيقة الامر فاننا فعلا نتمنى لو كان كلام ماكين صحيحا، فلو لم يكن لانخفاض اسعار النفط إلا ضرب اقتصاد روسيا وايران، لكان الواجب العمل على المزيد من تخفيض الاسعار لان هاتين الدولتين تناصباننا العداء دون حياء وتستخدمان امكانياتهما النفطية لضرب بلادنا والتعدي على اخواننا في كل مكان، ولكن الواقع هو أن السعودية لا دور لها في انخفاض اسعار النفط بل هو لاسباب اقتصادية بحتة، وماكين يعلم ذلك جيدا، فرئيسه اوباما قد اعلن في بداية حكمه للولايات المتحدة بانه سيطور انتاج النفط الصخري بحيث تستغني الولايات المتحدة عن شراء النفط من الخارج، وفعلا نجح الاميركان في تطوير انتاجهم للنفط الصخري وغزو الاسواق باكثر من اربعة ملايين برميل يوميا من هذا النفط، وهو ما تسبب في كسر ظهر دول اوبك والمسارعة إلى خفض اسعار النفط.

الحمد لله أن تكلفة استخراج النفط الصخري كبيرة (تصل إلى 65 دولارا للبرميل) وهو ما يبشر بان انخفاض اسعار النفط اليوم سيدفع الدول المنتجة للنفط الصخري بالتوقف عن استخراجه مما سيعطينا المجال للدخول إلى حلبة السباق من جديد، ولا مبرر للجزع، فنحن وان شعرنا باننا لم نعد مرغوبا فينا، لكننا مطلوبون من كثير من الزبائن ولو بعد حين.

سألت مسؤولا نفطيا كبيرا قبل ايام من انعقاد مؤتمر الاوبك إن كانت الكويت والسعودية وقطر فعلا تنفي عدم تخفيض انتاجهم من النفط لاسباب سياسية، فأجابني بعدم صحة ذلك الكلام وان اصرارهم على عدم تخفيض الانتاج سببه أن انتاج دول الاوبك اليوم لا يزيد على 30 في المئة من الانتاج العالمي ولا يمكن مقارنته بعام 1973 حيث كانت الاوبك تنتج 60في المئة من الانتاج العالمي وكان هو العامل المؤثر الاهم !!

كما بين لي المسؤول بان اقدام دول اوبك على خفض انتاجها من النفط من اجل امتصاص الفائض من النفط في السوق وهو 1.7 مليون برميل سيتم تعويضها من الدول الاخرى بسهولة، وان لم تنجح الخطة فقد يهوي سعر النفط اكثر مما هو عليه.

إذاً فنتفاءل ولا نجزع، ولكن بشرط أن نتدارك ما فات ونصلح ما هدمناه من خطط ونعيد بناء اقتصادنا.

من الامور المفرحة هي أن نفطنا سيظل حتى عام 2115 (مائة عام زيادة) باذن الله على نفس مستوى الانتاج الحالي بحسب تصنيف (فيتش)، والمشكلة ليست في استمرار تدفق النفط ولكن في استمرار السرقات المنظمة التي تسعى لشفط اموالنا، وما نخشاه هو أن يتم بيع نفطنا في الارض مثلما باعوا الاهرامات وابو الهول، في مسلسل (درب الزلق) !!

كيف نؤويهم ثم نغرمهم ؟!

طيب أن تبادر وزارة الشؤون إلى اقامة مراكز للايواء للعمالة الاجنبية، والذين لا يجدون غير سفاراتهم يأوون اليها، وهذا من ابسط الحقوق الانسانية التي لابد أن تهتم بها البلاد المتحضرة.

وغير طيب مبادرة وزارة الداخلية لفرض الغرامات القاسية على العمالة الاجنبية ممن تنتهي صلاحية جوازاتهم قبل انتهاء اقاماتهم، وتحتج الداخلية بان هذا القرار قديم ولكن لم يتم تطبيقه سابقا، وكان الواجب هو التعميم وانذار الناس قبل البدء بتفعيله، ولنا أن نتصور عاملا يقبض 50 دينارا شهريا ثم يتم تغريمه 600 دينار بسبب خطأ، أو سجنه سنة !

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك