رحمك الله خادم الحرمين.. بقلم فيحان العازمي

زاوية الكتاب

كتب فيحان العازمي 4857 مشاهدات 0

ملك السعودية

احزننا خبر رحيل المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عن عالم الدنيا الى جوار ربه ترجَّل الفارس الكبير بعد مسيرة طويلة من العطاء في خدمة وطنه وأمته. وقد حظي - رحمه الله - باحترام قادة العالم اجمع لما كان يتحلى به من حكمة وبُعد نظر؛ فقد كان القلب الكبير وبوابة الامان لعالمنا العربي والإسلامي في اشد الأزمات والشواهد عديدة وكثيرة . ومهما حاولنا الحديث عن الإنجازات التي تحققت في عهده فلن نستطيع أن نوجزها باسطر قليله ولن نوفيه حقه لأنه ترك بصمات ظاهره، ستظل تذكرها الأجيال القادمة.
لقد وصلت السعودية في عهده الى اقصى مراحل أمن والاستقرار في مختلف الاصعدة ، على الرغم من كل المخاضات الخطيرة التي تشهدها الدول المجاورة. وما كان هذا الاستقرار ليتحقق لولا هذا الالتفاف الشعبي الذي كان يتمتع به لذلك كانت السعودية عصية على العابثين والفاسدين والطامعين بها
نحن نعرف أن الموت حق، لكن غياب الملك عبدالله خسارة كبيرة للأمة والوطن، وسوف نحتاج إلى وقت طويل للتغلب على شعورنا الأليم بهذا المصاب فمكانته الكبير سوف تهلق فراغا كبير على الامتين العربية والاسلامية .
كان فقيد الأمة يتمتع بحضور ومكانة كبيرة بين زعماء العالم، وتعززت في عهده مكانة السعودية إقليميًّا وعالميًّا و ظل يتمتع بهذا الاحترام حتى آخر يوم في حياته ،
وقد كان جلالته واحدًا من عظماء واساطير التاريخ بلا منازع - لكن ما يعزّينا في هذا المصاب الجلل أن الراية قد أوكلت إلى من هم أهل بحملها فالملك سلمان والأمير مقرن والأمير محمد - حفظهم الله - رجال يعرفون أن عليهم أن يجاهدوا كثيرًا لتظل هذه الراية مرفوعة، كما أرادها الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز دائمًا. و يملك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تاريخاً حافلاً بالنجاحات، وتميّز -حفظه الله- بمنهج إداري رصين. وتولى خادم الحرمين الشريفين مناصب عدة، بدأها أميراً للرياض على فترتين ثم وزيراً للدفاع، وولياً للعهد. ويحظى العمل الإنساني والثقافي باهتمام خادم الحرمين الشريفين ، ومن خلال هذه المنطلقات أقول نحن اليوم نعيش في ظل قيادة رشيدة يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والذي سيؤكد استراتيجية التوجه السعودي منذ عهد المؤسس عبدالعزيز، وحتى عهدنا هذا، فالملك سلمان خريج مدرسة الملك عبدالعزيز، كما أنه كان ساعدا قويا لكل الملوك الذين توالوا على حكم هذا الوطن، وعندما نقول بأن الملك عبدالله رجل استثنائي، فإننا اليوم نقول بأن الملك سلمان رجل استثنائي آخر لما يحمله من إرث تاريخي وثقافه عالية، وتوجهات عظيمة وأدوار كبيرة لعبها على مستوى العالم العربي والإسلامي وعلى المستوى المحلي، وقد كان ــ حفظه الله ــ رمزا للعطاء والوفاء والحب والتطلعات الرائعة لخدمة إنسان هذه الأرض وللمقيمين فيه.
و يعرف الملك سلمان بأعماله وجهوده الخيرية الواسعة، حيث تولى رئاسة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، والرئاسة الفخرية لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، والرئاسة الفخرية للمركز السعودية لزراعة الأعضاء، وغيرها من الجهات.
وبالعودة الى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد فانه يمتلك العديد من الصفات القيادية المميزة ما جعله يحظى بأرفع المناصب تقديرا وتثمينا لمسيرة وعطاء سموه التي استفاد منها في تكوين رؤى واضحة ومتمعنة عن أحوال الشعب السعودي، والمجتمع الدولي، إلى جانب المسؤوليات المناطة بسموه في كل عمل أوكل إليه، وهذا ما جعل سموه يتمتع بشخصية قيادية صنعتها المواقف المتعددة التي مر بها في كافة مراحل حياته العملية بالدولة. كما يتميز حفظه الله بشخصية قيادية وعصامية وطموحة، وكل من عرف سمو الأمير مقرن يرى في شخصية سموه تفردا بالكثير من المزايا التي قد لا تجتمع في شخص واحد، وعلى الرغم من المسؤوليات الجسام الملقاة على كاهل سموه في مواقع الوطنية المختلفة، إلا أن القريبين منه يجمعون على تواضعه وابتسامته اضافة الى انه يتسم بالجدية والحزم في كافة المواعيد والأعمال الموكلة إليه من ولي الأمر، مما جعل منه رجل دولة مشهودا له بالكفاءة وقائدا محنكا في المواقف التي تستدعي معالجة متأنية.

الآن - رأي: فيحان العازمي

تعليقات

اكتب تعليقك