خالد الجنفاوي ناصحاً: من يرد مساعدة الشباب فلينصت إليهم بشكل جاد وصادق!

زاوية الكتاب

كتب 827 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  الشباب يكرهون فرض الإملاءات والوصاية الأخلاقية

د. خالد عايد الجنفاوي

 

يزعم البعض انه يتحدث باسم الشباب, أو عنهم, انه يهتم بأمورهم وبقضاياهم مع انه ينتمي لفئة عمرية لا تتناسب مع الخطاب المتكلف الذي يلقيه على رؤوس شباب لا يتم الاستماع لهم ويتم تجاهلهم غالب الوقت! المشكلة فيمن يتكبد العناء ويتكلف الحديث باسم الشباب أو يُظهر لعامة الناس أنه يهتم بقضاياهم كونه لا يعكس فعلاً وجهات نظر الشباب, فأكثر ما يكره كثير من الشباب هو فرض الاملاءات عليهم وتلقينهم ما عليهم أن يفعلوه ليحققوا نجاحاتهم الشخصية, بل تتضايق أغلبية الشباب من كل شخص يخاطبهم وكأنه يتفضل عليهم أو يُحسن اليهم, وكأن لسان حالهم يقول: “اتركونا بشأننا فأنتم ما استوعبتم قضايانا المعاصرة, وستؤدي خطاباتكم الفوقية إلى وأد فرصنا لكي نحقق نجاحاتنا وفق وجهات نظرنا الخاصة”.
إضافة إلى ذلك, يرفض كثير من الشباب الوصاية الأخلاقية عليهم, وبخاصة من أشخاص لا ولاية أخلاقية لهم على الآخرين. بمعنى آخر, لا يحق لكل جعظري متكبر أن يتقمص دور الناصح للشباب وهو لا يدرك طبيعة النفس الشبابية وما تحويه من آمال وتطلعات تناطح السحاب, وما تحويه نفس الشاب من طاقات جبارة يتم كتمها وتكميمها وتقييدها بطرق التفكير التقليدية وضيق الأفق وهوس الوصاية الأخلاقية.
لا أدعي شخصياً أنني أفهم مشكلات الشباب أو حجم التحديات الهائلة التي يواجهونها في عالم متغير. لكن بسبب طبيعة عملي أحتك بشكل شبه يومي بفئة الشباب, فأدرك جيداً شموخ نفوسهم الأبية وطاقاتهم الجبارة وعقولهم المستنيرة: فبالنسبة لي على الأقل, حري بمن يريد أن يناقش مشكلات الشباب وتحدياتهم ويساهم في إيجاد حلول لبعضها أن يستشير الشباب أنفسهم. ولا أقصد في هذا السياق بعض الشباب الذي لم يعان في حياته مشقة الحياة وتجاربها القاسية, ولم يضطر ليناور غصباً عنه أحياناً مسيرة حياته بالواسطات المتكلفة, ولكن أشير في هذا السياق إلى الشاب العادي ذلك الفرد الحر والأبي والمستقل والمتسامح بفطرته وسجيته الطيبة الذي لم يتلوث عقله وقلبه بالنعرات القبلية والطائفية والفئوية.
من يريد فعلاً أن يساعد الشباب فليتوقف مباشرة عن الأملاء عليهم وينصت اليهم بشكل جاد وصادق ومتجرد من الأحكام المسبقة والسلبية. يحترمك الشاب إذا أظهرت له أنك تحترم كرامته الإنسانية وتحترم عقله وشعوره النبيل وتلقي تحية عطرة على كل عاطفة وشعور نبيل ونقي يجري في عقل وقلب الشاب كمجرى الدم في الجسد. فلعل وعسى.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك