الحلول الوسطى لا تعني أبداً التخلي عن المبادئ!.. عمر الطبطبائي مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 942 مشاهدات 0


الراي

من بين الآراء  /  إما كل شئ وإما لا شئ!

عمر الطبطبائي

 

حالة من اللامبالاة أصابت الكثير من أفراد هذا المجتمع اتجاه ما يقترف في حق الوطن، والمحزن في الأمر هو ليس بإصابة فئة الغالبية الصامتة لأننا لا نتوقع من صمتهم شيئا، انما الطامة في إصابة الكثير من الفاعلين في المجال السياسي سواء من فئة الشباب أو الفئات الاخرى.

ولهذه الحالة أسباب عدة لن اتطرق الا لسبب واحد وهو السبب المتعلق بنا والذي قد يمكننا إصلاحه في حال وجود «الرغبة» الصادقة في ذلك.

قبل ذكر السبب، علينا أن نتذكر انتقادات البعض الذي كان يعارض المشاركة في أي فعالية من فعاليات الحراك السابق والتي كانت تتلخص حسب نظرتهم في أن كثيرا من قضايانا عادلة ولكن غالبية محامي تلك القضايا فاشلون من حيث طريقة المطالبات سواء من خلال الأسلوب أو الوسائل التي استخدمت، وهنا علينا الاعتراف بأن كثيرا من منتسبي هذه الفئة سيحاولون جاهدين خلق أي عذر حتى لا يشاركوا ولكن لنتمهل قليلا ونقف... ونمنح القلة الصادقة منهم وقتا لنفكر فيه بنقطة انتقادهم.

حتما سنجد في انتقاد الصادقين منهم نسبة كبيرة صحيحة، حيث لا يمكن على سبيل المثال لشخص تعدى عمدا على الدستور المطالبة في الدفاع عنه، أو شخص آخر ترعرع على هامش فضلات الفاسدين ويأتينا بالمطالبة في محاربة الفساد ولهذا نتفهم سبب خطاباتهم الانتخابية لا السياسية لأنهم لا يفقهون المعنى الحقيقي من فن الممكن!

الفئة السابقة هي السبب المتعلق بنا والتي أوصلتنا الى ما يسمى بالثنائية المتصارعة والتي تحدث عنها د. حسن حنفي في كتابه «الدين والثورة» وهي باختصار إما كل شيء وإما لا شيء!! ولا وجود للحلول الوسطى، وهنا قد يقول البعض بأن السلطة لم تفتح المجال لأي حل وسط ولكن الواقع يقول بإننا لم نحاول لإيجاد أي حل وسط لأن غالبية تحركاتنا كانت مبنية على ردة فعل كانت واضحة في الخطابات والبيانات التي اتسمت بالوعيد والتهديد ولم تفتح أي باب لأي حل وسط، وبعد كل هذا يطلق منتسبو هذه الفئة (فئة إما كل شيء وإما لا شيء) على انفسهم لقب أو صفة السياسي!!

ان الحلول الوسطى في عالم السياسة لا يعني أبدا التخلي عن المبدأ، فالتمسك بالمبادئ شيء والسبيل الى تحقيقها من اجل الصالح العام شيء آخر، خصوصا وأننا لا نصنع الظروف لأن من يصنع الظروف هو الطرف الأقوى ولكن السياسي الحقيقي يستطيع التكيف معها ومتى ما استطعنا التخلص من هذه الفئة (السبب المتعلق بنا) حينها نستطيع التحرك لصناعة ظروفنا!

د ا ئ ر ة م ر ب ع ة:

السياسة ليست «وسخة» أبدا ولكن لاعبيها قد يكونون!!...

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك