مرور 100 عام على افتتاح مكتب البريد

أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الليلة احتفالية بمناسبة مرور 100 عام على افتتاح مكتب البريد في الكويت ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي ال(21).
وضم المعرض الذي أقيم في مركز (بيت ديكسون الثقافي) عددا من الطوابع البريدية النادرة التي تحكي نشأة ومسيرة هذا القطاع المميز مرورا بجميع المحطات والتحولات التاريخية المهمة كما تم عرض عدد من الأدوات والآلات التي استخدمت في فرز وحفظ الرسائل البريدية منذ نشأته وكذلك عددا من الأظرف والمغلفات والمطبوعات التي زامنت هذا النشاط البريدي الكويتي.
وقال مدير مكتبة الكويت الوطنية وأمين سر الجمعية الكويتية لهواة جمع الطوابع والعملات كامل العبدالجليل ان هذه المناسبة مهمة جدا في تاريخ الكويت حيث تؤرخ لبدء أول نشاط بريدي في الكويت من هذا المكتب حيث تقام في (بيت ديكسون الثقافي) الذي يعد أحد أهم المتاحف وبيوت الثقافة في البلاد.
واشار العبدالجليل الى ان نشاط البريد الوطني بدأ قبل 100 عام في عهد الحماية البريطانية للكويت عام 1905 كنشاط متواضع في هذا البيت وبطوابع هندية كانت موشحة باسم الكويت وكان اول وشاح رسمي معتمد في منطقة الخليج العربي ما يعد اعتراف دولي بكيان وسيادة الكويت حدودا ووجودا.
واضاف ان الأحداث توالت فيما بعد حيث انتقل البريد من عصر الحماية البريطانية مع طوابع البريد الهندي الى طوابع البريد البريطاني وانتقل الى مكتب البريد المعروف في شارع فهد السالم حيث انتقلت تبعيته عام 1958 الى الحكومة واصبح مسماه البريد الوطني.
وبين أن البريد الكويتي يملك تاريخا عريقا ومهما وحافلا بالانجازات يسجله هذا المعرض المتميز اذ يشتمل على طوابع بريدية على مدى 100 عام من مغلفات الرسائل والبوسترات وكل ما يتعلق بالبريد والوثائق الخاصة به منذ انطلاقته.
من جانبه ثمن رئيس مجس ادارة الجمعية الكويتية لهواة جمع الطوابع والعملات محمد عبدالهادي جمال اهتمام المؤسسات الكويتية الرائدة وفي مقدمتها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بهذا التاريخ والارث الكبير والمهم للبريد الوطني وما يحمله من أهمية توثيقية لدولة الكويت.
وأكد ان هذه المناسبة الهامة تخلد حدثا تاريخيا مهما كان في وقته رمزا لاستقلال الدول وتبوؤها موقعا مرموقا بين البلدان المتقدمة لأهمية البريد في التواصل الاجتماعي ودوره الفعال في دفع عجلة التجارة وتنشيط التبادل التجاري بين الدول ودفع الاقتصاد للأمام في تلك الفترة من الزمن.
وشهدت الاحتفالية تكريم اول ثلاثة كويتيين عملوا في دائرة البريد في الكويت وساهموا في انشاء الدائرة وهم المرحوم خلف حسين التيلجي والمرحوم جاسم عبدال والمرحوم حمد الحميدي كما تم تكريم أول هاو كويتي في تجميع الطوابع المرحوم بدر حمد الحداد.
وقام المجلس بتكريم الحكومة البريطانية على الخدمات البريدية التي قدمتها ويمثلها سفير المملكة المتحدة لدى البلاد ماثيو لودج كما تم تكريم الحكومة الهندية على ما قدمته من خدمات للبريد في دولة الكويت ممثلة بسفيرها لدى البلاد سونيل جين.
وعرف الكويتيون الخدمات البريدية منذ عام 1775 التي كانت تؤدى بشكل مبادرات أهلية ومن خلال حركة السفن والمسافرين قبل أن يتم افتتاح أول مكتب بريد في البلاد رسميا قبل مئة عام وتحديدا في 21 يناير 1915 وكان في مقر المعتمد البريطاني (بيت ديسكون).
وبدأت الخدمات البريدية غير النظامية في الكويت عام 1775 عندما كان أهل الكويت يأتون برسائلهم الى (ديوانية المزيد) ليقوم آل مزيد بنقلها الى البصرة فيما الرسائل الموجهة الى حلب فكانت ترسل عبر الصحراء عن طريق الهجانة في حين ارسلت الاهالي في ذلك الوقت الامانات والطرود مع ربابنة السفن والمسافرين.
وتسلمت الكويت رسميا في الاول من فبراير عام 1958 مسؤولية الخدمات البريدية الداخلية وفي العام ذاته تم العمل على اصدار أول طابع خاص بالكويت قبل أن تتسلم الكويت مهام الخدمات البريدية الخارجية في فبراير عام 1959 وبعد عام من ذلك أصبحت الكويت عضوا عاملا في اتحاد البريد العالمي.